تقرير : رجاء كامل : تعتبر صناعة النسيج من ابرز الصناعات التحويلية التي كان يعول عليها في دعم الاقتصاد غير ان صناعة النسيج بالسودان واجهت العديد من التحديات والعقبات التي اودت بها وتمثلت التحديات في عدم توفير اهم المقومات الاساسية الممثلة في استقرار الإمداد الكهربائي كما واجه القطاع غولا اخر وهو ارتفاع رسوم الجمارك والضرائب اضافة الي غياب السياسات التسويقية المشجعة في ظل الانفتاح وتحرر حركة التجارة. كل تلك تلك الاسباب ادت الى توقف الماكينات وخروج العديد من المصانع . ووفقا لمصادر مختصة فقد توقف (13) مصنعاً من جملة المصانع العاملة، وتراجع الانتاج من (168) مليون ياردة في نهايات القرن الماضي الى اقل من «8» ملايين ياردة في بداية هذا العقد، وبالمقابل ارتفع استهلاك البلاد من منتجات الغزل والنسيج من (50) مليون متر الى أكثر من (400) مليون متر في الكثير من التقديرات . الامين العام لاتحاد الغرف الصناعية عباس على السيد قال ان صناعة الغزل والنسيج في السودان لم تتوفر لها الظروف المواتية للنمو و التطور، مؤكدا ان بعض مصانع النسيج لم تعمل بطاقتها التصميمية الا في حالات نادرة و استمرت تلك الصناعة في التدهور الى ان شارفت على الزوال التام علما بأن صناعة النسيج من القطاعات التي يعول عليها في تحقيق التنمية المستدامة من خلال توطين المشروعات الصناعية في المجتمعات الريفية خاصة الفقيرة منها موضحا أن إستراتيجية التنمية الصناعية تتضمن في أهدافها وصول مساهمة الصناعة الى 70 % من إجمالي الناتج المحلي بنهاية الإستراتيجية ربع قرنية، مضيفا (حتى ينطلق هذا القطاع لابد من تكاتف الجهود والأخذ بعين الإعتبار التغيرات التي حدثت في الإقتصاد الكلي ) ،وقال ان السبب وراء ذلك التدهور ارتفاع تكاليف الانتاج اضافة الى التدهور الكبير الذى شهده مشروع الجزيرة والتراجع المريع فى زراعة القطن و نوعية الاقطان بجانب مشاكل الرى. رئيس غرفة الغزل والنسيج باتحاد الغرف الصناعية ،محمد يوسف، قال ان من أسباب تدهور صناعة النسيج تذبذب سعر الدولار وعدم توفر العملة لفتح الاعتمادات لمدخلات صناعة النسيج واسبيراتها، اضافة الى ضعف القوة الشرائية لافتا الى النظرة التقليدية في اختيارنوع الماكينات بجانب تدنى نوعية الاقطان التى صارت مشكلة لعدم خضوعها لمواصفات فنية ،وقال محمد يوسف للصحافة ان مشكلة العسلة التي تضرب القطن وتكدس العمالة والتسويق جميعها انعكست سلبا علي صناعة النسيج بالبلاد ،غير ان يوسف استدرك قائلا انه وبرغم هذه الظروف الا ان هنالك مؤشرات ايجابية لحراك في قطاع النسيج مقارنة بالاعوام 2010 - 2012 داخل المصانع المتوقفه فى مجال الغزل. ويعول يوسف على التكنولوجيا الحديثة التي يري فيها المنقذ الوحيد للقطاع لتقليل التكلفة والأعباء الإدارية ، وكشف يوسف ،عن دخول مصنعي الصداقة الحصاحيصا والهدى بودمدني الإنتاج بطاقة تقدر بحوالى 25 % ، بجانب مصنع نسيج كوستى كما بدأ الانتاج التجريبى بالدويم بطاقة انتاجية متوقعه تصل الي 30 مليون متر فى السنة، ويري محمد يوسف ان هذه المصانع سوف تحقق انتاجا عالياً أذا اديرت بصورة جيدة، مبينا الحاجة لمراجعة اداء القطاع لمنع التدهور ورعاية الدولة لصناعة النسيج باعتباره المصدر الرئيسي لإصلاح الاقتصاد بعد البترول، والالتزام بخارطة طريق محددة وتوظيف البنية التحتية والأسس العلمية، مطالبا الجهات ذات الصلة بالاهتمام بالقطاع . ويري رئيس غرف الصناعة ان الخارطة الموضوعة تعتمد على التكنولوجيا التي تقلل من الادارة وحجم العمالة، موضحاً ضرورة أن يكون لطلاب النسيج والتخصصات المشابهة دور واضح فى هذا القطاع ، مؤكداً أن عام 2013 سيكون عام النسيج. ويضع يوسف وصفة ناجعة للاكتفاء والتصدير في المستقيل تتمحور في ايجاد تمويل لمصانع الغزل لتحريك دولاب الانتاج لتشجيع الصادر ،مشيرا الى ان قطاع النسيج لايتحمل اى سياسة ضريبية جديدة وانه صناعة اجتماعية تخدم الدولة من خلال توفير فرص كبيرة للعمالة والاسر . وشدد يوسف على ضرورة الإتجاه بخطى ثابتة ومراجعة علمية حتى لا تنتكس الصناعة، فصناعة النسيج تحتاج لنظام محدد للدعم والرعاية ، وامكانية احلال ايرادات الدولة بعد خروج النفط من دائرة الإنتاج، وطالب بتشجيع هذه الصناعة وايجاد مواصفة سودانية لحماية الصناعة الوطنية اذ ان معظم الاقمشة فى السوق بولستر خالص بينما تختفى الاقمشة القطنية الصحية لذلك يجب تحديد نوعية الاقمشة التى تدخل السوق السودانى وتوجيه السياسات القومية للتمويل الاصغر نحو هذه الصناعة . ويرى رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج عثمان منوفلي ان الفترة المقبلة ستشهد حل كافة المعيقات التي تواجه قطاع النسيج والمتمثلة في عدم توافر الحماية والسياسات المحلية الخاصة بها و عدم التطور في القطاعين العام والخاص فيما يختص بتحديث الماكينات ما أسهم في تدني الانتاجية وزيادة التكلفة في مصانع كوستي وشندي والدويم والحصاحيصا. واضاف ان مصنع كوستي بدأ انتاجيته في نهاية شهر يناير الماضى بجانب بدايات التشغيل التجريبي والانتاجي لمصنع الحصاحيصا مع خبرة تركية ومصنعي شندي والدويم بجهود هندية مبينا ان حل معيقات تلك المصانع سيسهم في تشغيل مصانع اخرى وكشف عن زيارة وفد صيني للوقوف على الغزل الرفيع للصادر وللمحلي وقال ان القطاع الخاص لم يواكب التطور عالمياً، مشيراً الى بداية التأهيل في مصنع الهدى والجهود مبذولة لعمل دراسة متكاملة للمصنع. ويوكد عدد من الخبراء ان صناعة النسيج من الصناعات الإستراتيجية التي شهدت ازدهارا في السابق وأن مصانع النسيج حققت الكثير من الدخل لذوي الدخل المتوسط ودعمت خزينة الدولة في السابق، مشيرين إلى عدم وجود مشاكل إذا تم اصدار قرار ملزم لكافة المدارس بالإلتزام بالزي والصناعة الوطنية. وكشفت ورقة العمل حول القطن السوداني الحاضر والمستقبل التى اعدتها شركة الاقطان ان أعلى انتاج للقطن السوداني خلال العقود الأخيرة حوالي 1،3 مليون بالة في موسم (1970 -1971م ) ووصل في موسم 2009 - 2010م إذ حقق 54،6 ألف بالة . وكشفت الورقة ان اسباب تدهور القطاع بدءاً بتعريفة الكهرباء العالية بعد دخول خزان الروصيرص وسد مروي لدائرة الانتاج وإرتفاع تكلفة الوقود في السابق مثل ( الفيرنس ) وامكانية إستبداله بالغاز وإرتفاع تكلفة استخلاص البترول بنسبة 80% .