: * دخلت المكتب المفتوح وقفت أمامها و سألتها عن الموضوع رفعت ثوبها المتساقط غطت رأسها و أشارت إلى أخرى :- - ( شوف / شادية ) ! فتحت / شادية دفتراً أزرق غائر اللون و مرت بأصبع سبابتها الرفيع فوق السطور و أخذت تتنقل من سطر إلى آخر حتى نهاية الصفحة المفتوحة ثم طوتها تفتح غيرها و غيرها و غيرها في إنتقال سريع تلتهم و تجوس بعيونها السطور المكتوبة ، توقفت عند نهاية إحدى الصفحات و رفعت عيناها في إتجاه الباب المفتوح ترد التحية في إبتسامة عريضة ، كان زميلي الداخل مشهوداً له بالمزاح الذي يضفي على تلعثمه نكهة و يفتح شهية لا يجدها غيره ، خرجنا معاً إلى المكتب القريب ثم إلى المكتب المجاور كانت الشيكات جاهزة لكن ( سناء ) أنكرت كالمعتاد ثم بحثت في الملفات المتراكمة أمامها و قالت في محاولة مكشوفة لإزالة الحرج و هي تسحب ببطء التصديق من الملف قائلة :- - ( غريبة ، تكون زرت أهلك/ العركيين ) ! و ضجت في رأسي رغبة ملحة في التكذيب :- - ( معليش ديل نحنا ساكنين معاهم بس ) ! و إزداد حرجها و هي تمسك بالقلم و توقع على الشيكات المطبوعة ثم ألقت عصاها في وجهي تتسائل و هي تمد شيكاً بالقيمة :- - ( طيب ، إنتا جنسك شنو ) ؟! حدقت في وجهها دون كلام ووجدتها فرصة سانحة للثأر فعاجلتها في برود و طلق طائش :- - ( ما عندي جنس ، أنا من أسوأ القبائل في السودان/ و الحمد لله ) و إلتقط القفاز زميلي بسرعة ووقع على إستلام الشيك و أردف في خبث متلعثماً في تعتعة :- - ( أهو .. هوووو ، أ ز ز .. ز و ز ) ثم إنطلق لسانه أخيراً و هي تحدق فيه بدهشة :- - (زيك بالضبط .. ) و لفحها الغضب و الحرج و ضج المكتب بالقهقهة و الضحك و صرصرت الأرجل تخبط تحت المقاعد و الترابيز و بحلقت ( سناء ) بعيون جاحظة في إتجاه الباب المفتوح كانت خطانا السريعة تغادره نحو الخارج و تركناها تحاول في إستماتة إستئناف الحكم / المفاجئ إلى الحضور !؟