واصلت أسعار الذهب الانخفاض بأسواق العاصمة حيث تدحرج أمس سعر شراء جرام الذهب من المواطنين الى «220-230» جنيها وسعر البيع الى 250 جنيها. وأرجع تجار الانخفاض الى انخفاض أسعار الذهب عالميا حيث تشهد أسعاره بالبورصة العالمية تراجعا ملحوظا علاوة على قلة السيولة بالسوق المحلي بجانب تحكم البنك المركزي في تحديد سعر شراء الذهب الخام من المنقبين. وكشفت جولة «للصحافة» بالسوق الشعبي الخرطوم عن تخوف التجار واندهاشهم مما يجري بالسوق من تقلبات أسعار ، الأمر الذي حملهم على التردد في شراء الذهب وبيعه خشية التعرض للخسارة المادية جراء الشراء بأسعار مرتفعة والاضطرار للبيع بأسعار منخفضة نزولا لنظرية العرض والطلب التي تحكمها آلية السوق لاسيما في ظل النظام الاقتصادي المتبع بالبلاد الذي عنوانه سياسة التحرير الاقتصادي، وأضافوا أن لتدخل البنك المركزي في شراء الذهب مؤخرا كفل مما يجري بالسوق لجهة تحكمه في تحديد الأسعار التي درج على أن تكون أقل من الأسعار عالميا، الأمر الذي حرم التجار من أرباح كان بالامكان أن يتحصلوا عليها حال ترك أمر سعر الذهب لآلية السوق، وزادوا ان ما جعل السوق يتراجع ضعف السيولة في أدي المواطنين . وأوضح التاجر بالسوق الشعبي الخرطوم علي خليفة أن أسعار الذهب المشغول في انخفاض مستمر حيث وصل سعر شراء جرام الذهب من المواطنين الى «220-230» جنيها وسعر البيع الى 250 جنيها قبل أن يكشف خليفة عن توقف حركة البيع والشراء بالسوق جراء انخفاض مستوى السيولة النقدية في أيدي المواطنين، وزاد أن السبب الرئيسي في انخفاض سعر الذهب يعود الى احكام البنك المركزي قبضته على شراء الذهب من المنقبين ، وحذر من مغبة استمرار حال توقف حركة البيع والشراء بالأسواق خشية أن تقود الى الحاق أضرار مادية واقتصادية على المتعاملين في السوق . وقالت المواطنة «ت- ص» التي وجدناها تعرض بعض الحلى بغية بيعها بالسوق لمقابلة بعض احتياجاتها الأسرية، ان انخفاض سعر شراء الذهب بالنسبة للعارضين له من المواطنين خيب آمالهم لجهة توقعهم تحقيق أرباح مجزية جراء بيعهم لمقتنياتهم الذهبية من واقع أن الذهب ينظر اليه مخزنا للمحافظة على قيمة العملة، وأضافت أنها عرضت حليها على أكثر من تاجر بيد أنها لم تجد من يشتري منها تحت حجة تخوفهم من انخفاض الأسعار أكثر مما وصلت اليه، وختمت بأن المضطر يركب الصعاب ويرضى بالخسارة وأنها في نهاية المطاف ستبيع بأي سعر يعرضه عليها التجار الذين يستغل كثيرون منها حاجة العارضين للذهب فيعرضون عليهم أسعارا منخفضة . وعلى صعيد الخبراء يقول البروفيسور عصام بوب ان انخفاض أسعار الذهب المفاجئ بالأسواق المحلية لا ينفصم عن انخفاض أسعاره عالميا لجهة ارتباط سعره محليا بالسعر العالمي. وأضاف بوب أن أسعار الذهب بدأت في التراجع عالميا منذ بداية الأسبوع الجاري حتى فقد أمس 143 دولارا من سعر الأوقية. وأرجع بوب انخفاض سعر الذهب عالميا الى زيادة انتاجه بالقارة السمراء أفريقيا لاسيما بالبلدان الأكثر انتاجا وتصديرا له «جنوب أفريقيا - غانا - مالي - السودان - مصر » علاوة على ضخ روسيا الاتحادية التي تعد أكبر منتج للذهب عالميا كميات كبيرة منذ بداية الشهر الجاري، الأمر الذي أثر على حجم المعروض منه وبالتالي قاد الى انخفاض أسعار الذهب تبعا لنظرية العرض والطلب المعروفة اقتصاديا، وتوقع بوب استمرار انخفاض أسعار الذهب حتى مطلع شهر مايو القادم . ويتوقف ارتفاع أسعار الذهب اليوم أو انخفاضها علي عاملين أساسيين هما سعر برميل النفط وسعر الدولار ، فكلما ارتفع سعر برميل النفط ارتفعت معه أسعار الذهب، وكلما انخفض سعر الدولار الأمريكي كلما زادت أسعار الذهب، وعلي الجانب الآخر التغيرات في الحياة السياسية كالحرب علي العراق ثم حرب لبنان تؤدي الى انخفاض سعر الدولار وبدورها تؤدي الى ارتفاع سعر الذهب.