ضجة كبرى وخلافات حادة أحدثتها قافلة أبيى التى نظمتها جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا بالتعاون مع الهيئة القومية الشبابية لمناصرة أبيي، وذهب مراقبون فى حديثهم ل»الصحافة» الى انها اثارة مقصودة لذاتها لخلق تلك الفتنة الانصرافية التى كادت ان تتسبب فى ادانة السودان تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، فقد ورد فى تقرير الأمين العام الذى قدمه فى الثانى من أبريل 2013 أمام جلسة مجلس الأمن الدولى بشأن أبيى الاشارة لما أحدثه وفد المقدمة من توتر بين المكونات القبلية فى أبيى قائلا فى تقريره ، ان الأوضاع الأمنية فى أبيى كانت هادئة الا انها توترت بسبب بعض الخروقات غير القانونية من قبل الجانب الحكومى ،علاوة على تحركات معزولة لبعض الحركات المسلحة فى منطقة أبو خرائط ودفرة ووصفها بالخروقات لاتفاق 20 يونيو 2011 الموقع بين حكومة السودان والحركة الشعبية فى جنوب السودان وخرقا صريحا لقرار مجلس الأمن الدولى 2046 . تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لم يأت من فراغ بل جاء بناء على تقرير قوات اليونسفا فى أبيى ، فيما تسلمت الحكومة السودانية خطابا من الاتحاد الأفريقى بتاريخ 4 أبريل 2013 بناء على شكوى تقدم بها مسؤول أجوك من قبل حكومة الجنوب ادوارد لينو بتاريخ 2 أبريل 2013 وبعد ان قامت قوات اليونسفا بايقاف تقدم وفد المقدمة للقافلة المذكورة بناء على المسيرة الاحتجاجية التى سيرتها قبيلة دينكا نقوك احتجاجا على ما اعتبروه خرقا للاتفاقية، ويقول لينو فى خطابه المعنون الى الخير الفهيم الرئيس المشترك السودانى عبر الوسيط الأفريقى تحت الموضوع اعتراض على قافلة أبيى: أكتب لك حول معلومات حديثة بشأن قافلة تعليمية، ذكر انها نظمت بواسطة ما يسمى بطلاب وشباب أبيى بالخرطوم بدعم مادى من جامعة السودان ،فلو كان هذا صحيحا يجوز لنا منطقيا ان نعتقد بان هنالك شيئا خطيرا قد خطط له ونود ان نسجل أقوى اعتراض لنا ! من جانب آخر ان مسألة القافلة لم نناقشها معا على الاطلاق ،وسيكون ذلك اثارة واستفزازا غير ضرورى يأتى فى أعقاب حادث مشابه أدى الى ما يؤسف له بموت مواطن فى أبيى بتاريخ 13 نوفمبر 2012 ،وبالأخد فى الاعتبار لتلك الحادثة نحن نطلب باخلاص تدخلك لكى تعلق زيارة هذه القافلة الى حين موافقة الطرفين على ان الأوضاع آمنة للمضى قدما فى ذلك ،الا ان مصادر «الصحافة» كشفت ان ماتسرب من معلومات لدى الدينكا نقوك بأبيى بان القافلة المعنية ووفد المقدمة تحمل مواد سامة وأسلحة تستهدف بها دينكا نقوك وعليه قام نقوك بمسيرة لليونسفا التى اعترضت الوفد . السؤال الذى يطرح بقوة ماهى الدوافع وراء التصعيد الاعلامى الذى أعقب منع القافلة ؟ وهل اتبعت الجامعة الاجراءات والطرق القانونية ؟ ولماذا صبت هذه المجموعة جام غضبها على رئيس أجوك من قبل السودان مطالبة باقالته ؟ وما هى مشروعية وقانونية الجهات المشاركة فى الملتقى باسم أبيى ؟ قبل الاجابة على تلك التساؤلات دعونا اولا نتعرف على بعض الحقائق ، بحسب مصادر فان ما قامت به جامعة السودان من جهد أتى بحكم قوميتها ودورها المجتمعى ، وكشفت المصادر ان الجامعة تحصلت على دعم دولارى كبير من جهة غربية بشأن أبيى من خلال تنظيمها ملتقى سلميا تحت شعار» أبيى الوطن» بتاريخ 25 ديسمبر 2012 ، فخرج الملتقى بعدة توصيات ومن ضمنها تنظيم قافلة لأبيى ثقافية ،اعلامية لنشر ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعى والتعايش السلمى بين قبائل المسيرية ودينكا نقوك ،وبناء على ذلك خاطبت الجامعة رئاسة الجمهورية لمخاطبة 21 مؤسسة حكومية وشبه حكومية وتجارية للمساهمة فى دعم المشروع بالخطاب رقم م/ج/م ت/1/ا/4 بتاريخ 26 مارس 2013 عبر وزير التعليم العالى والبحث العلمى ،استلمه مكتب نائب رئيس الجمهورية 31 مارس 2013 وتم تحويل صورة منه لأجوك السودان بتاريخ 2 أبريل 2013 وفيه عبارة «احالة الأمر لكم لاتخاذ مايلزم» الا ان الفهيم لم يتسلم صورة الخطاب المحول الا فى 8 أبريل فيما تسلم الملف بكامله 14 أبريل 2013 ، الا ان الجامعة نفسها خاطبت أجوك جنوب السودان مباشرة وغضت الطرف عن أجوك السودان ! . قيادات وإدارات أهلية شمال أبيى وصفت ما قامت به الجامعة بالعمل المقدر ولكنهم أعابوا عليها عدم اتباعها الطرق القانونية للتعامل مع ملف أبيى، وقالوا ان انتهاجها أحدث شرخا جديدا فى مكونات المنطقة وكاد ينسف كافة تلك الجهود التى بذلتها الادارات الأهلية فى التعايش السلمى ، الا ان مكونات أبيى التى شاركت سويا مع الجامعة اتهمت رئيس لجنة الاشراف المشتركة لأبيى أجوك من جانب السودان الخير الفهيم المكى بالفشل في تلبية طموحاتها في ادارة الملف، وقالت ان الفهيم ظل يعمل على تدثير كل المسيرية بعباءة المؤتمر الوطني . ودافع رئيس الهيئة القومية الشبابية لمناصرة أبيي محمود عبد الكريم بشدة عن قومية أبيى، وقال ان جوبا أعدَّت قافلة لأبيي وصلت للمنطقة، بينما الفهيم منع قوافلنا ، وهدَّد رئيس الهيئة باعتراض أية اتفاقيات ، وحمَّل رئيس الاتحاد العام للمسيرية محمد خاطر جمعة في مؤتمر صحفي بالخرطوم الفهيم مسؤولية عدم وصول المساعدات الإنسانية لإنسان أبيي، متهما الفهيم التصرف فى أموال الدولة المخصصة لأبيي فى غير مكانها ، فيما قال المفوض الأسبق للشؤون الإنسانية في أبيي والأمين العام للهيئة الشبابية لمناصرة أبيي وعضو وفد المقدمة أمبدي يحيى كباشي ان الواقع متردٍ جداً بأبيي لغياب المسؤولية ولايوجد مسؤول حكومي واحد في هذه المنطقة منذ مايو 2011م، واوضح ان هنالك حوالي 14 مدرسة بها خمس أساتذه فقط ،محذراً من انفجار الأوضاع في المنطقة لشح المياه هناك، بينما قال كباشي التوم كباشي عمدة أبيي، بعد ان تم حرق أبيي أصبحنا وكأننا مجرد غنم، ولم يقف على رأسنا مسؤول ، الا ان مسؤول ملف أبيي بأمانة الشباب الاتحادية جفور ضو قال انهم كشباب يدينون أي عمل يعطل تسيير القافلة لأبيي ،فيما اعتبر بعض من قيادات من أبناء أبيى ان الفهيم تعمد اقصاءها عند تعيينه 10 عريفيين 5 من الدينكا نقوك ومثلهم من المسيرية لقراءة ملامح الاستفتاء. رئيس لجنة الاشراف المشتركة لأبيى أجوك من قبل السودان الخير الفهيم المكى اتهم بعض مكونات أبيى المشاركة فى القافلة بأصحاب مصالح وأجندات خاصة، وشكك الفهيم بان تكون هذه المكونات قد اطلعت على بنود اتفاقية 20 يونيو 2011 التى قالت بمعاقبة اي خروقات من قبل الطرفين تحت البند السابع ، متسائلا لماذا خاطبت الجامعة أجوك دولة الجنوب وتجاهلت أجوك السودان ؟ ولماذ غادر وفد المقدمة دون انتظار رد رئاسة الجمهورية ؟ وعاد الفهيم مؤكدا انه تسلم ملف القافلة مؤخرا وسيعمل على مناقشته مع أجوك الجنوب. ونفى الفهيم وجود جسم للهيئة القومية الشبابية لمناصرة أبيي مسجلا باتحاد الشباب او المفوضيات المختلفة تماما كما نفت هذه الجهات، وكشف الفهيم عن ان القافلة يقف وراءها اصحاب اغراض أخرى وتدفعهم مواقف شخصية مثل الذي كان يعمل مفوضا سابقا للشؤون الإنسانية في أبيي وتمت اقالته بسبب تجاوزات استلام ألف جوال ذرة خاصة بأبيى من مخازن البنك الزراعى السودانى بالدلنج تم ضبطها معروضة للبيع بالسوق، والآخر الذي ظل يحمل اتحاد المسيرية فى جيبه منذ عقود ولم يقدم شيئا للمنطقة، وكشف الفهيم ان خلافه معه بسبب طلب تقدم به للمساهمة فى تمويل مشروع لم يكن مقنعا . قيادات بالإدارات الأهلية ومكونات من أبيى تقول فى حديثها ل»الصحافة» ظللنا نسمع بآليات وأجسام بشأن أبيى ولا نعلم عنها شيئا، وتقول هذه القيادات ان اللجنة التمهيدية لتسيير أبيى احدى هذه الآليات، مبينة ان معظم الذين يثيرون هذه الزوابع هم أصحاب مصالح شخصية فى الآلية التى تم حلها من قبل رئاسة الجمهورية، وحملت هذه القيادات الحكومة المسؤولية كاملة، وطالبتها حسم هذه المجموعات، وقالوا انها تريد ان تفسد عليهم التعايش السلمى والنسيج الاجتماعى الذى بنوه لان تظل أبيى جسرا للتواصل بين الدولتين .