هذه الأسطر المضيئة بالوفاء بعث بها أستاذنا البروفيسور قاسم عثمان نور أستاذ علوم المكتبات بالجامعات السودانية: بجامعة الأحفاد للبنات، تمكنت من مقابلة ابن خالي الدكتور علي النصري حمزة الذي أحمل له رسالة من أحد أصدقائه «الأستاذ صباحي» بالرياض، وبعد التحية فاجأني بأن هذا اليوم، هو اليوم الثاني بعد إنسلاخ «85» عاماً من عمره المديد بإذن الله فقلت ما شاء الله.. وربنا يبارك ويمتعك بالصحة والعافية. وبعد عودتي للمركز قلبت أوراقي ورأيت من حق المربي الفاضل ومن حق صلة الرحم التي تربطني به أن أسطر جانباً من حياته وأعماله وإشراك القراء من تلاميذه وزملائه وعارفي فضله في عمود «سطر جديد» وأستأذن محرره الأستاذ الفاضل وهو أحد تلاميذه النجباء. الدكتور علي وهو الابن الثالث من أبناء خالنا النصري حمزه أول ناظر سوداني لمدرسة ثانوية «خور طقت الثانوية» د. علي من مواليد الكوة النيل الأبيض «1929م»، ودرس الأولية بالكوة والوسطى بالدويم وأم درمان والثانوي بحنتوب، والتحق بكلية الخرطوم الجامعية وحصل على بكالريوس آداب جامعة لندن ودبلوم تربية «لندن». بعد تخرجه عمل بالبوستة والتلغراف، ثم انتقل للعمل بوزارة التربية والتعليم معلماً بالمدارس الثانوية وسكرتيراً لمجلس امتحانات السودان ونائباً للناظر بمدرسة وادي سيدنا الثانوية، ومديراً لمدرسة المؤتمر العليا، وناظراً ومؤسساً لمدرسة كسلا العليا، ثم مديراً لقسم التوجيه الفني للمدارس الثانوية ولقسم التخطيط التربوي، كما اُختير أميناً عاماً مؤسساً للمجلس القومي للتعليم العالي، كما عمل محاضراً وأستاذاً متعاوناً في عدد من الجامعات، وسكرتيراً فخرياً للمجلس الأكاديمي لكلية الأحفاد للبنات، وكان عضواً مؤسساً لعدد من المجالس والجمعيات واللجان: الجمعية الفلسفية السودانية، مجلس امتحانات السودان، مجلس جامعة أم درمان الإسلامية، اللجنة الوطنية لليونسكو، لجنة تمويل التعليم العالي، لجنة الاختيار للخدمة العامة. وأسس وقدم برنامج «ركن الطلبة» بإذاعة هنا أم درمان عقب ثورة أكتوبر 1964م، وعمل اختصاصي مناهج بالمملكة العربية السعودية، ومستشاراً وخبيراً في مجال البريد والبرق. وفي كل المناصب والمراكز والمدارس التي عمل بها تميز بأدائه الرفيع وإدارته المنظمة واخلاصه وكفاءته المهنية بوصفه معلماً وإدارياً، وكان مثالاً لرجل الخدمة المدنية تنظيماً وسلوكاً وأداءً، وهي الصفات التي اتصف بها في كل المواقع التي عمل بها حتى تقاعده بالمعاش، ثم انتقاله للعمل بالمملكة العربية السعودية خبيراً ومستشاراً بوزارة البريد السعودية، فكان مثالاً للسوداني الأصيل أداءً وتنظيماً وعملاًُ. وخلال رحلته هذه أنجز الكثير من الأعمال وكتب العديد من الكتب والدراسات نذكر منها: فرص الدراسة والعمل لخريجي المدارس الثانوية «1968م». التخطيط التربوي في السودان «1968م». التربية من أجل الاعتماد على النفس «ترجمة» «1972م». سن الدخول للمدارس الثانوية «1973م». ما هو التخطيط التربوي «ترجمة» «1974م». مشكلات التعليم الريفي «ترجمة» «1974م». المعونات العالمية في مجال التعليم العالي «ترجمة» «1976م». التعاون العالمي مفتاح لحل أزمة التعليم «ترجمة» «1976م». التخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية «ترجمة». البريد عبر القرون «بالاشتراك» «1983م». أطلس البريد السعودي «بالاشتراك» «1983م». مجموعة من أوراق علمية قدمت في مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية باللغتين العربية والإنجليزية. وله مجموعة مؤلفات تحت الطبع والاعداد: تطور الامتحانات في السودان 19001970م. التعليم الإسلامي في دولة الفونج تأليف يوسف بدري «ترجمة». التعليم في السودان/ يوسف بدري محرراً «ترجمة». الكتابات التاريخية البريطانية عن المهدية بقلم قاسم بدري «ترجمة». والتهنئة الخالصة للمربي الكبير الدكتور علي النصري حمزة الذي منحته جامعة الأحفاد للبنات في العام الماضي درجة الدكتوراة الفخرية تقديراًَ لدوره الرائد والمتميز في خدمة التعليم بالسودان عامة، وتقديراً لخدماته المتصلة لجامعة الأحفاد للبنات. ونقول عقبال مائة عام، آملين أن ترى مؤلفاته الأخيرة النور، وهي أعمال تستحق أن يطلع عليها القارئ السوداني. بروفيسور/ قاسم عثمان نور أستاذ علوم المكتبات بالجامعات السودانية مؤسس ومدير مركز قاسم لخدمات المكتبات