- يا بائع السندوتشات، ماذا يضيرك لو سألت الزبون الجائع: هل تريد شطة أم لا ! فالزبون الذى يقطع الفيافي ليقضم سندوتشاتك اللذيذة ربما يكون مريضاً بالقرحة أو المصران أو القولون، فتذكر أن تسأله بدلاً من فرض الأمر الواقع عليه. - يا بائع الملابس والاحذية فى الأسواق الشعبية، تذكر أن الزبون على حق فلا تحاول اقناع الزبونة أن اللون الذى تبحث عنه أصبح موضة قديمة لتعطيها البديل مثل الصيدلى، وفى حالة عدم توفر المقاس المطلوب فلا تفرض عليها أن تشترى حذاءً من مقاس «37» إذا كان مقاسها «39». - يا مدير المشتروات فى تلك المؤسسة المرموقة، تذكر أن السلعة الأرخص ثمناً والمقاول الأقل عرضاً سيكلفونك بعد هنيهة قليلة أضعافاً فى الصيانة والاصلاح والتعديل، فاذا أردت المحافظة على المال العام فاسأل ذوى الاختصاص، ولا تتردد فى تزكية الأفضل فهو حتماً سيكون الأرخص، فإذا غضب مديرك المالى «وسيغضب حتماً» فالله يسمع ويرى ولن يترككم وأعمالكم. - يا عسكرى المرور تذكر أن المخالفات التى يرتكبها السائقون كثيرة، وخزينة الدولة فى حاجة إلى دعم، والغرامة أسلوب ناجع فى تقليل عدد القتلى والجرحى بسبب القيادة الطائشة، تذكر ذلك، فالواجب أمانة وعبادة فيها الأجر والثواب والمغفرة. - يا صاحب الفرن تذكر أن تأمر بتنظيف الطاولات وأرضية الفرن، وإلا فانظر إلى الرغيف البلدى من أسفل قبل بيعه للجمهور، وسترى العجب «قطع صغيرة من الطوب والفخار، أخشاب صغيرة، قطع فحم صغيرة، حصى» تذكر أن الله مطلعٌ عليك أكثر من المحلية. - يا سائق الركشة تذكر أن قيادتك لركشتك العزيزة عكس اتجاه السير أو فى طرق المرور السريعة ليست ضرباً من الذكاء، وتذكر أن دخولك وخروجك من الطرق الرئيسية بكل عنترية ومجازفة تعرضك أنت ومن تقل للخطر الماحق، وتذكر مستشفى الحوادث والصراخ والانين فى انتظار الطبيب، والألم المبرح والجبائر والصور المقطعية والسينية، وتذكر أنك تقود ركشة وليس قلاباً من ماركة هينو (ZY)..!! - يا كهربائى السيَّارات تذكر أن تخصص ورقة تكتب عليها الأرقام التعريفية والكودات والاستاندارد لقطع الغيار التى تستخدمها باستمرار، لتوفر عليك عناء فكفكة كل أجزاء السيارة حتى تصل للقطعة المطلوبة بطريقة التجربة والخطأ، وتذكر أن للزبون وقتاً ثميناً فلا تضيع وقته «هو» لتتعلم «أنت» ثم تطلب منه أن يدفع لك تكاليف الكشف عن اسم قطعة الغيار، ثم تنصحه ببساطة أن يذهب إلى دال فى شارع مدنى..!! - يا من قمت بتثبيت صناديق القمامة الجديدة المضيئة الجميلة العصرية فى شارع النيل، تذكر أنك قد أفسدت وخرّبت بلوكات الرصيف الجميلة المنسقة التى تم خصم تكاليفها من فاتورة العلاج والدواء، تذكر أنك ببساطة لم تعدها سيرتها الأولى، وحسبنا الله ونعم الوكيل. - تذكر يا من تتنزه فى شارع النيل أن تضع زجاجة المياه الغازية أو كوب الآيسكريم أو كيس الطعمية الفارغ وبقايا مناديل الورق فى سلال وصناديق القمامة، جرِّب من فضلك أن تفعل ذلك مرة واحدة، وستكتشف أن هذا العمل فيه راحة ضمير وفيه رفع ضرر عن العباد والبيئة والدواب، وفيه من الأجر مثل أجر التسبيح والنوافل والتهجد وصيام التطوع، وتذكر أن هناك تديناً خارج المساجد أيضاً.