تقرير : ابراهيم عربى : لازالت الساحة الاعلامية تعج وتموج بأنباء وسيناريوهات مختلفة حول مقتل القائد الميدانى للجبهة الثورية عبد العزيز آدم الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان «قطاع الشمال»، ومابين النفى والاثبات كشفت مصادر ل«الصحافة» فضلت عدم الكشف عن هويتها أن الحلو قتل قصفا بطائرات حكومية ومعه مجموعة من القيادات فى منطقة «طراوة» عند سلسلة جبال «تومى وأبو الحسن» عقب مخاطبتها لقاء مساء ذات يوم احتلال أبوكرشولا فى المنطقة ، الا أن ماتداولته بعض وسائل الأنباء تقول ان الحلو قتل وبرفقته موسى كجو المعتمد الأسبق لأبو جبيهة وحسن آدم الشيخ حفيد الحسن صاحب جبل أبو الحسن المعروف والذى تم تنصيبه معتمدا لأبوكرشولا . وأكدت ذات الأنباء أن الحلو توفى متأثرا بجراحه بعد أن تم نقله لمستشفى واو بولاية غرب بحر الغزال بجنوب السودان حيث دفن صباح الثلاثاء 7 مايو 2013 بمدينة واو ولازال «10» من أبرز قيادات قطاع الشمال وحركة العدل والمساواة بذات المستشفى وتعاني من اصابات بالغة . الا أن المعلومات التى أوردتها بعض وسائل الاعلام أمس لم تكن لوحدها فقد تباينت وتعددت وتشعبت مصادرها ، فقد كشفت مصادر ل«الصحافة» عن مقتل عبد العزيز الحلو وأرنو نقوتيلو والعميد عوض جبرالله و«9» آخرين من القيادات، يقال انهم من دارفور تم نقل جثامينهم من واو مساء الاثنين بطائرتين الى كاودا وتم دفن «ثلاثتهم » بمقبرة يوسف كوة فى «لويرى» بكاودا وسط تكتم شديد وتمويه بانهم عساكر فى الجبهة الثورية ، فيما تقول مصادر أخرى ان من ضمن القتلى قيادات ميدانية أبرزهم أسكيال كوكو تلودى وعزت كوكو ، الا أن مصادر ثالثة تقول ل«الصحافة» ان موسى كجو خاطب مساء الثلاثاء فى خور الدليب قوة تعزيزية مكونة من كتيبتين جاءت من كاودا وحطت رحلها عند منطقة ال«كالنق» ،نفى كجو بنفسه ماتردد حول مقتله، وقال ان قواته ستدخل أبو جبيهة يوم الجمعة ولكنه لم يحدد ان كان يقصد اليوم أم الجمعة المقبلة أم أخرى . الحكومة من جانبها لم تجزم مقتل الحلو ولكنها أكدت أكثر من مرة بان قواتها قصفت سيارات لقيادات من الجبهة الثورية يعتقد بان الحلو كان من بينها ، وقالت أن الحلو قتل باطلاق صاروخ من طراز «الشواظ » سقط علي عربة الحلو فأودي بحياته وثمانية من الحرس الشخصي ومعاونيه وقد كان في زيارة ميدانية لجيشه ، فيما قال مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع عند سؤاله عن مصير الحلو قائلا «الحلو بين الحياة والموت » ،فيما تقول قيادات أمنية ان الحلو أصبح فى عداد الموتى ولكنها لم تقطع فى تأكيداتها . الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان «قطاع الشمال» ياسر عرمان سخر بشدة من الأنباء التى تفيد مقتل الحلو واصفا اياها ب«الشائعات» وقال ان المؤتمر الوطنى درج عليها وزاد انها صادرة من قبل الحكومة السودانية وقال انها من مصادر مضروبة واشاعات مفبركة للحصول على معلومات تريد أن تعرف «أين الحلو» وعاد عرمان قائلا « عبد العزيز الحلو في هذه اللحظة يتواجد في حي المطار بين منزل وزير الدفاع والقيادة العامة » ، بينما اعتبرت قيادات سياسية وأمنية ان اجابة عرمان نفسها تؤكد صحة المعلومات التى تفيد عن مقتل الحلو ، الا أن أحد القيادات الميدانية يقول ل«الصحافة» فى اتصال هاتفى ان ماتردد عن أنباء عن مقتل الحلو «عارية من الصحة» ولكن ذات القائد لم يجزم ان كان الحلو موجودا أم لا ،الا أن مصادر مقربة من عبد العزيز الحلو نفت بشدة منذ أول وهلة وكان ذلك يوم احتلال أبو كرشولا نفت مقتل الحلو وقالت انه خاطب لقاء جماهيريا منتصف ذات اليوم فى أبوكرشولا ومن ثم لقاء آخر الساعة الخامسة مساء بجبل تومى بمحلية الرشاد ويرافقه عزالدين ابن أخته والعميد حسن آدم رابح ، فيما تفيد ذات المصادر أن الحلو بنفسه أشرف على تكوين محكمتين بقيادة كل من عز الدين محمود وأخرى بقيادة حسن أدم الشيخ فى أبوكرشولا وتؤكد ذهاب الحلو الى منطقة تومى . قيادات من جبال النوبة بكل من جوبا فى جنوب السودان وأمريكا وآخرين فى مصر وفئة ثالثة فى الخرطوم ورابعة فى جبال النوبة وقيادات ميدانية كلها تشكك فى صحة المعلومات ،وتعتقد بأن قوات الحركة الشعبية تهدف من وراء شائعة مقتل الحلو «للتمويه» تمهيدا لهجوم عسكرى ، فيما اكتفى آخرون بوصف الأوضاع بانها «سيئة» ولكنهم لم يعطوا مزيدا من المعلومات ، الفريق دانيال كودى نفسه يقول انه مشكك فى صحة المعلومة واسترجع كودى ذاكرته قائلا هى ليست المرة الأولى التى تخفى فيها الحركة الشعبية معلوماتها وقد فعلت ذات الشئ ابان مقتل القائد جون قرنق . ولكن دعونا نتساءل لماذا كل هذا التعتيم الاعلامى ؟ يعتقد الفريق دانيال كودى أن سبب التعتيم ل«ترتيبات داخلية فى قيادة الحركة الشعبية جبال النوبة » ان صحة معلومة مقتل الحلو! ويقول فى حديثه ل«الصحافة» أن المشكلة الأساسية تكمن فيما ستؤول اليه الأوضاع فى جبال النوبة ، ويؤكد كودى بأن الحلو أبعد كافة قيادات جبال النوبة من العمل السياسى والعسكرى حتى يخلو له الجو وقد أبعد اللواء خميس جلاب وغيب سياسيا وعسكريا كلا من «عزت كوكو ، سايمون كالو، جقوت ،يوسف كرة وآخرين» مقربا آخرين ليس لهم وزن أو تأثير . أمين فلين أحد قيادات جبال النوبة فى أمريكا وآخرون يقولون فى حديثهم ل«الصحافة» المعلومات لا زالت ترشح بقوة حتى هذه اللحظة دون تأكيدات وسط أقرب القيادات من الحركة الشعبية ولكنها تفيد فى مجملها الى أن أوضاعا سيئة ستحل بجبال النوبة ، الا أن فلين عاد قائلا مقتل الحلو سيعقد الأوضاع كثيرا فى جنوب كردفان سيما فى جبال النوبة .