٭ حديث كثير وحيوي ومتشعب يدور حول اغنية الحقيبة.. البعض يقول انها اسقاطات اجتماعية متمردة لفترة «المهدية» فترة حكم الخليفة عبد الله.. وآخرون يقولون انها اغنية ام درمانية محدودة تصور واقع صفوة من الشعراء والمطربين.. وهناك من ينحازون اليها ويعتقدون انها اغنية مكتملة شكلاً ومضموناً. ٭ وفوق هذا تبقى حقيقة مشعة وهي ان اغنية الحقيبة شغلت الناس كثيراً وما زالت.. بل واصبحت محطة رئيسية لكل المبدعين وعلى مر الاجيال. ٭ فتنة طاغية بجمال فذ.. كان حظنا منها ان نراها من بعيد وهي تخطو عابرة الطريق في زهو المطل بحسنه لا تنظر الى احد وينظر اليها كل احد.٭ ورآها الخليل الشاعر المفتون بالجمال المأخوذ بسحره وتربصنا بطريقها اكثر من مرة نتأمل هذا الجمال الفاتن ونسبح الله الخالق المبدع ونتبعها بأنظارنا من خلال دور الحي الافرنجي بالخرطوم كما كان يطلق عليه. ٭ واختلى الخليل بفنه يستلهمه والى عدده يناجيه وفي جلسة دار فوز ولدت اغنية جديدة تصور هذه الفتنة الطاغية التي تسعى بين دور الحي الافرنجي بالعاصمة فتأسر القلوب وتعبث بالنُهى. ٭ وبمجلسنا نستمع للاغنية من الخليل في خشوع بددته نشوة الطرب فعربدت جوانحنا واجسامنا ونحن نستمع اليه وفوز يوقعان لحن هذه الاغنية. ٭ هذه قصة اغنية جناين الشاطئ او زهرة روما كما رواها محدث الاستاذ حسن نجيلة في كتابه ملامح من المجتمع السوداني. ٭ ومنذ عشرينيات القرن الماضي ظل الناس يرددون جناين الشاطئ ولا ينسونها ابدا وفي هذه الايام اخذت العروس ترقص على نغمات وكلمات هذه الاغنية.. ولنتأمل معاً الاغنية علنا نقف على سر بقائها خضراء في وجدان الناس طوال هذه المدة: بين جناين الشاطئ بين غصون الروم حيى زهرة روما وابك يا مغروم درة سالبة عقولنا لبسوها طقوم ملكة آسرة قلوبنا نبيت عليها نقوم في الطريق ان مرت بالخلوق مزحوم كالهلال الهل الناس عليها تحوم شوف عناقيد ديسا تقول عنب في كروم شوف وريدا الماثل زي زجاجة روم القوام اللادن والحشا المبروم والصدير الطامح زي خليج الروم خلي جات متبوعة الصافية كالدينار في القوام مربوعة شوف عاليه منار موضة آخر موضة هيفا غير زنار روضة داخل روضة غنى فيها كنار شوف جبينا الهل ضو فوقه فنار منه هل الشارع منه بق ونار طالعة ما بتتقابل زي لهيب النار تحرق البتهابل والبعيد في نار هذا مع تحياتي وشكري