بورتسودان : محمد علي أونور: غادر خلال الايام الماضية الي العاصمة الاريترية أسمرا عدد من قيادات جبهة الشرق على رأسهم رئيس حزب مؤتمرالبجا مساعد رئيس الجمهورية، موسى محمد أحمد ووفد من حزب الاسود الحرة وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية الذى يرأسه مبروك مبارك سليم ،وكذلك شيبه ضرار رئيس حزب مؤتمر البجا الأصل تحت التأسيس ، وتتزامن الزيارة مع العيد الوطنى لاريتريا ، الذى يصادف الخامس والعشرين من مايو الحالى، وكذلك من المنتظر ان يغادر وفد من حكومة ولاية البحر الأحمر برئاسة والي ولاية البحر الأحمر محمد طاهر ايلا الى أسمرا لذات الغرض ،كما افادت مصادر فى كسلا مشاركة حكومة ولاية كسلا بوفد برئاسه والي الولاية للمشاركة فى احتفالات أسمرا . وكانت دولة اريتريا قد توسطت بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق وتمخض عن ذلك الاتفاق الذى تم توقيعه بالعاصمة الاريترية أسمرا فى اكتوبر 2006 ،والذى بموجبه تولى موسى محمد أحمد منصب مساعد رئيس الجمهورية ،وكان موسى قد هدد فى سبتمبر الماضى ،بانهاء مشاركة حزبه فى السلطة فى حال تلكؤ الحزب الحاكم في تنفيذ اتفاقية الشرق ،كما قدم موسى تقريرا امام مجلس الولايات فى ابريل الماضى كشف فيه عن تعثر في تنفيذ اتفاقية الشرق. الا ان شميلاى محمود مدير مكتب مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد يرى ان زيارة موسى الحالية الى أسمرا تأتى بصفته الحزبية، ونفى فى حديث ل«الصحافة» ان تكون للزيارة اى ظلال سياسية تتعلق بتعثر اتفاقية الشرق ،وقال ان زيارة موسى الحالية روتينية ،وان مساعد الرئيس ظل يحرص علي القيام بها سنويا لمشاركة الشعب الاريترى اعياده الوطنية ،واوضح ان هذه هى المرة السادسة التى يلبى فيها مساعد الرئيس دعوة أسمرا للمشاركة فى احتفالات اعياد التحرير،ذاكرا منها زيارتين سابقتين شارك فيهما دولة اريتريا احتفالاتها ممثلا للحكومة السودانية . ونفى شميلاى استصحاب مساعد الرئيس لوفد كبير يضم عددا من الفنانين وفرق فنون شعبية، واوضح ان الوفد المرافق لرئيس مؤتمر البجا لا يتجاوز سبعة اشخاص من قيادة الحزب ورؤساء امانات الحزب بالولاياتالشرقية . من جهة اخرى غادر الى أسمرا الاسبوع الماضى رئيس حزب مؤتمر البجا الأصل ومستشار والي ولاية البحر الأحمر شيبة ضرار ،حيث وصل الى العاصمة الاريترية قبل نحو عشرة ايام من بداية الاحتفالات ، وحظيت زيارة شيبة الى اريتريا باهتمام فى الاوساط الشعبية والسياسية بولاية البحر الأحمر ،حيث تداولت الاوساط الشعبية انه لازال غاضباً من بيان وزير الكهرباء والموارد المائية امام البرلمان التي المح خلاله بالغاء مشروع مد مدينة بورتسودان بمياه النيل،ويعتبر ضرار من اكثر الذين ثاروا ضد قرار وزير الكهرباء . ولكن القيادى المثير للجدل عاد من اريتريا ووصل مدينة كسلا مساء الثلاثاء الماضى قاطعا دابر تلك الاشاعات ،وقال ل«الصحافة» ان زيارته لم تكن لها علاقة بعمل سياسى ،وزاد: كانت زيارة شخصية لانجاز بعض المهام الاجتماعية ، كما انني لم اتلق دعوة لحضور احتفالات العيد الوطنى لدولة اريتريا . و كانت تقارير صحفية قد اشارت عقب التوقيع على اتفاقية الشرق فى اكتوبر 2006 الى توتر علاقة شيبة ضرار بدولة اريتريا ، وراجت حينها انباء حول اعتقاله من قبل السلطات الاريترية،وذلك لاعتراضه على بعض بنود اتفاقية الشرق ،ولكن ضرار نفى صحة تلك الانباء، واكد امس الاول تجاوزه محطة اتفاقية الشرق ، واشاد بدور اريتريا فى دعم جهود السلام فى السودان ،خاصة فى شرق السودان. من جانبه افاد نائب الأمين العام لحزب الاسود الحرة حميد محمد حامد بان وفدا من الحزب برئاسة عوض مبارك سليم مستشار والي ولاية كسلا ونائب رئيس الحزب ،سيغادران خلال الايام القادمة الى أسمرا ،وذلك للمشاركة فى احتفالات العيد الوطنى لدولة اريتريا . وعزا حميد غياب رئيس الحزب مبارك مبروك سليم عن حضور الاحتفالات الى تواجده فى المانيا فى زيارةرسمية، وقال ان زيارة الوفد الى اريتريا تأتي لمشاركة الشعب الاريترى افراحه والتأكيد على متانة العلاقات التى تربط الشعبين السودانى والاريتري واشار الى ان70 % من الشعب الاريترى من اصول سودانية، على حد قوله. وبالرغم من التعثر الذى تعانى منه اتفاقية الشرق وعدم تنفيذ عدد من بنودها ،منها ملف الخدمة المدنية ،وعدم اكتمال عملية دمج وتسريح مقاتلى جبهة الشرق، واخفاق صندوق اعمار الشرق فى تنمية المناطق المتأثرة بالحرب والاقل نموا بحسب ما ورد فى تقرر رئيس جبهة الشرق امام مجلس الولايات، وكذلك ما حمله بيان اللجنة المركزية لحزب الشرق الديمقراطى الذى تترأسه الدكتورة آمنة ضرار مؤخرا والذى ذهب فى ذات الاتجاه ، بالرغم من ذلك لم يحدث ان لجأت قيادات جبهة الشرق الى الوسيط الاريترى بشأن ما تعانى منه الاتفاقية، ويقول فى هذا الشأن مقرر اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاقية والقيادى بجبهة الشرق حسن كنتباى انه ليس هنالك ضرورة للجوء الى الوسيط الاريتري فى القضايا الخلافية ،واضاف ل«الصحافة» ان هنالك آلية متفق حولها لازالة التعثر فى تنفيذ الاتفاقية ،واشار الى تفويض احزاب جبهة الشرق فى مارس الماضى لرئيس الجبهة موسى محمد أحمد للجلوس مع النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس اللجنة العليا ،لتنفيذ الاتفاقية، وقال كنتباى حتى الان لم نخطر بنتائج ما خرج به اللقاء ، لكن كنتباى لم يستبعد اللجوء الى الوسيط او الى المحكمة الدستورية ، حال استمر تعثر الاتفاقية ،ولكنه اشار الى ان الوقت لم يحن لاتخاذ مثل هذه الخطوة ،وحذر من اتخاذ اى طرف من مكونات جبهة الشرق خطوة بشكل منفرد، وقال ان هذا الامر من شأنه الإضرار بالاتفاقية.