بجذور ضاربة في عمق الارض وبغريزة حب البقاء وتحدي الزمن والمتغيرات باتت تلك الشجرة على شارع النيل اشهر منظم لحركة دوران السيارات ، ونجت تلك الشجرة من تطور حركة العمران بالخرطوم والمدن الرئيسة بالبلاد ، وتشكل الاشجار رئة ومتنفساً للمدن ، وشجرة المهوقني الناجية من تغول عمران الخرطوم هى واحدة من الاف الاشجار التي عمدت سلطات الحكم الانجليزي بالبلاد الى زراعتها في شارع النيل والشوارع الرئيسة بالخرطوم ومعظم تلك الاشجار استجلبت من البلاد الاستوائية الواقعة تحت الحكم البريطاني خصوصا من الهند حيث استجلبت اشجار النيم واللبخ لاضفاء جانب جمالي على الخرطوم ولم يهتم الانجليز بالتشجير في قلب الخرطوم فقط وانما شملت حملات التشجير معظم المدن الكبيرة مثل ود مدني وكوستي وبارا والابيض ، ويحتفل العالم كل عام بيوم الغابات الذي يصادف يوم الحادي والعشرين من مارس ، ووفقا للمسح العالمي للغابات لعام 2010 فان مساحة الغابات في السودان تقلصت من «76» مليون هكتار الى «69» مليون هكتار وتدنت المساحة من «32» الى «29 %» ، نسبة لاستفتاء الجنوب الذي افضى الى انفصال البلاد الى دولتين قصم ظهر الغابات فتقلصت المساحة من 29% الى 11 % من مساحة السودان ، وتشير هيئة الغابات في تقريرها السنوي لعام 2011 انها افلحت في الحصول على «12» قرارا من مجلس الوزراء والمجلس الوطني تختص بالحفاظ على الغابات واشار التقرير الى اكمال اجراءات حجز «11» غابة بمساحة اكثر من «63» الف فدان واعادة مسح وتخريط «405» غابات بمساحة «7.7» مليون فدان ويتعرض الغطاء النباتي الى استغلال مفرط وقطع جائر بيد ان التوسع في بدائل الطاقة باستخدام الغاز المستخلص من النفط السوداني مكن من ايقاف الاستغلال المفرط ، فقد تحول الناس في المدن والقرى من استخدام الحطب الى الغاز وزاد الوعي البيئي الى استخدام الغاز في الافران بديلا عن الكتلة الحية «الحطب والفحم» وعقدت ادارة الغابات مع عدد من الشركات ومنها شركة زين والنيل الكبرى للنفط شراكات من اجل استدامة استخدام الغابات .