أرجو الإطلالة عبر نقاطك الساخنة على قرائها وأبثك بعض ما يعتمل في دواخلي من موجة إحباط أحكمت قبضتها على مفاصل روحي ودهاليز قلبي جراء جملة الخيبات والتراجع المريع الذي تشهده الساحة الرياضية عموما بالبلاد وكرة القدم على وجه الخصوص حيث إنها ظلت تعود القهقرى يوما إثر آخر ولعل خروج طرفي القمة من المنافسات الأفريقية من غير حمص أنكى غصة ازدلفت في حلق كل من يجري في دمه حب المستديرة التي في بلادنا، عوضا عن إسعادنا وسرورنا ، أضحت مصدرا لجلب التعاسة والشقاء ودعوة صريحة للأمراض ذات العلاقة الوطيدة بمستوى المزاج من شاكلة ضغط الدم والسكتات القلبية . فخروج طرفي القمة « المريخ والهلال» من مرحلة ال32 في البطولة الأفريقية الكبرى حدث يجب ألا يمر مرور الكرام رغم قناعة الجميع أن كرة القدم تقوم على مبدأ الفوز والخسارة وليس في الأخيرة منقصة أو أدنى عيب إن جاءت على قفا أسباب موضوعية ومنطقية، أما أن تكون الخسارة ديدنا ومتلازمة عوز كروي يصعب الفكاك من قبضتها فهذا ما يرفضه كل ذي بال . فإذا كانت حجة الخروج ضعف الإمكانيات وشح المعينات فهذا السبب من واقع الحال وما تنفقه إدارتا القمة لا مكان لتقبله لجهة أن إدارتي القمة أنفقتا فلم تستبقيا شيئا ومع ذلك المحصلة التي ترجوها دائما تأتي صفرا كبيرا مقارنة بحجم ما تنفقه وما تتطلع إليه من أمنيات وهذا الواقع والنتيجة المخيبة تستدعي بالضرورة الوقوف عندها ملياً وقتلها بحثا وتحليلا بغية وضع المبضع على أصل الداء وأس البلاء الذي أقعد القمة عن التدرج والترقي في المنافسات الأفريقية والعربيةو بالرغم من بعض الإشراقات في السنوات الماضية التي لن تكون بأي حال بديلا للظفر بكأسات البطولة لجهة أن الهدف الأساسي والرئيس عند أي فريق في أي منافسة رياضية الحصول على كأسها والوصول إلى منصات التتويج فيها لا القبول بالوصافة أو أن يكون الفريق مطية لنائل الكأس لبلوغه، وبناء على ذلك لابد كما أشرت عاليه إلى ضرورة عقد جلسة مراجعة لشأن كرة القدم بالبلاد من واقع النتائج المخجلة التي درجت على تحقيقها فرقنا المنافسة في البطولات الإقليمية . وأول الخطوات للخلاص من وعكة كرة القدم عندنا الاعتراف بتراجعها للتنطع والتباهي بماض لم يعد له مكان بين العالمين في ظل التقدم المستمر الذي يستهدفه العالم من حولنا ونحن لم نغادر مرحلة التباكي على ماض أكل عليه الدهر وشرب وغدا نسيا منسيا ، فعلى المهتمين بكرة القدم بالبلاد التواضع على عقد ورشة عمل يدعى لها كل ذي صلة بالمجال دون إقصاء لأحد يمكن الاستئناس برأيه والتماشي مع رؤيته لأي سبب من الأسباب وأن يكون الهدف الأول والمقصد الأخير من الورشة إصلاح شأن كرة القدم وتصحيح مسارها . ومن ثم عقب عقد الورشة إن شاء الله ينبغي على الدولة وأجهزتها المعنية بتطوير الرياضة التقاط قفاز المبادرة بإنزال توصيات الورشة إلى أرض الواقع دون أدنى إملاء منها على أحد، تاركة المجال للرياضيين إدارة أمر الرياضة بعيدا عن هيمنة الدولة تنزيلا لمبدأ أهلية الرياضة الذي ينادي به العالم. فليكن خروج طرفي القمة من المنافسة الأفريقية الكبرى لهذا العام من أدوارها الأولية بداية لتصحيح مسارها فقديما قيل الضربة التي لا تقتلني تقويني فأرجو ألا تستمرئ أجهزتنا الرياضية كثرة الضربات التي لم تقتل فرقنا وأن يكون خروجها أمرا عاديا لا يحرك ساكنا ولا يزمجر الدواخل أو يقطع نياط القلوب . أخوك محمد صديق أحمد