٭ استقبلت الخرطوم أمس - فخامة رئيس جمهورية الشقيقة مصر، محمد محمد مرسي عيسى استقبالاً فخيماً رسمياً وشعبياً. ٭ ومن الواضح أن الخرطوم، كانت مشتاقة إلى (مرسي)، ومرسي مشتاق إلى الخرطوم. ٭ نعم زار قبلها المملكة السعودية واثيوبيا والصين وإيران وإيطاليا وبلجيكا وقطر وجنوب افريقيا وباكستان.. ولا نقول إلا ما يقول الأخوة المصريون (خلي الحلو في الآخر).. ٭ الخرطوم مشغولة بهموم القاهرة، كما القاهرة مشغولة بهموم الخرطوم، ولوادي النيل سحره الخاص وكيمياؤه الخاصة، وشفرته الخاصة، وورقة امتحانه الخاصة. ٭وإذا كان الإسلام ثورة الشرق، على حد تعبير (هيجل)، فإن كلا البلدين في شمال وجنوب الوادي، يجلسان لامتحان مادة (السلطة في الإسلام)، في مقعدين متجاورين، برقابة من التاريخ، والجغرافيا البشرية، والحداثة السياسية. ٭ لعل هذا ما يفسر الاهتمام الإعلامي العالمي، لهذه الزيارة، وما يتمخض عنه لقاء الرئيسين، والمحادثات التي ستنعقد بين الجانبين الوزاريين. وما يصحبهما من مشاورات واتصالات جانبية. ٭ ويهيأ لي أن شعبي البلدين، في مصر والسودان، في انتظار مقترحات لغوية بديلة، لما ظل يدرسانه في الكتب المدرسية، عن خصوصية العلاقة بين البلدين، تاريخياً وجغرافياً وثقافياً. ٭ ما أجمل (العاطفة)، وما أنبلها من إحساس وشعور.. وما أجمل (جداً) العاطفة، وما أنبلها (جداً) من إحساس وشعور، عندما تُترجم إلى فعل وسلوك وتبادل للمنافع. ٭ في تقديري أن كل الحقائق وهم، إلا حقيقة (العاطفة)، ومع ذلك، تبقى العاطفة وهماً، أمام حقائق المنفعة والمصلحة المشتركة. ٭ ولعل هذا ما يفسر اهتمام شعبي البلدين، بهذه الزيارة، وما يجعلهما ينتظران نتائجها الملموسة والمحسوسة، في كافة المجالات والملفات، التي ظل بعضها (يراوح مكانه) منذ زمن. ٭ كلا الشعبين في البلدين الشقيقين، (يحمل جراحه كأوسمة)، كسر سن اليأس بفأس الأمل، ويحلم بمستقبل يسد الأفق بهاءً واشراقاً ووسامةً. ٭ مصر والسودان - معاً - مؤهلان لتجاوز الممكن إلى المستحيل، وتقديم أنموذج للعلاقة البينية عربياً وافريقياً، علاقة تتأمل ساخرة مخالب الدسائس الدولية، على بابها ونافذتها وسمائها. ٭ علاقة لا ترتهن إلى الماضي، ولا (توّحْل) في الحاضر، علاقة ترنو إلى المستقبل - ولا تُعنى إلا بالمستقبل، ولا تتغنى إلا بالمستقبل.