تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    الجيش عائق لأي مشروع وطني في السودان إلى حين إشعار آخر!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    نقل طلاب الشهادة السودانية إلى ولاية الجزيرة يثير استنكار الأهالي    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    دقلو أبو بريص    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الولايات
نشر في الصحافة يوم 23 - 10 - 2011


الفشقة.. تصدع المدارس ونقص المعلمين
الفشقة: عمار الضو
تشهد مدرسة الشجراب شرق الأساسية بمحلية الفشقة تردياً ملحوظاً في البيئة التعليمية ونقصاً حاداً في المعلمين، مما أدي إلى تسريب التلاميذ، حيث يبلغ عدد التلاميذ في الفصول الثمانية «63» تلميذاً، حيث يبلغ عدد تلاميذ الصف الأول والثاني «17» تلميذاً فيما لم يسجل بالصفين الثامن والسادس أي تلميذ بعد رسوب أربعة تلاميذ جلسوا لامتحان شهادة الأساس في العام الماضي، ولم يتسن للمعلمين إدراج أي تلميذ في الصفين السادس والثامن نسبة لتدني مستوى التلاميذ، وقد عزا أحد قيادات القرية، الذي فضل حجب اسمه، تدني التعليم وعزوف التلاميذ?لاهمال المحلية لحال التعليم وبداية العام الدراسي في فصل الخريف، وهو توقيت غير مناسب، لأن معظم الأسر والقرى من المناطق الزراعية والرعوية التي تعتمد على العمالة والمهارة اليدوية للتلاميذ وآبائهم. وأبان أن اسطاف المدرسة به «6»، بيد أنها لم تخرج أي تلميذ للمرحلة الثانوية في ظل تدني التحصيل الأكاديمي، ومنهم معلمتان في الميز وأربعة معلمين يقطنون بفصول التلاميذ ويقضى المعلمون والمعلمات حاجتهم في الخلاء والبحر، في الوقت الذي احتلت فيه الكلاب الضالة والحيوانات المدرسة، نسبة لعدم وجود الحماية الكافية. وأشار احد قياد?ت المنطقة إلى أن نقص المعلمين واهمال المحلية هو سبب العزوف، حيث يوجد معلم صف واحد بدلاً من ثلاثة معلمين صف، بجانب عدم وجود معلمين في مواد التربية الاسلامية والتاريخ والجغرافيا، وشن سيادته هجوماً على حكومة الولاية ووزارة التربية التي دفعت بمعلمين أصحاب درجات رفيعة في مدارس نائية، بدلاً من الاستفادة منهم في تأهيل وتدريب المعلمين في الوقت الذي يسجل المعلمون هروباً من بيئة العمل جراء الحالة الاقتصادية وتجفيف الداخليات وعدم التزام الدولة بالغذاء والسكن.
ومن جهته أكد عثمان حمد مدير تعليم محلية الفشقة وجود نقص حاد في المعلمين بالمحلية يفوق المائتين معلم، وهنالك جهود مبذولة لسد النقص بعد استيعاب مائة وأربعين معلماً يتم التشاور لتوزيعهم بحسب الرؤية الفنية لمعالجة النقص بالمحلية. وقال إن بعض الأسر أصبحت تحرض أبناءها على عدم التعليم واستغلال الطلاب في العمليات الزراعية والرعوية، مبيناً أن إدارة التعليم تسعى لتحديد القوى من نوع واحد داخل المدارس حتى يتم توفير الثكنات المناسبة.
مكتبة الأبيض العامة.. هل من عودة؟
عمر عبد الله: الأبيض
قد لا يختلف شخصان على أهمية ودور المكتبات العامة فى إرساء وترسيخ ونشر المعرفة والثقافة والعلوم بمختلف أوجهها. وقد اشتهرت كثير من المكتبات فى السودان بما ظلت تقدمه من خدمات ساهمت كثيراً فى نشر الوعى والثقافة والفكر، وشكلت مراجع يلجأ إليها طلبة الدراسات العليا لإعداد بحوثهم وغيرها من المساهمات.
فى عام 1961م تم افتتاح مكتبة بلدية الأبيض فى عهد محمد سليمان وقيع الله مدير المديرية آنذاك، والشعّار الضابط الإدارى، وقام بتصميم المبنى الأديب جعفر محمد حامد الذى عمل بالأبيض فى الفترة من 1957 1975م، وهو صاحب كتاب «غِريد كردفان» عن القرشى وكتاب «رجال ومواقف» عن جيل الخريجين، وكان موقع المكتبة فى المبنى الذى يشغله حالياً مجلس الولاية التشريعى، وانتقلت إلى منزل جوار البوستة فى عهد نميرى الذى انتزع مبنى المكتبة لتصبح مقراً لمجلس الشعب الإقليمى، وظلت مكتبة البلدية منذ إنشائها منارة يرتادها طلاب العلم والثقا?ة، وكانت غنية بالكتب المتنوعة فى كل المجالات، وبها قسم خاص بكتب الأطفال وآخر لكتب اللغة الإنجليزية.
وقال الأستاذ محمد عثمان الحسن «الحلاج» الباحث والأديب، إن مكتبة الأبيض العامة كان يرتادها عدد هائل من مختلف القطاعات لا سيما الطلاب، مما ساهم بصورة كبيرة فى تشكيل الوجدان الأدبى والفكرى لعدد كبير من الذين قادوا السودان، وكان لها دور فى توسيع المدارك والمعارف ووقاية الشباب من المنزلقات فى فترة المراهقة، بجعلها الكتاب خير جليس. وقال إن جيلهم قد استفاد فائدة كبيرة من المكتبة، حيث سهلت لهم وهم فى المرحلة الوسطى الاطلاع على كتب عالمية ونادرة مثل «رجال وفئران» للكاتب الروائى اشتاين بك، وعند انتقالها إلى موقعها ا?جديد جوار البوستة قام بتكوين نادى السينما بمساعدة الإخوة يوسف عوض البارى والدكتور عبد الله حافظ أستاذ اللسانيات بالجامعات الأمريكية، والمرحوم الأستاذ عمر الجيلى «روما»، وتم بث العديد من الأفلام أشهرها «المدرعة بونيتن» للمخرج الروسى سيرجى ايزنستاين وفيلم الساموراى للمخرج اليابانى الذى حاز على عدة جوائز أوسكار «أكير كيرا ساو»، ويعنى هذا الاسم الأرض الأكثر إخضراراً فى منتصف الحقل، وفيلم انتزاع الكهرمان للمخرج حسين شريف وغيرها.
وقال الأستاذ الحلاج إنهم قادوا مسعى لإرجاع المكتبة، وتم الاتصال بالأخ الأستاذ يس محمد على شوقي الأمين العام للجمعية السودانية للمكتبات الذى وعد بتزويد المكتبة بالكتب وتدريب الكوادر حال قيامها، وقال إن معتمد شيكان قد دفع بهذا الأمر والتزم بتخصيص مبنى لها، وهو رجل يدرك تماماً أهمية المكتبة ودورها.
والسؤال الذى يدور فى الأذهان هل تعود مكتبة الأبيض العامة مرة أخرى لتواصل مشوارها فى نشر الوعى والمعرفة؟
بعد تجاهل النقابة
عمال العتالة في نيالا يشكون ضياع حصاد العمل
نيالا: عبد الرحمن إبراهيم
قد لا يصدق احد حجم المعاناة التى يمر بها عمال الشحن والتفريغ بولاية جنوب دارفور من الظلم الذى لحق بهم جراء سياسات نقابة عمال الشحن والتفريغ بالولاية، التى عكفت لسنين عددا فى جمع الاشتراكات والمساهمات الشهرية والسنوية، وقد لا يصدق احد ان منسوبى النقابة ظلوا حريصين على دفع مساهماتهم الشهرية والسنوية حتى تعينهم فى حياتهم عبر صناديق التكافل الاجتماعى والاستثمار فى حالات المرض، الحريق، الاعاقة، التعليم، الموت ، الافراح.
وهناك جملة من اسباب المعاناة تواجهها شريحة العتالة يمكن الوقوف عليها عند الجلوس اليهم في رواكيبهم التى تتوسط اسواق مدينة نيالا، حيث تجد من فقد أحد اطرافه اثناء العمل، ومن تعرض للعمى والشلل، ومن سقط على الارض من ظهر شاحنة وهو يعمل بعرق جبينه لكسب لقمة العيش، واصبح ذا عاهة مستديمة ولازم الفراش بمنزله، وبينهم من لم يعد قادرا على العمل، الامر الذى جعل «الصحافة» تجلس اليهم فى عدد من الرواكيب تستمع لافاداتهم، فكانت حصيلة الجلسة معهم وفقا للمثل الذى كان يدور فى ذهن كل من أراد ان ينخرط فى عمل العتالة «الحمار مات ف? أجرو»، بمعنى ان الحمار اذا مات اثناء ساعة العمل فلا دية له ولا حقوق له من قبل صاحبة الذى يخدمه.
وطلب منى أحدهم بضرورة ان اكتب هذا المثل فى اول صفحة بالجريدة بالبونط العريض، حتي يعرف الناس بما فيهم اهل الحكم ذلك، ليتدخلوالحل قضيتهم التي لها اكثر من ثلاث سنوات ما بين ادراج النيابة والمحكمة.
وعمال العتالة شكوا ممن يقومون بتهديدهم ويصفونهم بالمعارضة، ويقولون لهم «اى زول يفتح خشمه والله نسقط حجره».
حدثنى محجوب احمد التيجانى الذى يحلو لهم مناداته بمارتن لوثر، ولا غرابة فبينهم جيفارا الذي ضحى من اجل زملائه في العمل لمتابعة حقوق الآلاف من المتضررين من عمال الشحن بمدينة نيالا و30 محلية الذين ظلوا يدفعون اشتراكات تبلغ «65» جنيهاً، وقد بدا الأمر منذ الثمانينيات عندما كان الفرد يدفع «طرادة» اى 25 قرشاً، وتدرجت المساهمات الى ان وصلت فى عام 2010م الى «65» جنيهاً تدفع للنقابة، بجانب دفع 15 جنيها لصندوق التكافل الاجتماعى و«5» جنيهات لصندوق الاستثمار كل عام، و10 جنيهات مقابل شحن وتفريغ العربة، الى ان وصلت ام?الهم مليارات الجنيهات.
فأين ذهبت اموال عمال الشحن والتفريغ؟ يقول محجوب احمد التيجانى ل «الصحافة» إن نقابة عمال الشحن والتفريغ تضم فى عضويتها اكثر من عشرة آلاف عامل موزعين على فروع النقابة بالمحليات والقرى، يقومون بدفع مساهماتهم الشهرية والسنوية بغرض إعانتهم فى حالات الافراح والاحزان والمرض او التقاعد عن العمل وغيرها، ولكن ما عادت النقابة الحالية تهتم بقضايا منتسبيها فى كثير من الحالات، وخاصة أن هنالك اعدادا كبيرة منهم افنوا زهرة شبابهم في العمل فى مجال العتالة لسنوات، والآن كبرت أعمارهم وأصبحوا غير قادرين على العمل. وهنالك من ا?يب بالعمى والشلل، ومن بترت احد اطرافه، ومن تعرض لكسر فى أحد اطرافه وهو فى نفس الوقت يعول اسرة ولديه عدد من الابناء، ولم يستطع توفير لقمة عيش لهم بسبب العاهات التى اصيبوا بها، وهم الآن اصبحوا من ذوى الحالات الخاصة ويحتاجون للمساعدة والدعم، ولكن ليس باليد حيلة، والنقابة لم تساهم في مساعدة منتسبيها بأي شيء حتى فى حالات المرض.
وحدثنى العم حسن احمد اسحاق من مواليد عام 1962م الذي يعول اسرة قوامها «15» فرداً من بينهم «10» اطفال «6» منهم بمدارس الاساس وترك الدراسة « 4 » منهم، وهو قد بترت رجله اليمنى اثر انقلاب عربة كان يرافقها لمنطقة ام دافوق بغرض تفريغ الحمولة التى كانت على ظهرها فى عام 2007م، وتم تركيب طرف اصطناعي له، واصبح عاجزا عن العمل. وهو يشكو من ظلم النقابة له اثناء مرضه، وهو الذي لم يتخلف يوما عن دفع اشتراكاته فى كافة صناديق النقابة، مما اضطر زوجته للعمل بالسوق لمساعدة افراد الاسرة واطفالها الذين يرغبون فى الدراسة. وقصة عم ?سن تدمى القلوب. ويرى حسن أنه مازال شاباً لكنه فقد الامل لأن النقابة لم توفر له أدنى مساعدة، وتساءل اين ذهبت الاموال التى جمعتها النقابة منهم طيلة فترة ال «13» سنة. وتابع «نحن مظلومين، وربنا ينتقم من النقابة الظالمة ويورينا فيهم يوم أسود».
ومن جانبه يحكى أرباب رمضان ابكر «65 عاما» ويسكن حى طيبة بنيالا، عن قصتة الحزينة مع النقابة وسبب اصابته بكسر فى ساقه اليسرى إثر حادث مرور بداخل المدينة اثناء عودته من العمل لمنزله، فهو يقول إنه يعمل لأكثر من 25 سنة، ويدفع كل الاشتراكات مطمئناً إلى أن النقابة ستساعده بعد تقاعده عن العمل، ولكنه اصطدم بواقع مرير وأليم أثناء وجوده بالمستشفى، ولم تسأل عنه النقابة، فاضطر للخروج من المستشفى والذهاب لتلقي العلاج البلدي، وكانت النتيجة تلف رجله، وهو الآن لا يستطيع العمل، لافتاً إلى أنهم الآن ينتظرون الانصاف من القضا?.
سنار.. عمال الشحن والتفريغ يصرخون
مصطفى أحمد عبد الله
مع اقتراب أيام عيد الاضحى بدأت الأسواق التجارية في سنار تستعيد بعض نشاطها، وتستعد لاستقبال الزبائن الذين يرغبون في شراء حاجات العيد ومستلزمات الخروف، وانتعشت حركة البيع والشراء، وبدأت الأسواق والمحلات التجارية في شراء بضائع متنوعة وعرضها بشكل يثير الإعجاب ويجذب الزبائن، ويعتمد التجار الجملة والقطاعى في انزال البضائع الجديدة ونقل القديمة على الشيالين «العتالة» الذين ينقلون البضائع بأيديهم أو بواسطة عربات الكارو.
وتزداد الحاجة إلى عمال الشحن والتفريغ في سوق سنار التي تتميز بالطرق والازقة الضيقة واكتظاظها الدائم، حيث يصعب الاستغناء عنهم في هذه الأسواق التي شيدت ونمت في غفلة من السلطات، لكنها اصبحت اليوم أسواقاً شرعية ترتادها أعداد كبيرة من الزبائن يومياً، ويستحيل على التجار في هذه الأسواق ايصال بضائعهم إلى محلاتهم دون الاستعانة بهؤلاء الحمالين، حيث تقف خريطة السوق حاجزاً أمام نقل البضائع بالسيارات وعربات النقل.
ورغم الحاجة الملحة إليهم سواء في نقل البضائع الجديدة إلى دكاكين الاجمالى أو نقل المباعة إلى القطاعى أو في مساعدة المتسوقين على حمل ما يشترون إلى السيارة، فإن الحمالين يعيشون أوضاعاً صعبة، ويعانون من ضعف إيرادهم اليومي مقارنة بمعاناتهم في نقل أوزان ثقيلة، وما يتسبب به هذا العمل من أمراض وما يشكله من مخاطر.
ويقول معتز الذي يعمل في حمل البضائع في سوق سنار، إن الحمالين عصب الحياة داخل السوق، فعليهم تقع مسؤولية نقل البضائع في السوق، ويعتمد عليهم الجميع من موردين وتجار ومشترين، ورغم ذلك فإنهم يعيشون واقعاً سيئاً بسبب قلة العائد المادي وانعدام الدعم والضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، على الرغم من أن لديهم نقابة تمثلهم.
ويقول معتز إن العاملين في مجال حمل البضائع يطالبون برفع سعر حمل الجوال، وسن قوانين تضمن لهم الحد الأدنى من الحقوق الاجتماعية، وحمايتهم من بطش بعض التجار ورجال الأعمال والسلطات البلدية. ويضيف: «يستغلنا بعض التجار من أجل التضييق علينا وحملنا على القبول بأسعار متدنية، وفي بعض الأحيان يمنعوننا من العمل إذا خالفت وعصيت شروطهم».
ويقوم الشيالون في سنار من حين إلى آخر باحتجاجات لتحقيق مطالبهم، مما يتسبب في ضياع الكثير من مصالح التجار وتسجيل خسائر كبيرة في بعض الأسواق. ويرى جمعة أحد الحمالين أن هذه الاحتجاجات لن تجدي نفعاً، بل إنها تترك نتائج سلبية، كالمواجهات مع الزبائن وتوتر العلاقة بين الحمالين والتجار. وذكر أن النقابة الخاصة بالشيالين تدافع عن حقوق العمال، وهى قادرة حسب قوله على حل صعوبات العمال والمشكلات التي يعانون منها.
ويشير إلى أن رفض بعض التجار زيادة سعر حمل البضائع يؤثر سلباً على مستوى معيشة الحمالين الذين يعولون أسراً تتكون من عدة أطفال. ويضيف: «الأسعار في ارتفاع جنوني بشكل يومي بينما الاجرة ثابتة، وهذا غير معقول، فنحن نعول أسراً ولدينا أطفال يدرسون ويحتاجون مثل غيرهم للكتب ولوازم دراسية، إضافة إلى تكاليف السكن والمعيشة والعلاج».
وعن معاناتهم اليومية خلال العمل يقول ابو طويلة الذي يعمل شيالاً بالسوق الشعبى: «نحن عمال بسطاء نعمل بجهد دون كلل، ونحرص على إرضاء الناس وصاحب البص في الوقت المحدد دون خسائر مهما كلفنا ذلك، ونعمل في ظروف قاسية، وتحت الشمس الحارقة أو البرد الشديد، ونتعرض لمخاطر كثيرة ونصاب بأمراض بسبب الأوزان الثقيلة التي نحملها يومياً في غياب تام لأية حقوق أو ضمانات اجتماعية».
ويشير إلى أن عدداً من رفاقه هجروا هذه المهنة بسبب ما أصابهم جراء العمل في حمل البضائع، خصوصاً آلام الركبة والظهر، واستعاضوا عنها بأعمال أخرى أقل ضرراً على صحتهم.
ويتعرض الحمالون لحوادث خطيرة ومميتة أثناء عملهم «الأمين اسماعيل»، فبعضهم يصاب بإصابات بالغة وآخرون بإعاقات مزمنة، إضافة إلى آخرين يفقدون حياتهم بسبب هذه المهنة في المغالق وأسواق الخضروات. ورغم هذه الظروف الصعبة والمخاطر المحدقة بهم يواصل الحمالون عملهم في صمت وينقلون بضائع بملايين الجنيهات مقابل مبالغ زهيدة لا تكاد تسد الرمق.
شمال كردفان الجوع أيام «الدَّرَت» والعطش في الخريف!!
عمر عبد الله: الأبيض
يمثل فصل الخريف فى شمال كردفان فصلاً للخير والبركة ينتظره الناس بفارق الصبر، ويحسبون له الأيام والشهور، لأنه الفصل الذى يخضر فيه الزرع ويمتلئ الضرع ويعم الخير. ولكن جاء خريف هذا العام متأخراً عن مواعيده وشحيحاً فى مقاديره، ونتيجةً لذلك كان الحصاد ضعيفاً فى بعض المناطق وصفراً فى أخرى، وبالتالى انعكس ذلك على أسواق الولاية التى كانت تنتعش فى فصل الحصاد أو «الدَّرَت» وتمتلئ بخيرات الخريف مثل المحاصيل النقدية واللبن ومشتقاته من «روب» وجبنة والتبش والبطيخ والعنكوليب واللوبيا والباميا والطماطم وخلافه.
«الصحافة» تجولت فى أسواق الخريف بمدينة الأبيض وبعض الأسواق الأخرى لرصد مدى تأثر المواطن بشح الأمطار، حيث كان المشهد واضحاً فى أسواق ود عكيفة وأبو شرا وأبو جهل وربكونا وأم دفسو وأبو غر، وقال حسين على تاجر بسوق ود عكيفة إن الحال يغنى عن السؤال نسبةً لتأخر فصل الخريف وقلة منسوب الأمطار وهجرة الكثيرين للزراعة وإتجاههم إلى مناطق الذهب، مما أثر سلباً على الإنتاجية كماً ونوعاً. وقال إن التأثير امتد إلى مهن كثيرة كانت تنتعش فى «الدَّرَت»، حيث قل الوارد من خيرات الخريف لأدنى نسبة له، وارتفعت الأسعار نتيجة للندرة.
وقال سعيد عثمان مواطن كان يتجول فى سوق أبو شرا بغرض التسوق، إن «الدَّرَت» فصل كان يعمّ خيره باقى أشهر السنة، وذلك للاستفادة من البامية بتجفيفها لتصبح «ويكة» تستعمل كإدام وقت الحاجة، كذلك الطماطم التي تصنع منها الصلصة وهكذا، وقال إن الأصناف المعروضة الآن غير جيدة على قلتها.
عبد الإله حسن مزارع من أم صميمة قال متحسراً إنهم كانوا ينتظرون فصل «الدَّرَت» الذى تعُم فوائده وتكثر خيراته، ويمثل لهم صمام أمان وشريان حياة للشهور التى تسبق خريف العام القادم، ولكن خريف هذا العام جعلهم يسترجعون فى ذاكرتهم عام الرمادة والمحل والجفاف عام 1983م، فالملامح هى نفس ملامح ذلك العام، إضافة إلى الشح المزمن فى مياه الشرب للإنسان والحيوان لضعف منسوب الأمطار.
أما في قرية الداجو ريفى خور طقت، فالصورة تدعو للألم والحسرة، حيث اشتهرت هذه المنطقة بتميزها بإنتاجية جيدة وعالية من التبش والبامية، حيث قالت خديجة على مزارعة: كنا فى الأعوام الماضية فى فصل «الدَّرَت» نعبئ الدواب بالتبش والبامية ونذهب بها إلى أسواق الأبيض لتسويقها وشراء احتياجاتنا من العائد المجزى الذى نكسبه. أما في هذا العام فقد فوضنا أمرنا لله.
وشح الأمطار سبب أزمة أخرى عانت وستعانيها الولاية كثيراً هذا العام، حيث ظلت مدينة الأبيض تعاني تذبذب الإمداد المائى حتى فى عزّ فصل الخريف، كما أن أجزاءً واسعة من الولاية تعاني مشكلة فى مياه الشرب طوال العام عدا فصل الخريف حيث تمتلئ البرك والرهود بالمياه، ولكن هذا العام عانت الولاية العطش بسبب قلة الأمطار وعدم اكتمال برنامج حصاد المياه، مما جعل المواطن ينتظر الفرج من الله. وتظل شمال كردفان تعاني الجوع في فصل الشبع والعطش في فصل الأمطار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.