الخرطوم:محمد سعيد: أدانت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية، فاليري آموس، الجبهة الثورية،وقالت في ختام زيارة لها للبلاد زارت فيها دارفور والتقت رئيس الجمهورية،انها شعرت بالصدمة لسماعها تقارير مفصلة عن الهجمات الأخيرة في شمال كردفان واجزاء من جنوب كردفان. واضافت «ندين ماحدث بأشد العبارات « ،ورأت ان مايحتاجه السودان بشدة هو السلام وليس المزيد من الحرب. وأوضحت انها لم تحصل علي ضمانات من الحكومة بشأن عودة المنظمات الأجنبية التي أبعدت في السابق. وشددت فاليري في مؤتمر صحافي امس بالخرطوم على ان السودانيين عانوا بما فيه الكفاية، داعية الى وقف فوري للقتال واللجوء الى العملية السلمية وحماية المدنيين، وعبرت عن قلقها من شح التمويل المتاح للعمليات الانسانية، وقالت ان « مقدار التمويل المتاح لنا آخذ في النقصان». وكشفت فاليري ان التوترات الأمنية في دارفور في الآونة الاخيرة أدت الى فرار 300 ألف الى جانب 1,4 مليون نازح يقيمون في 99 معسكرا في انحاء دارفور. ووصفت اوضاع النازحين بالمزرية، مؤكدة انهم يعانون من نقص الخدمات الاساسية. وقالت ان هناك آلاف الاطفال الذين يولدون داخل المعسكرات ، واضافت « لقد التقيت اشخاصا عديدين وكلهم اتفقوا على ضرورة انهاء النزاعات المسلحة واعادة الاستقرار، ولايمكننا ان نسمح لدارفور ان تنزلق على شاشة رادار المجتمع الدولي خاصة وان الغالبية العظمى في دارفور تعاني من نقص الرعاية الصحية الاولية والتعليم. وانتقدت فاليري الحركات المتمردة في السودان واعتبرتها مسؤولة عن جرائم انسانية مماثلة اتهمت فيها الخرطوم في السابق من قبل المجتمع الدولي. وقالت ان السودان يمر بكثير من المصائب المتمثلة في مستويات عالية من سوء التغذية في اجزاء كثيرة من البلاد بمافي ذلك شرق السودان، حيث تم تسجيل اعلى معدلات سوء التغذية، الى جانب التحديات في جنوب كردفان والنيل الازرق، وهجمات المتمردين التي شنت في شمال كردفان اخيرا، معربة عن قلقها من استمرار القتال في اجزاء من اقليم دارفور على الرغم من انه اكثر هدوءاً عما كان عليه في السابق. وتعهدت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية، بالضغط على الحركة الشعبية -قطاع الشمال- للقبول بادخال الاغاثة عبر المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان. وقالت ان الاتفاق الثلاثي بين جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والاممالمتحدة بشأن الاغاثة لم ينص على ادخال الاغاثة عبر الحدود كما تتمسك به الحركة الشعبية -قطاع الشمال . وأوضحت انها ناقشت مع الرئيس عمر البشير الاوضاع الانسانية في السودان وتطرقت الى عملية ايقاف القتال في المنطقتين لتلقيح 150 ألف طفل، معلنة عن مخاطبتها للحركة الشعبية -قطاع الشمال بهذا الصدد لأن هناك تقارير تتحدث عن وجود معاناة في وسط المدنيين. وقالت فاليري انها لم تتلق ضمانات من الحكومة بشأن عودة المنظمات التي أبعدت في السابق ، وشددت على حرص المنظمة الدولية على عدم التوسع في انشاء معسكرات النازحين ، وقالت» نتمنى ان لانلجأ الى ذلك «. ورأت ان الاممالمتحدة بحاجة الى تغيير الطريقة التي تعمل بها بعد مرور 10 سنوات من العمليات الانسانية في دارفور لايجاد طريقة اكثر استدامة لدعم النازحين الذين ليس لديهم خيار سوى البقاء في المعسكرات وبناء جسر قوي بين العمل الانساني والتنموي . واوضحت ان وكالات الاغاثة لديها قدرات اكبر في الوصول الى المتأثرين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اكثر من العام السابق، وخاصة في النيل الازرق، وأبدت قلقها من اوضاع المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في المنطقتين.