تطرقنا في الأسبوع قبل الماضي إلى موضوع شائك وحساس، وقد انتبهت شبكة «الجزيرة نت» إلى ما كتبناه حول هذا الموضوع، ضمن إفادات آخرين، وهو تناول رواية معينة هي «قارعة الذات». ونحن في هذا السياق نعني بكليات الأمر، لا بجزئياته، فالقضية ليست هي قضية كتاب يمنع هنا، او يصادر هناك.. فالأمر يتعلق بعوامل شتى.. وبزمان مختلف لم يعهده السابقون. وإذا كنا نحن في الوطن العربي والعالم الإسلامي نهب لأننا تأذينا من كتابات ورسوم تسيء لأفضل خلق الله قاطبة.. وإذا كان الغرب يتذرع بحجة حرية التعبير وحق الإنسان في الإفصاح عن مكنوناته، فإن بعض الكتاب هنا يحاولون التعامل بمقاييس الغرب المنفتحة التي لا تعرف المحرمات، وهم لا يدركون أن مجتمعنا مازالت فيه روح الوصاية والهيمنة عبر مؤسسات كفل لها القانون هذه الوصاية، ولاعتبارات تبدو مقنعة لمن صاغوها وارتضوها. ولكننا ونحن نقرأ بعض الأعمال الإبداعية الممنوعة نتساءل عن المعايير التي يتم بها المنع، وهل هي معايير فنية أم إخلاقية؟! وماذا عن الروايات التي تملأ الاسواق سودانية وعربية وبعضها صار من كلاسيكيات الكتابة الإبداعية؟! وبعض الروايات التي وزعت في هذا البلد تعج بالجنس ومحرمات اخرى؟! فهل هناك معيار موحد أم أن الإمر متروك لتقدير المانعين.. ولا اقوال لأهوائهم. وهذا لا يعني أن الغرب محق في قوله بحرية الفكر، بل إن هذا الغرب يحرم الكتابة التي تنكر وجود المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، وما روجيه غارودي ببعيد.. وهناك الناشطة المصرية التي حرمتها أمريكا من التكريم بسبب دفاعها عن القضية العادلة للفلسطينيين!!