عالم الحديد وروعة التصميم ودقة الجودة تصنيع الأبواب تراجع أمام المستورد يعد معدن الحديد من أقدم المعادن التي اكتشفها الإنسان من قديم الزمان، واخذ يتعامل مع هذا المعدن حسب حاجته التي انحصرت قديماً في صنع آلة الحرب المتمثلة في الحراب، وكذلك أواني الشرب والطبخ. ومع تطور الزمن اخذ الحديد حيزاً كبيراً في حياة البشر، ودخل في تفاصيل الحياة بمختلف ضروبها، كالسيارة والطائرة والآلات التي تساعد في القتال. وفي داخل المنزل يتمثل في أسرة النوم وكراسي الجلوس والمناضد المكتبية والمنزلية، بل أن الحديد يعد عنوان البيت، فلا يخلو بيت من باب حديد يطل على الشارع، وليس هناك منزل يخلو من معدات صنعت من الحديد، وعموماً تعد صناعة الحديد في السودان من الصناعات التي تطورت كثيراً في الاونة الأخيرة، ودخلت ورش التصنيع والتصميم مستفيدة من هذا المعدن لتغطية احتياجات الاسرة من أبواب ونوافذ وغيرها.. «الصحافة» التقت عبد الله محمد صالح صاحب محل لبيع الأبواب والنوافذ المصنعة والمستوردة بالسجانة شارع النص، الذي بين انه دخل عالم تصنيع الأبواب والنوافذ من خلال ورشته التي تطورت، وأصبح لديه محل لبيع الأبواب حسب نوع التصميم المتفق عليه من قبل المواطن، كما أن لديه أبواباً مستوردة من الصين وهي جيدة بل وممتازة جداً، وأشار عبد الله محمد صالح إلى أن الصناعة اليدوية في مجال تصنيع الأبواب اضمحلت أمام الأبواب المستوردة لتميز الاخيرة بالجودة والطلاء الممتاز «فرن» والتحكم الجيد في المقاسات لأن تصنيعها رقمي عبر المكابس، ومقاومة لعوامل الطبيعة وعازلة للصوت، كما انها سهلة التركيب. وبين أن معظم الناس يفضلون الأبواب المستوردة على المصنعة، وبالذات في الأبواب الداخلية للغرف وغيرها، وأشار عبد الله إلى جوده مواسير مصنع ادوارد سعد أيوب التي أحدثت ثورة في عالم تصنيع النوافذ والقرلات، وأصبح المصنع اليدوي ينافس المستورد بفضل تلك المواسير، وبين عبد الله محمد صالح أن تكلفة صناعة الباب قد توازي سعر بابين من المستورد نسبة لارتفاع سعر الحديد والضرائب وارتفاع سعر الصرف مع ارتفاع أجرة الأيدي العاملة، وبين أن سعر الباب المحلي مقاس 3 في 2 متر بفايبر يبلغ 3 آلاف جنيه، والباب مقاس 120 في 2 متر يبلغ سعره 1750 جنيهاً، والباب بنفس المقاسات السابقة بالصاج يتراوح سعره بين 1500 إلى 2850 جنيهاً، أما القرل فيعامل بالمتر، فيبلغ سعر المتر من القرل شامل الطلاء للأبواب والشبابيك 550 جنيهاً، أما المتر المربع المصنع من حديد ادوارد فيبلغ سعره 300 جنيه، والشباك المصنع من الزوي يبلغ سعر المتر منه 100 جنيه، المنور 30 في 30 يبلغ سعره 270 جنيهاً، والشباك من الحديد الماليزي سعر المتر منه 270 جنيهاً ويعد من أجود الأنواع، وبين أنهم لا يصنعون أسرة النوم المنزلية لأنها لا تغطي تكاليفها، إلا أنهم يصنعونها حسب الطلب. أما الأبواب الصينية المحكمة مقاس متر في 2.15 متر بسمك بوين سبعة ملي فسعر الباب منها 1200 جنيه، أما سمك بوين 6ملي 1100 جنيه بنفس المقاس، ويبلغ سعر بوين 5 ملي بنفس المقاس السابق أيضاً 950 جنيهاً، أما عرض 80 في 2.15 متر بوين 5 ملي سعره 950 جنيهاً، أما بوين 6 ملي فيبلغ سعره 1000 جنيه، وبوين سبعة ملي يبلغ سعره 1100 جنيه. أصحاب محلات السراميك والسقف المستعار: عدم تمويل البنوك يهدد نشاطنا التجاري بالتوقف بعد النهضة العمرانية الافقية التي عمت السودان في الآونة الاخيرة ومع ظهور كثير من طرق البناء الحديثة، وتماشياً مع روح التطور الكبير بعد دخول الاستثمار في مجال العقارات.. أصبحت أرضيات الشقق أو المنازل أو المحال التجارية تتنوع حسب لون الحوائط والأسقف.. ودخل ما يسمى «السيراميك» الذي احدث تنافسا كبيراً مع المفارش الارضية التي كانت الأسر والفنادق والمحال التجارية تتنافس في امتلاك ازهى وابهى الألوان منها، ويعد السيراميك من الأرضيات التي لقيت حظوة كبيرة لدى السودانيين في الآونة الاخيره لانتشار أنواع عديدة من الصناعات المختلفة، مما شكل نوعاً من التنافس بين الصناعات، وانعكس هذا على نوع السيراميك وسعره، مما أتاح للكثيرين شراءه وامتلاكه بمختلف صنعاته كل حسب مستوى دخله، ويتميز السيراميك بسهولة نظافته وجمال منظره، اضافة لسهولة تركيبه، كما أنه يحفظ الغرف من الاتربة والأوساخ، كما أن لأرض المنزل كسوة فإن السقف المستعار يعد تطوراً كبيراً مع ما يسمى عندنا في السودان «التلقيمة» التي كانت تصنع من الدمورية وتطلى بأشكال مختلفة تماشياً مع ديكور المنزل، وكذلك الحصير وتلوين البرش الذي كان يزين أسقف البيوت، ويعد السقف المستعار احد عوامل الجمال لأي محل تجاري أو منزل سكني أو فندق، بل يتسابق عليه كل الناس.. «الصحافة» جالت فى عالم زينة الأرض وجمال السقف المستعار الذي يتميز بجمال منظره وسهولة تركيبه وتعدد أشكاله وخفة وزنه وواقعية وحيه للطبيعة وامتصاصه لدرجة الحرارة وعزله للصوت، وتوقفت بمحل جمع بين هذه الميزات، وهو محل أنور محمد صالح الذي ارتاد هذا المجال أخيراً بعد دخوله عالم التجارة في مطلع القرن الحالي بورشة لتصنيع الحديد، ثم اخذ زمام تجارة السيراميك والأسقف المستعارة، موضحا أن هناك عدة معيقات تجابه تجارتهم وتهددها بالتوقف، تتمثل في عدم تعامل البنوك معهم في إطار التمويل لتوسيع نشاطهم التجاري الذي إن وجد سوف يساهم في التعامل بالأقساط الذي افتقده السوق في الآونة الاخيرة، كما أن الضرائب تعد معيقاً حقيقياً لهم، وكذلك الرسوم المحلية، وفي ذات مرة صدر أمر قبض عليه في يوم وقفة العيد بعد تعثره في تسديدها، كما أن الكساد الذي يضرب السوق يعد كسادا خيالياً وغير مسبوق، ولا توجد أية قوة شرائية في هذا الوقت الذي يعد موسماً شرائياً، كما أن سعر الصرف للدولار انعكس على ارتفاع رسوم الاستيراد للموردين، وانعكس هذا عليهم سلباً بارتفاع الأسعار، مما اوجد هذا الكساد، كما أن توقف النهضة العمرانية يعد احد أسباب الكساد، وكذلك سيطرة فئة معينة على سوق الاستيراد والتجارة. وأبان أنور محمد صالح أن أشهر ماركات السيراميك هو الاسباني ثم البورسلين الصيني ثم الخزف السعودي ثم المصري والسوداني، موضحاً أن سعر المتر المربع للسيراميك الاسباني سمك 10 ملي 60 في 60 يتراوح بين 170 إلي 180 جنيهاً، وكذلك الحائط منه، أما البورسلين الصيني مقاس 60 في 60 سمك 9 ملي دبل بونش يتراوح سعر المتر المربع منه بين 115 الي 125 جنيهاً، وكذلك الحائط منه، أما البورسلين الصيني 50 في 50 سمك 9ملي بونش واحد يتراوح سعر المتر المربع منه بين 110 إلي 115 جنيهاً وكذلك الحائط، أما الخزف السعودي فقد بين أنور محمد صالح أن سعر المتر المربع منه سمك 10 ملي 50 في 50 يتراوح بين 110 إلي 115 جنيهاً، أما المصري مقاس 40 في 40 سمك 8 ملي يتراوح سعره بين 60 إلي 65 جنيهاً وكذلك الحائط منه، أما السيراميك السوداني فيبلغ سعر سالومي ايطلي مقاس 40 في 40 بين 55 إلي 58 جنيهاً كذلك الحائط منه، أما رأس الخيمة مقاس 40 في 40 فيتراوح سعره بين 43 إلى 45 جنيهاً كذلك الحائط منه، فيما يبلغ سعر متر الرخام 250 جنيهاً، وقال ان اكثر أنواع السيراميك ألوانا هي المصري. وأوضح أنور محمد صالح أن السقف المستعار أو الفورسيلين انتشر بكثافة خلال العشرين سنة الماضية تماشيا مع متغيرات الزمن، ويبلغ سعر المتر المربع مع التركيب 50 جنيهاً، فيما وصل سعر المتر المربع للجبصن بورد المختلف الأشكال والمتعدد المقاسات بتركيبه 300 جنيه، ولوح العرض متعدد الألوان سعره 300 جنيه، والمصنع منه يبلغ سعره 320 جنيهاً. جناح مصنع اليرموك الصناعي: نسعى لتوطين صناعة قطع الغيار بالبلاد الخرطوم: عبد الوهاب جمعة عندما بدأ مجمع اليرموك الصناعي انتاجه الحربي في عام 1996م باعتباره منشأة صناعية متكاملة لانتاج الاسلحة والذخائر التقليدية، آل على نفسه ان تكون له مساهمة مقدرة في الصناعة المدنية وانتاج قطع الغيار لها، مستخدماً إمكاناته المادية والبشرية للنهوض بالصناعة المحلية وايجاد الحلول لمشكلاتها، «الصحافة» كانت في جناح مجمع اليرموك الصناعي بمعرض «صنع في السودان». ويؤكد مدير التسويق بمجمع اليرموك الصناعي أن رؤية المجمع هي توطين وتصنيع قطع الغيار لمصانع الاستراتيجية داخل البلاد، مشيراً الى ان بعض قطع الغيار لا يمكن الحصول عليها محلياً ويصعب توفيرها في الوقت المناسب من الخارج، مبيناً أن عدة جهات داخلية تعتبر من زبائن المجمع مثل شركات الكهرباء ومصانع السكر والسكة حديد وشركات الطرق والجسور ومصانع الاسمنت ومعظم المرافق الاستراتيجية بالبلاد، ويقوم المجمع حالياً بالتعاون مع شركة جياد للآلات والمعدات الزراعية بتنفيذ مشروع انتاج قطع الغيار والاسبيرات التي تدخل في صناعة الجرارات والآليات الزراعية. وأوضح أن مجمع اليرموك يعتبر رائد التكنولوجيا داخل البلاد نسبة للامكانات المادية والبشرية الهائلة التي يقوم بتسخيرها في مجالات الانتاج المدني لتحقيق سياسة الدولة لتوطين الصناعات المحلية، وأوضح مدير التسويق أن المجمع لديه المقدرة على القيام بكل عمليات التشغيل الميكانيكي، مستعينا بكل المخارط والفرايز وبعض الماكينات المبرمجة لاجراء العمليات المعقدة والمتعددة والمكابس ومعدات الجلخ والتنعيم، ولفت إلى أن المجمع يمتلك احدث طرق السباكة عبر أفران الصهر الكهربائي للفولاذ ومادة «الظهر» واستخدام تكنولوجيا الشمع المفقود لانتاج الاجزاء المعقدة والدقيقة، وكشف ان مصنع المطارق بالمجمع يعتبر المصنع الوحيد بالسودان في مجال الطرق من ناحية اكتمال خطوطه وتنوعها لانتاج منتجات مختلفة الاشكال والمقاسات والاوزان التي تبدأ من طن الى 10 أطنان ، واوضح ان المجمع لديه اهتمام متعاظم بالتدريب، ويساهم في تدريب طلاب الجامعات والتدريب المهني، وللمجمع شراكات مميزة مع العديد من الجامعات والمعاهد السودانية. ومن جانبه قال مجاهد الصادق من قسم تسويق مصنع البلاستيك إن المصنع تأسس خلال عامي 2004م و2005م لينتج جوالات البلاستيك من البولي بروبين، مشيراً إلى مقدرة المصنع على إنتاج سعات مختلفة من الجوالات تبدأ من سعة 5 كيلوجرامات الى 100 كيلوجرام بالابعاد والمواصفات التي يطلبها الزبون، وأبان مجاهد أن المصنع ينتج الاكياس الداخلية لجوالات البلاستيك من مادة البولي ايثلين، ويقوم بالطباعة على الجوالات حسب رغبة الزبون، ويذكر مجاهد ان المصنع بدأ في انتاج جوالات خاصة بنقل خام الكروم والفحم الحجري، مشيرا الى أن الهدف الاساسي للمصنع خدمة المجتمع باستيعاب عمالة يكون لها اثر اقتصادي واجتماعي، مبينا ان المصنع يلبي كل الطلبات بطاقة انتاجية تبلغ 54 ألف متر في اليوم.