سنار: مصطفى أحمد عبد الله: عندما تغلق المدارس ابوابها معلنة انتهاء العام الدراسي، يتحول معظم الطلاب من الاسر الفقيرة ناحية العمل لمساعدة الاهل، وهذا ما يؤكده عبد الله الجاك وهو يعتمد على «درداقة» تدر عليه دخلاً يومياً يتذبذب بين «20» الى «25» جنيهاً. وينتهز الجاك وكثيرون امثاله فرصة العطلة الصيفية للعمل حمالين مؤقتاً على عربات يدفعونها بأيديهم مقابل جنيهات معدودة يدفعها الزبائن الوافدون الى سوق المدينة ومن حى السلام بمدينة سنار يستغل عبد الله الجاك الفراغ من الدراسة لتحصيل اموال علها تساعد أسرته، والصحيفة التقت بعبد الله الذي قال: أساعد امى فى الاجازة بقدر استطاعتى، فأنا يتيم وامى تعمل فى بيع الشاى، وفي النهاية لا يمكن للواحد ان يكافئ إحسان والديه مهما فعل. ويشكو عبد الله من قسوة العمل المتمثل في حمل الأثقال على عربته وإيصالها إلى حيث يقرر الزبون الذي يطلب غالباً إيصاله إلى مواقف المواصلات واردف قائلاً: نتعب فى حمل «قزاز» البيبسي لانه مرات نفقد «قزازات» عندما يسقط الصندوق من الدرداقة ونغرم القزاز كلو. ويؤكد عبدالله وهو تلميذ في الاساس، أنه لن يتخلى عن المدرسة كما يفعل العديد من التلاميذ من أبناء الطبقات الأكثر فقراً، وقال: رغم الظروف سأواصل الدراسة.. كتار سابوا المدرسة وما عملو اي حاجة. لكن الجاك قلق من تأثير ممارسة هذه المهنة الشاقة على تحصيله الدراسي الذي يتمسك به قائلاً: سأعود إلى الفصل من السوق والعتالة، فيما سيعود كذلك زملاء لي وقد استغلوا العطلة لتقوية مستوياتهم ودخلوا كورسات، أو على الأقل أخذوا قسطاً من الراحة. وتصوروا الفرق». ورغم المصاعب التي يواجهها الفتى في حمل الأثقال ومعاناته من آلام في الصدر وبنيته الجسمية الضعيفة، فهو يصر على النهوض صباحاً والانتقال من بيته البعيد فى اطراف المدينة إلى سوق المدينة، يحدوه الأمل في تحصيل مال زهيد يساعد به والدته. ولا يختلف حال عبد الله الجاك عن حال الطاهر وهو تلميذ فى الصف السابع بإحدى مدارس الاساس. والتحق الطاهر بالمهنة قبل شهر فقط بعد ان كان يعمل فى بيع الاكياس التى تم ايقاف تداولها بحسب حديثه بقرار من معتمد المحلية، وهو يشكو من قسوة الشيل والعتالة، ولكنه يريد ان يشترى الكتب والكراسات وملابس المدرسة على حد قوله. ولكن الطاهر يشكو من الدخل البسيط الذى يعود به آخر النهار، وذلك لأن أغلب الزباين يتحاشونه لصغر سنه وضآلة حجمه، وقال: بالامس القريب طلعت قروش ايجار الدرداقة بعد معاناة شديدة . ويقول: ده كله كوم وناس المحلية كوم تانى.. وكان شالو الدرداقة الا تدفع غرامة ولا تدق الجرسة .