ابوحمد :محمد تاج السر: لاحت في الافق في الايام الفائته بوادر أزمة عنيفة بمحلية ابو حمد الغنية بالذهب و التي صارت قبلة للمعدنين من كل انحاء السودان مما انعكس ايجابا على أسواق المحلية التي امتلأت خزائنها حتى فاضت وانتظمت فيها مشاريع التنمية ، وصارت قبلة لزيارات عدد من المسؤولين على رأسهم الرئيس عمر البشير ومساعده نافع على نافع . الأزمة اندلعت اثر قيام نزاع بين المحلية من جهة واتحاد التعدين ومن خلفه طلاب المحلية كان محورها اتفاق المحلية مع شركة اسوار للقيام بالجبايات والرسوم من أسواق المحلية ونقاط التحصيل اذ كان الامر دخول شركة اسوار يتم عبر عطاء يطرح بموجبة مقدم العطاء ما يدفع من مبلغ للمحلية ثم يقوم بتحصيل الجبايات لصالحه بعد ذلك . تدخلت المحلية واوقفت هذه الطريقة التي رأت ان فيها «شبهة ربا» كما يقول طارق فرح عيسى معتمد المحلية الذي قال في اللقاء الذى عقد بمباني شركة البرجوب نائب الدائرة «اسندنا الامر لشركة اسوار التي قامت بالأمور خير قيام وتحصلنا على ايرادات ضخمة مولنا بها مشاريع التنمية في المحلية من كهرباء ومياه وخلافه » ..بعد ذلك تكون مايسمى باتحاد التعدين بالمحلية وطالب بأيلولة امرالتحصيل والجبايات له باعتباره الجسم الممثل للمعدنين والذين يساهمون بالنصيب الاكبر من خلال الأسواق التي قامت في المحلية كسوق الطواحين ، وقام الاتحاد بتعيين اربعين من خريجي المنطقة وفق اتفاق شفهي مع شركة اسوار ولم يمض وقت طويل على سريان الاتفاق حتى بدأت الخلافات تطل برأسها عندما حاول الخريجون القيام بنوع من الوصاية على الشركة وذلك بفرض نوع من الرقابة على موظفي شركة اسوار ، وتطور الامر الى حرب اسفيرية وبيانات توزع ومكالمات هنا وهناك. الطلاب في لقاء المكاشفة تحدثوا عبر ممثليهم عن ثقتهم في المعتمد وحسن ادارته للأمور بالمحلية ، وتحدثوا بلغة غلب عليها الحماس الطلابي الزائد عن مطالبهم والمتمثلة في الغاء التعاقد مع شركة اسوار واسناد الامر لجهة اخرى كاتحاد التعدين مثلا؟..كما طالبوا باعادة المفصولين . نائب الدائرة البرجوب تحدث عن الانجازات التي تمت وطالب الجميع بالوحدة وعدم تصعيد الخلافات والجلوس لحل المشاكل التي تواجه الجميع دون اللجوء للغة التجريح والتهاتر ، مبينا ان الأزمة في الاساس هي أزمة قيادات متصارعة تبحث عن مصالحها الذاتية ، و ذكر نماذج كثيرة لذلك وحث الجميع على التفكير في ايجاد مشاريع ضخمة لتشغيل الخريجين بدلا من التصارع حول احقية الجباية والتحصيل لشركة او اتحاد او طلاب ،كما تعهد برعاية مشاريع التنمية في المحلية لينعكس اثرها على الانسان. في ختام اللقاء الذي امتد لفترة تجاوزت الثلاث ساعات والذي تبددت فيه كل اجواء الخلاف والتصعيد ، تبين للجميع ان الأزمة كان مبالغا فيها وان جهات لم تطل برأسها في اللقاء كانت وراء صب الزيت على النار حتى اشتعلت وان الموضوع برمته لا يعدو ان يكون نوعا من صراع الافيال التي تبحث عن مصالحها مهما كان الثمن وان هموم المواطن البسيط ليس من اولوياتها فلا هي ترحم ولاتريد لرحمة الله ان تتنزل على الناس كما يقول المثل الشعبي . اشاد الكثيرون بالنهج الذي اتبعه معتمد المحلية طارق فرح وذلك بتواجده الدائم واللصيق مع القواعد في المحلية والخرطوم وذلك بغرض التشاور والتفاكر فيما يهم المواطن الذي ينتظر الكثير من الدعم والمؤازرة وذلك من خلال تقديم الخدمات من كهرباء وماء وصحة وتعليم وتفويت الفرصة على المتاجرين بقضاياهم الذاتية ومصالحهم الشخصية وصراعاتهم على المناصب والكراسي والامتيازات.