ما يأتي من معلومات عن ما يدور في دولة تشاد شحيح، ولكن المؤكد ان الامور لا تسير على نحو ما يتمنى الرئيس ادريس ديبي ويرغب، فما تواتر منذ مساء الأول من امس ان السلطات التشادية أحبطت محاولة انقلاب عسكري استهدفت الرئيس ادريس ديبي واعتقلت عددا من المتورطين كانوا يخططون منذ أربعة أشهر على الأقل للاطاحة بالرئيس التشادي. وذكرت مصادر أمنية امس الخميس ان اربعة اشخاص على الاقل قتلوا في تبادل لاطلاق النار بالعاصمة التشادية انجمينا فيما وصفته السلطات بانها مؤامرة ضد حكومة الرئيس ادريس ديبي ، وقال مصدر بالشرطة طلب عدم الكشف عن هويته «قتل ما بين اربعة الى ثمانية اشخاص في قتال دار بثكنات عسكرية بشرق انجمينا». ووقع القتال في وقت متأخر من يوم الاربعاء. وقال ضابط عسكري ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا في اشتباكات منفصلة في حي سكني، مضيفا انه تم العثور ايضا هناك على قائمة باسماء مسؤولين لحكومة مستقبلية مما يدل على وجود محاولة انقلاب. وقال وزير الاتصالات التشادي حسن سيلا بكاري للاذاعة الحكومية انه كانت هناك «محاولة لزعزعة البلاد» ، وفي وقت سابق قال ان مجموعة صغيرة كانت تعد لمؤامرة منذ عدة اشهر، لكنه لم يكشف عن تفاصيل بشأن هوية المتورطين في الأمر. وقالت المصادر ان قوات الأمن نفذت عددا من الاعتقالات في صفوف الجيش واحتجزت واحدا على الاقل من نواب المعارضة في البرلمان يدعى صالح مكي. وصرحت مصادر عسكرية لوكالة رويترز بأن الأجهزة الأمنية نفذت أيضا عددا من الاعتقالات في الجيش ونقل موقع « صباح انجمينا» الناطق باللغة الفرنسية أن الهجوم بدأ حوالي السادسة مساء في حي « امسينيني» بالعاصمة قبل أن يتوجه المسلحون الى قصر الرئاسية بعد ساعة. وأضاف الموقع أن الحرس الجمهوري تصدى للهجوم، ما أدى الى تراجع المسلحين الى حي « فاشا» ليلا، في حين قامت وحدات من الجيش التشادي بنشر مدرعات لتأمين القصر والمناطق المجاورة له. وتابع الموقع أن الرئيس ادريس ديبي لم يكن داخل القصر أثناء الهجوم وأنه من المتوقع أن يعود الى العاصمة اليوم الخميس قادما من بلدة اريبا. ولم ترد معلومات اضافية حول عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم ولا عن انتماءاتهم السياسية أو هويتهم، لكن النائب في المعارضة صالح كبزابو قال لوكالة فرانس برس ان الغموض لا يزال سيد الموقف في العاصمة وأن عددا من المدنيين والعسكريين هم من بين الموقوفين بينهم النائب المعارض صالح مكي. ويبدو ان الزعازع تزلزل اركان حكم الرئيس ديبي من الداخل كما جرى مساء الاربعاء ومن الخارج ايضا، اذ كان ديبي اتهم قبل اسبوع، السلطات الليبية الجديدة بفتح معسكرات لايواء وتدريب المعارضين التشاديين الذين سماهم المرتزقة. وأكد في مقابلة مع قناة «الجزيرة» أن السلطات الليبية يجب عليها اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية حتى لا تقع تشاد ضحية مغامرات جديدة مصدرها ليبيا. ولفت الرئيس التشادي الى أن كثيرا من المرتزقة يتجولون في ليبيا، وفتحت لهم الأخيرة معسكرات في بنغازي، موجها كلامه الى السلطات الليبية «وبدأوا في تجميع التشاديين في هذه المواقع ، أعرف من يوجه ويدير هؤلاء المرتزقة». وفي هذا الصدد يشار الى ان مجموعة الأزمات الدولية كانت حذرت عقب سقوط نظام الديكتاتور الليبي معمر القذافي من ان ذهاب القذافي قد يشكل خطرًا على استقرار المنطقة وخصوصًا تشاد. وقالت المجموعة في بيان «سقوط القذافي يضع جيرانه في مواجهة مشاكل جديدة محتملة قد تشكل خطرًا على الاستقرار الاقليمي». وقالت المجموعة «بعد أن اعتبر القذافي ضروريًا لسياسته الشخصية الاقليمية، تأخر الرئيس التشادي ادريس ديبي طويلاً في معالجة فرضية سقوطه، ومن الخطير استراتيجيًا لانجمينا اقامة علاقات عدائية مع السلطات الليبية الجديدة ما قد يؤدي الى زعزعة استقرار الجزء الشمالي من تشاد». ومن جهة ثانية، كان رئيس اتحاد قوى المقاومة في تشاد تيمان اردمي قد أعلن في مارس الماضي عن حركته التي تقود تمردا باستئناف العمل المسلح ضد الرئيس التشادي ادريس ديبي، واردمي من أقرباء ديبي وكان من المقربين منه، وقد سبق أن شن عملا مسلحا استهدف القصر الرئاسي عام 2008 لكن حركة التمرد التشادية أوقفت القتال بعد اتفاقية سلام بين الخرطوم وأنجمينا في عام 2009. وقال اردمي لوكالة الصحافة الفرنسية «انتقالي الى أرض القتال ليس أساسيا. القيادة هناك بالميدان، في منطقة الحدود بين تشاد والسودان، وبدأ عناصر يصلون من كل مكان». ولكن الحكومة التشادية قللت من تصريحات رئيس اتحاد قوى المقاومة تيمان اردمي ووصفته بالارهابي الذي يرتزق من الآخرين وتوعدت بحسمه اذا حاول العودة الى العمل المسلح، ونفت أن تقود تصريحات اردمي الى سوء العلاقة مع دولتي السودان وقطر التي أطلق منها حديثه. وقال وزير الاعلام التشادي حسن سيلا بكري لصحيفة «الشرق الأوسط» ان تيمان اردمي رئيس اتحاد قوى المقاومة ليس في قدرته قيادة أي معارضة، وأضاف أن اعلانه لاستئناف العمليات العسكرية ضد تشاد يوضح أنه «مفلس ولا يتبعه أحد»، وتوعد بحسمه في حال محاولته العودة الى العمل العسكري ضد بلاده، وقال «نحن نعرف أن تيمان اردمي لا يملك قوات أو سلاحا»، وتابع «تيمان اردمي ارهابي ولا يمكن أن يحشد أي مجموعة خلفه. . . ولا حتى بعوضة».