الخرطوم: حميدة عبد الغني: السياسات الاقتصادية الاخيرة التي وضعتها وزارة المالية لتلافي اثر انفصال الجنوب، القت بظلالها على مجمل الحياة الاقتصادية للمواطنين، بيد أن اكثر تأثيرات سياسات التقشف الاقتصادي ورفع الدعم عن المحروقات وضعت معظم الأسر السودانية على حافة الاقتراب من سوء التغذية وزيادة معدلات الاصابة بالانيميا، وكان أكثر فئات المجمتع تعرضاً لتلك المعضلة هم الاطفال والنساء. وانعكست تلك الاجواء على حياة الناس، ولم يعد المواطنون يهتمون بالطريقة الغذائية الصحية، فقد انتشرت محلات بيع المشروبات الغازية والاغذية المعلبة، وادى ارتفاع اسعار الخضروات والفاكهة لعزوف معظم الاسر السودانية عنها لقلة الدخل الشهري لتلك الأسر، مما فاقم حالات سوء التغذية وانتشارها بصورة واسعة في كل المناطق، مما ادى الى تخوف الجهات المهتمة بالتغذية، وبموجب ذلك نظمت وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع منظمة اليونسيف ورشة عمل حول الأنيميا الغذائية باستخدام تحليل عنق الزجاجة بمشاركة مسؤولي التغذية بالولايات والجهات المعنية بأمر التغذية في السودان. وكيل وزارة الصحة الاتحادية أكد اهتمام وزارة الصحة بأمر التغذية في السودان خاصة وسط الأطفال، كاشفاً عن وضع موجهات كفيلة بحماية النساء والأطفال من مخاطر الأنيميا الغذائية، داعياً لتكامل الأدوار بين الجهات المقدمة للخدمات التغذوية، وزيادة نسبة التغطية بالمغذيات الدقيقة، ورفع الوعي لدى السكان بالثقافة الغذائية، وتغيير السلوك الغذائي خاصة لدى الأطفال، ومراجعة وتعديل التشريعات التي تهدف للسلامة الغذائية، وتوحيد وتطبيق المواصفات العالمية في ما يختص بالأنيميا الغذائية لضمان تقديم الغذاء الآمن. وأوضحت الدكتورة ندى جعفر أن الورشة تساعد على وضع السياسات والرؤية الكلية والخطة الرامية لمعالجة الأنيميا الغذائية بمشاركة القطاعات ذات الصلة، معددة الأسباب التي تؤدي للإصابة بالمرض، أهمها السلوك الغذائي السالب وعدم التنوع الغذائي ومشكلات الفقر، إضافة للأمراض الأخرى التي تسبب الأنيميا الغذائية كالملاريا والديدان المعوية التي تعيق امتصاص الغذاء وتؤدي لمضاعفات حادة، إضافة للوراثة المرضية وأثرها الصحي. مستشار طب الأطفال بوزارة الصحة الاتحادية، أوضح أن ثقافة المجتمع الغذائية السالبة هي التي تؤدي للإصابة بالإنيميا الغذائية خاصة وسط الأطفال مما يعيق نموهم بسبب نقصان الحديد في الجسم، موجهاً بضرورة الامتناع عن تناول الأغذية الضارة كالمياه الغازية والأغذية المعلبة، وشدد على أهمية التنوع في تناول الغذاء والاهتمام بتناول الخضروات والفواكه والأغذية الطبيعية. وقالت مديرة البرنامج القومي للتغذية بوزارة الصحة الاتحادية سلوى عبد الرحيم سوركتي، إن البحوث التي أجرتها الوزارة أثبتت ارتفاع معدلات الأنيميا وسط الأطفال أقل من عمر خمس سنوات والنساء والحوامل، مبينة أنهم يهدفون لوضع رؤية موحدة تشارك فيها الجهات المعنية بأمر الغذاء والتغذية، ووضع إستراتيجية القضاء على الأنيميا الغذائية ومحاربة السلوك الغذائي الضار. وأوصت الورشة بضرورة مكافحة الأنيميا الغذائية بالعمل على إجازة قانون سلامة الغذاء، وسن القوانين الداعمة للسياسات الغذائية بالبلاد، ومراجعة القوانين القائمة، إضافة لتكوين مجلس قومي للغذاء والتغذية، وتقديم العلاج المجاني لمرضى الأنيميا الغذائية، وتدعيم الغذاء بالمغذيات الدقيقة، وحظر الترويج للمنتجات والسلع الغذائية الضارة بالصحة العامة وصحة الأطفال، والتنسيق مع وزارة الزراعة لزراعة المنتجات الغذائية التي تساهم في القضاء على الأنيميا الغذائية، ودعا المشاركون لضرورة تعيين مرشد تغذية لكل قرية، والاستفادة من التقانة العالمية في نشر الوعي وتعديل السلوك التغذوي لدى المجتمع.