: ينظر الناس بحفاوة إلى جامعة الخرطوم، وقد سعدوا بإنشاء معهد العلامة عبد الله الطيب للغة العربية، وهذا ضرب من الوفاء يندر أن يكون موجوداً في أيامنا هذه. وقد حقق المعهد شيئاً من رسالته للراحل في التواصل بين الجامعة والمجتمع، فانفتح المعهد على الوسط الثقافي من خلال ندوة منتظمة تعالج فيها قضايا اللغة والأدب. ولقد كان الراحل متعدد الاهتمامات، راسخاً في العلم، وتنوع عطاؤه بين القصة (مشروع السدرة) والمسرح: «زواج السمر، الغرام المكنون».. الخ. ودواوين شعره التي بدأها ب «أصداء النيل» الذي أثار جدلاً في الوطن العربي، وفي النقد الأدبي كانت له كتابات أشهرها كتابه «المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها»، وقد صدر أولاً في ثلاثة أجزاء وصدر بعد ذلك الجزء الرابع في قسمين، وهو في تقدير الأدباء وطلاب العلم من أوفى الكتب في العصر الحديث التي تناولت الشعر العربي منذ ابتدائه إلى وقت تأليفه في القرن العشرين. وقد ترك العلامة عبد الله الطيب وراءه ثروة من الكتب المطبوعة والمحاضرات والأحاديث الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب تفسيره للقرآن الكريم في الإذاعة السودانية، وهذه الثروة تحتاج إلى الاهتمام والعناية بها والحفاظ عليها، فهي جزء من تراث الأمة، ونبع للمعرفة لا ينضب. كما ترك عبد الله الطيب كتباً في السيرة الذاتية عزَّ أن يكون لها مثيل، منها «من نافذة القطار» و «حقيبة الذكريات». وقد كانت له طريقته في الاستطراد والحديث، مما جعله فريداً في عصره وجعل محاضراته مقصداً لطلاب العلم والمعرفة.