شعر: حميد سعيد: رمدٌ ورماد رمدٌ ورماد رمدٌ.. ورماد.. هو حال البلاد رمدٌ ليلها ورماد ونهاراتنا رمدٌ ورماد ٭٭٭ البساتين والطرقات واجهات البنايات والشرفات الأناشيد ما كتب الشعراء من غزل في حداد رمدٌ ورماد النجوم رمادية وخيوط الضياء التي تتدلى النجوم منها رمادية دارةُ شمس الصباح.. رمادية والظلال رمادية والخيول رمادية والصهيل رماد رمدٌ ورماد هو حال البلاد ٭٭٭ مدنٌ في السخام مدنٌ من سخام لغة تتشكل في مهرجان الغرائز إن الأباطرة الجاهليين.. يغتصبون الكلام والمرازبة الدمويين.. يرتجلون في كل يومٍ.. إماماً ويختلفون عليه.. ٭٭٭ مدن في السخام مدن من سخام البيوت التي من سخام الوجوه التي من سخام البلاد التي في السخام السخام يخرج مؤتزراً ببقايا من الوهم بالدم منتعلاً سفلة بعناوين خرقاء ٭٭٭ يقود المرازبة الدمويين والسافطين الأباطرة الجاهليين إلى موعدٍ تتعثر فيه المروءة في موكبٍ.. يتعفن فيه الكلام السخام يغزو القراءات يغزو الأساطير يغزو البكاء والضوء هل أخطأ الشجر الأرمل.. كل مواعيده اختار موسمه.. في غياب المحبين ثم مضى في عباءة أوهامه السود مقتفياً أثر المقبرة بليدٌ هو الشجر الأرمل وغدٌ هو الشجر الأرمل نذل هو الشجر الأرمل مر الثمار ٭٭٭ أبله صانع التوابيت في هذه البلاد ألا يحق للميت اختيار تابوته ولا وقت للموت في اختيار الذين يموتون من يصنع التوابيت؟ للبلاد؟ أبلهٌ هو الشاعر في مدن يقتل الناس فيها.. بجريرة أسمائهم.. فلمن يكتب الشعر؟! لا وقت عندي لتغيير اسمي.. ولا القلب يسعفني.. لأخاطب أصحابي الشعراء.. بأسماء أخرى!! هل اسمي سعدى بن يوسف.. أو سامي بن مهدي بغير اسميهما؟! هل أتبرأ من وردة المستحيل واستبدل الذي هو أدنى.. بأسئلةٍ ستظل معي.. وترافقني في الطريق إليها ٭٭٭ ذات عام ربما نلتقي على غير ما موعدٍ.. بزمان جميل نتوحد في وردة المنهل