محلية شرق الجزيرة ذات الموقع الجغرافي المتميز والاراضي الواسعة، وهذا الموقع بحكم وضعه الطبيعي كغيره من مساحات السودان الشاسعة لم تستغل حتى الآن، فهي عبارة عن ارض بكرة لمدة زمنية طويلة، ولم تجد هذه المنطقة الاهتمام المطلوب لاستغلالها بالصورة الاقتصادية المطلوبة، وتحقيق نمو يساعد في انتعاش الوضع الحياتي للسكان، حيث لا يزالون يعتمدون في معيشتهم على الانتاج التقليدي المتمثل في الزراعة المطرية والرعي المتنقل لحيواناتهم ويفتقرون في معظم الاحيان الى الخدمات التعليمية والصعبة وخدمات المياه. هذا الوضع يستوجب من جهات الاختصاص ان تتحرك لقيام مشروع زراعي يعمل على ابتكار برامج زراعية متكاملة تستقبل بفعالية كل الموارد المتاحة وتتعامل بدراية وعمق مع المعطيات السائدة في اطار بيئة وخصائص المنطقة بهدف الوصول الى تنمية مضطردة ومستدامة تجذب مواطني المنطقة الى نشاط زراعي مثمر ومستقر. واوضح ل «الصحافة» الاستاذ عمر الشريف مستشار والي ولاية الجزيرة بأنهم يسعون بكل جد واهتمام لقيام مشروع الشرفات الزراعي والعمل على نهضة وتنمية المنطقة بما يعظم العائد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وانهم بصدد دراسة كل الاستثمارات المقترحة لتحقيق نمو اقتصادي مضطرد ومستدام بالمنطقة، حيث يرى من الافضل ان يكون المشروع ضمن مشاريع النفرة الخضراء، لان قيام مثل هذه المشاريع الوطنية فيه الخير الكثير للمواطن والمنطقة ككل. كما اوضح للصحيفة السيد الطيب محمد علي المدير الاسبق لمشروع الجزيرة بأن نسبة نجاح هذا المشروع كبيرة جداً وذلك لما يتميز به من معينات حيث الموقع فهو يقع بالقرب من النيل الازرق من الناحية الشمالية لمدينة ود مدني وجنوب رفاعة وبالقرب من التفتيش العاشر، حيث يضم المشروع عدة قرى اهمها قرى الشرفات ودلوت والرفاعيين، في مساحة تقدر بحوالي 000،61 ألف فدان. تتميز هذه المنطقة بوجود ارض منبسطة على درجة معتدلة من الخصوبة حسب الدراسات التي تم اجراؤها بواسطة ادارة فحص التربة بهيئة البحوث الزراعية- ود مدني، ايضاً استواء سطح التربة بالمشروع مع الميل لانحدار بسيط نحو الجهة الشمالية والغربية مما يساعد في عملية الري الانسيابي. يتمتع هذا المشروع بطاقة شمسية كبيرة في كل شهور السنة كذلك سرعة الرياح ضعيفة معظم ايام السنة. وتصل درجة الحرارة العظمى 24 درجة مئوية في ابريل، مايو وتكون 63-83 درجة مئوية في الخريف وفي حدود 23 - 43 درجة مئوية في الشتاء، وتجدر الاشارة الى ان درجة الحرارة في الاقليم الجاف لا تشكل عائقاً للانتاج النباتي والحيواني بل تنعكس في زيادة التبخر وبالتالي زيادة الاحتياجات المائية للنبات والحيوان، اما الرطوبة النسبية منخفضة معظم ايام السنة فهي تقل عن 05% والامطار تتراوح ما بين 051 -053 ملم. تتنوع الاراضي في هذا المشروع وتشمل اراضي متوسطة الانتشار والتي تتمثل في الاراضي الطينية غير المشققة الجافة، واراضي حمراء «عزازات»، اراضي حمراء مشققة واراضي رملية «قيزان»، اما الاراضي قليلة الانتشار فتتمثل في الاراضي الطينية المشققة بالاضافة الى الحمراء المشققة قليلة الانتشار. وقد اقترح قيام مشروعين للري احداهما يروى انسيابياً من النيل الازرق، كما هو الحال في مشروع الشبارقة، اما الثاني فيعتمد على اسلوب الري المحوري، وان توفر الخط الرئيسي للكهرباء بموقع المشروع يعمل على نجاح نظام الري المقترح. اما المهندس يوسف العوض حسن، الخبير في ادارة تنمية المشروعات فقد اكد ل «الصحافة» بان قيام مثل هذا المشروع يساعد في عملية تحقيق التنمية المتكاملة اذا وضعت الدراسة المتمثلة في توفير المعينات التي تعمل على نجاحه خصوصا وان كل المعطيات تشير الى امكانية نجاح هذا المشروع وذلك لما يتمتع به من موقع ممتاز من حيث المواصلات، حيث يخترقه الطريق الشرقي الذي يربطه بميناء بورتسودان وطريق مدني الخرطوم مما يسهل عمليات التوزيع المحلي والتصدير. كذلك تتميز محلية شرق الجزيرة بوجود كلية العلوم البيطرية التابعة لجامعة الجزيرة بمدينة تمبول وهذا يجعل امر البحث العلمي التطبيقي ممكناً بهذه الكلية ونظيراتها بجامعة الجزيرة والجامعات الاخرى ومحطات البحوث عبر التواصل العلمي، وكلية المجتمع بالشرفة بركات وهي تتبع للتعليم العالي، كذلك غطت خدمات الاتصالات كافة ولاية الجزيرة مما يجعلها في متناول المستثمر والمواطن بالمنطقة، كما ان ولاية الجزيرة تعج بالكوادر المؤهلة والمدربة في شتى مناحي الانتاج الحيواني والنباتي وهم رهن الاشارة حال توفر الامكانيات المادية اجنبية كانت ام محلية كذلك توفر المياه وقرب المنطقة من النيل وذلك يساعد كثيراً في عملية الري. كذلك اوضح المهندس يوسف انه لا بد من تكامل الانتاج النباتي مع الانتاج الحيواني وذلك لاسباب عدة تتمثل في وقوع هذه المشاريع في منطقة خالية من امراض الحيوان، كذلك وجود اسواق لاي كمية من الالبان يمكن انتاجها، ايضا زيادة تنويع التركيبة المحصولية للمزارع، بالاضافة الى قيام مشاريع التصنيع الغذائي وحظائر الابقار ومصنع الاعلاف ومصنع الالبان وغيرها وهذا يوفر مواداً غذائية للمواطنين عموما ويصبح بذلك مشروعاً رائدا يسهم في تطور ورفاهية واستقرار المجتمع بهذه المنطقة. اما الاستاذ ابراهيم الحسن الخبير في الاقتصاد الزراعي فقد اكد للصحيفة بأن قيام مثل هذا المشروع في شرق الجزيرة يساعد في رفع المستوى المعيشي لسكان المنطقة وذلك بزيادة الرقعة الزراعية، ورفع انتاجية المحاصيل الغذائية لمقابلة متطلبات السكان، كذلك تخفيف الزحف المتواصل على الاراضي الهامشية، الامر الذي يدعو للتكامل الزراعي الرعوي للمساعدة في ايجاد وتنفيذ البرامج والمدخلات الكفيلة لتطوير انظمة زراعية اكثر استقرارا وانتاجية للموارد المختلفة، وبالتالي تسهم في رفع المستوى المعيشي للسكان ورفع الوعي الذي يسهم في التوازن البيئي، بالاضافة الى ادخال التقنيات الحديثة لنظم حزم الاعلاف والاستفادة منها على مدار العام وادخال التصنيع الزراعي الذي يحد من الفقر بتوفير العمالة ويحد من البطالة. ايضا قيام مثل هذا المشروع يعمل على تحسين الخدمات التعليمية والصحية والبنيات الاساسية لمنطقة المشروع. واوضح لنا الأستاذ عثمان ابراهيم رئيس اللجنة الشعبية بالشرفة بركات بأنهم متحمسون لقيام هذا المشروع ويملاؤهم الامل والتفاؤل في نجاحه وهم في انتظار المستثمر سواء أكان أجنبياً أم وطنياً، وانهم قاموا بتشكيل لجنة من سبعة أشخاص سميت بلجنة التفاوض وهي تضم ممثلين لملاك الارض واللجنة الشعبية وذلك للجلوس مع المستثمر وانهم جلسوا مع عدد من المستثمرين من الصين واستراليا والامارات ولكن لم يتم التوصل الى صيغة نهائية للاتفاق، واوضح بأنهم يفضلون المستثمر الوطني عن الاجنبي لما فيه خير للمواطن والمنطقة. ويبقى الأمل باقياً ما بين أمنيات المواطن ووعد المستثمر.