مكتبة العلامة الدكتور عون الشريف قاسم.. من كلّ بستان زهرة..أهدتها أسرته للجامعة الأهلية تقديرًا وعرفانًا...كان يستاء من استلاف الكتب! كتبت: هادية قاسم المهدي -تصوير متوكل البيجاوي كان البروفيسور عون الشريف قاسم رجلاً عالمًا ومعلمًا، اتخذ من الكتب والكتابة أنيسًا له في زمانه، فلبث يبذل جهدًا مقدرًا حتى يخرج بأسفاره بالشكل الذي يرضيه ويرضي غيره حتى تعم الفائدة، فهو يعد مرجعًا في علم الأنساب وباحثًا أكاديميًا مشهور على نطاق الوطن العربي والأمة الإسلامية. فقد زود ثقافته وهو ينهل من معين القراءة الذي لا ينضب من خلال اقتنائه للكتب حتى أصبح يمتلك مكتبة ضخمة تضج بالأنواع المختلفة من الكتب.. (نجوع) نقبت عن هذا الكنز الذي تركه البروفيسور بعد وفاته فخرجت بالكثير المفيد: أكثر من ألفي كتاب (الإنتباهة) حملت أوراقها وتوجهت صوب الجامعة الأهلية حينما وردت إليها معلومات تفيد بأن مكتبة عون الشريف قاسم قد تم نقلها إلى جامعة أم درمان الأهلية، وهناك التقت عميد المكتبات بالجامعة حمد عبد الله عبد القادر الذي أوضح أن مكتبة البروفيسور عون الشريف ضخمة جدًا وهي تتجاوز الألفين كتاب، وهي كنز من كنوز المعرفة حيث تحتوي كتب متنوعة في عيون اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وفيها رسائل الماجستير التي أشرف بنفسه عليها وهي إضافة حقيقية للجامعة لأن مقتنياتها منتقاة وكتبه متميزة.. وأضاف حمد أن المكتبة تم نقلها في العام (2008م) إلى الجامعة الأهلية وهي الآن تحتل قسمًا خاصًا بمكتبة الجامعة في (الطابق الأول). كما أن بروف عون الشريف عليه رحمة الله قد تقلد منصب إدارة الجامعة في العام (1996م) وأهدى مجموعة ضخمة من (موسوعة القبائل والأنساب في السودان) و(قاموس اللهجة العامية في السودان) للجامعة. ويواصل حمد عبد الله حديثه بأن البروفيسور عون الشريف قاسم مثل عبد الله الطيب في موسوعيته وتركيزه على الثقافة الإسلامية. وأنه يوجد (مركز عون الشريف قاسم للغات) داخل الجامعة يهتم بظاهرة التخصص. وختم عميد المكتبات حديثه بأن (50%) من كتب مكتبة الجامعة إنما هي إهداءات من مكتبات خاصة. تقديرًا وعرفانًا كما تناولنا أطراف الحديث مع الأستاذ محمد عون الشريف قاسم وهو أستاذ بكلية المختبرات بالجامعة الأهلية، وقد أوضح أن (90%) من مكتبة والده آلت للجامعة الأهلية ودون أن يوصي الراحل بذلك، إلا أن أسرة عون الشريف أقدمت على إهدائها لجامعة أم درمان الأهلية تقديرًا وعرفانًا للمبادرة التي قامت بها إدارة الجامعة متمثلة في إنشاء مركز للغات وأطلقت عليه (مركز عون الشريف قاسم للهجات واللغات).. وكشف محمد عن الكيفية التي جمع بها والده (عليه رحمة الله) كتبه وذلك من خلال المكتبات العامة مثل (الدار السودانية للكتب) وغيرها من المعارض، وأخرى قد أُهديت إليه، بجانب جلبه للكتب من خارج السودان. ٭ استياء عون الشريف ويحكي قائلاً: كان يخصص والدي وقتًا مقدرًا للقراءة والكتابة، مثل بعد الدوام، وفي الصباح الباكر بعد صلاة الفجر وكلما وجد سانحة لذلك. وأن لديه غرفة خاصة للقراءة إلا أنه أحيانًا يقرأ في (الصالون) حيث تربض مكتبته، وكانت لديه غرفة ممتلئة بالكتب في الجزء الأعلى من المنزل. وأضاف الأستاذ محمد ضاحكًا: (كان والدي يستاء كلما يسلّف أحدًا كتابًا ولم يرده له؛ لذا أتى بماكينة تصوير ووضعها بالمنزل حتى يقوم بتصوير الصفحات المطلوبة من المراجع والكتب لمن يطلبها وحتى يتجنب إعارة كتبه لأحد.) ما تبقى منها بالمنزل الأستاذ أمين عون الشريف قاسم قال في إفادته إن المكتبة حاليًا تضم ما يزيد عن المائتي كتاب وهي الموجودة اليوم بمنزل الأسرة بمدينة الحلفايا وهي قد ظلت كما كانت عليه قبل وفاة والده وأنها تحتوي على كتب إسلامية وتاريخية وكتب في اللغة العربية، وترجمات إنجليزية، كما أن هذه الكتب أصبحت متاحة لأسرة الراحل حتى تستفيد منها بعد الإطلاع عليها، وكشف أمين عن الكيفية التي جمع بها البروفيسور عون الشريف مكتبته الخاصة والتي تتمثل في جمعه للكتب كتابًا كتابًا، بجانب الإهداءات التي وصلت إليه حتى خرجت مكتبته بالصورة التي هي عليها اليوم.