الأستاذة العزيزة إخلاص نمر ولعمودك «نمريات» كل التقدير والاحترام. ٭ من منا لم يسمع ببروتوكلات بني صهيون، هذا السفر الذي شارك في تأليفه الحاخامات، والذي بدوره يعكس الرؤى والأحلام المستقبلية لدولة وشعب بني صهيون، ومن مخططات ذلك الكتاب والاحلام التي تساور الصهاينة، امتداد دولة اسرائيل من الفرات الى النيل، فهذه واحدة من احلامهم، وهذا الطبع ما بدت دلائله تشير وبوضوح تام في اجتماع مبادرة دول حوض النيل الذي انعقد بمدينة شرم الشيخ في شهر أبريل 0102م بين تسع من دول حوض النيل التي بدورها أحدثت ردود فعل متباينة في العاصمة المصرية القاهرة، وباستثناء كل من مصر والسودان عندما أعلنت الدول السبع من دول حوض النيل تمسكها بإعلان الشروع في توقيع اتفاقية جديدة من شأنها تنظيم الموارد المائية لحوض النيل في غضون شهر. وهذا في يقيني يعتبر تهديداً مباشراً للدولتين مصر والسودان، وبدورنا نتساءل لماذا اثارة هذا المخطط في هذه الآونة بالذات؟ في رأي الكثيرين أن الاصابع الاسرائيلية تلعب دوراً مهماً في هذا الموضوع. ولا ننسى بدورنا زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي «ليبرمان» الذي لا يخفي عداءه للعرب، فقد قام بزيارة لدول حوض النيل السبع، ووعد المسؤولين بتلك الدول بأن اسرائيل سوف تقدم الاعانات والمساعدات سواء اقتصادية او خدمية لمصلحة تلك الدول. وزد على ذلك فإن كلاً من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وأمريكا، لها مشروعات اقتصادية بدول حوض النيل السبع. ومن هنا ندق ناقوس الخطر بأن النية مبيتة مع الاصرار الجامح والسعي الحثيث، لتخفيض حصة كل من الشقيقة مصر والسودان من مياه نهر النيل. وفي المقابل فقد رفضت كل من مصر والسودان الخطة الجديدة الرامية لتقسيم مياه النيل. وقد جاء على لسان مسؤول مصري.. إن مصر تأمل في أن تتراجع دول المنبع عن قرارها الرامي إلى توقيع اتفاق اطاري فيما بينها يؤدي الى تقسيم جديد للمياه. فالمياه تعتبر قضية أمن قومي او قل حياة او موت، لأن مصر ليس لما مورد مائي غير نهر النيل. وكما يقال فإن مصر «هبة النيل»، فهذا السلوك يعتبر هجمة شرسة ومخططاً قذراً تقف من ورائه دولة الكيان الصهيوني، من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الثقة والأمن لكل من مصر والسودان. محمد عبد الحميد صحافي وكاتب