يعتبر حي النصر بشرق النيل من أكبر المناطق السكنية وآخرها انضماما للقطاع الحضري بالخرطوم، والمنطقة تتجاوز قطعها السكنية العشرة آلاف قطعة، وتضم من المربعات «1،2،24 ، 25، 26» ويحدها من الشمال الطريق الدائري ومن الجنوب والغرب طريق القذافي، وتمتد شرقاً حتى مزارع السليت. ووزعت أراضي حي النصر باعتبارها خطة إسكانية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، غير أن عدم توفر الخدمات الرئيسية جعل المنطقة مجرد أرض بلقع، غير أن قيام جسر السلام «الجريف المنشية» جعل المنطقة على بعد لا يتجاوز الاثني عشر كيلومتراً من مركز المدينة، كما ادى تشييد الطريق الدائري قطاع شرق النيل وتوفر شبكات المياه والكهرباء إلى جذب المواطنين، إذ تشهد المنطقة الآن حراكا كثيفاً في صناعة البناء والتشييد يجعلها الاعلى على مستوى العاصمة القومية. وبالرغم من أن مدينة النصر لا تبعد عن رئاسة محلية شرق النيل بمسافة لا تتجاوز الخمسة كيلومترات، إلا أنها صارت مرتعاً خصباً للصوص والعصابات الخارجة عن القانون والمألوف من القيم خاصة في مربع «26»، مستغلة وقوع الحي في منطقة طرفية. وبرغم كثافته السكانية وأعمال البناء والتشييد بالمنطقة فإنه يفتقر لمركز شرطة، علماً بأن خارطة المراكز الشرطية الجديدة بالولاية تتضمن تشييد مركز للشرطة بالمربع. ويؤكد ذلك وجود مركز الشرطة في مخطط الحي. وكاتب هذه السطور كان بصدد فتح بلاغ ضد إحدى المجموعات التي وفدت من خارج المنطقة، وجاءت على متن «ركشتين» واقامت حفلا صاخبا بجوار المنزل، لتثير حالة من الرعب خاصة بين الاطفال، علما بأن ملابس المجموعة كانت هي الأخرى لافتة لغرابتها. وذكر بعض الذين سكنوا الحي منذ فترة، أنهم دابوا على مشاهدة مثل تلك الحفلات في السنين الخوالي، وبالعودة الى امر البلاغ فقد وجهني الإخوة بشرطة حلة كوكو الى ان حي النصر يتبع لمركز شرطة الجريف شرق، وفي ذلك مشقة ورهق لكل من يسعي للاستغاثة بالشرطة. إننا في هذه المساحة نناشد والي الخرطوم ورئيس لجنة الأمن بالولاية الدكتور عبد الرحمن الخضر، والدكتور ياسر الفادني معتمد شرق النيل، والفريق محمد الحافظ مدير شرطة الخرطوم، واللواء خالد بن الوليد رئيس شرطة شرق النيل، أن يعمدوا إلى معالجة حالة الوضع الأمني بمربع «26»، وهو الحي الطرفي، فالمنطقة باتت تحت رحمة اللصوص والعصابات، وآخر الظواهر اعتراض النساء وسلبهن ممتلكاتهن بعد المغرب، اذ ظلت العصابات تتصيد الفتيات والنسوة اللائي ينزلن في محطات شارع القذافي لنهبهن، وتلجأ العصابات بعد ذلك لمنطقة المزارع، كما شهدت المنطقة سرقات استخدمت فيها العربات لنقل المسروقات. وقبل ايام تمت سرقة منزل أحد ضباط الشرطة، وقد استخدمت عربة لنقل المسروقات، اضافة الى عشرات الحكاوى التي لم يقم ذووها بفتح البلاغات خوفا من التعرض للمزيد. إن ظاهرة الانفلات الأمني تبدأ بالأطراف خاصة الاطراف القريبة، وتجاهل مثل هذه الظواهر له مردوده السلبي الخطير، وهي دعوة لسلطات الولاية الى أن تلتفت للمنطقة، وأن تضرب بقوة، وذلك لا يتأتي إلا بالتعجيل بتشييد مركز شرطة حي النصر، ومنحه الأولوية القصوى حتى يكتمل، ولذلك فإننا نناشد الوالي ومعتمد شرق النيل وأجهزة الشرطة على مستوى الولاية والمحلية، عمل مركز مؤقت لمواجهة الأمر وبالله التوفيق.