واليوم أحبتي.. لا نخرج من بساتين الزهر.. ولامتعة ضياء القمر.. لا نغادر تلك الحدائق الظليلة الوارفة.. وقد دأبنا كل سبت الاتكاءة في خدر لذيذ على جذع شجرة ورافة الظلال خضراء مثقلة بالثمار.. ونحن نذوب وجداً ونتيه فرحاً.. ونستمتع زهواً.. بأغنية صاغها من عصبه ودمه ودموعه وروحه شاعر... ثم سكب فيها من روحه مطرب ترنيماً ولحناً.. ولكن اليوم لا نمشي حفاة في مرح على روعة العشب الأخضر.. بل نقف والدموع في المآقي تتحجر... والغصة تطعن في الحلق.. نقف تماماً أمام أبواب الأستاذ المبدع.. المسكون بالابداع والامتاع.. السموأل خلف الله.. اليوم أحبتي لا نقف أمام أبوابه المشرعة أبداً لقبيلة المبدعين في أروقة، بل نقف أمام باب وزارته والتي تجسد- ولعلها المرة الأولى في تاريخ الإنقاذ- المقولة المستحيلة (الرجل المناسب في المكان المناسب). اليوم أحبتي أقدم فقط شكوتي.. آملاً إذا هطل مطر الاستجابة أقدم عندها شكري.. وشكوتي.. هي ما قرأته اليوم في صحيفة حكايات.. بقلم صديقي.. البديع الجميل المشاغب حد الروعة.. النبيل حد الدهشة.. وجدي الكردي.. قرأت كلمات تقطر دمعاً.. وتفيض أسىً، وهي تحكي عن حزن مقيم وظروف صعبة وقاسية.. تجابه ذاك الذي وهب الوطن الفرح.. ونثر على دروب شعبه الزهر... وعطر ليالي بلده باريج المسك والعطر والصندل.. ذاك الذي كتب على صفق الورد.. بماء ورد.. لتضوع طرقاتنا وليالينا.. ونهاراتنا وأماسينا بعبير روعة الوفاء العطري والمزدهر.. إنه إبراهيم الرشيد... سيدي السموأل.. بالله عليك.. أفتح ذاك الملف الحزين.. لتسأل نفسك.. ونحن كنا قد سألنا أرواحنا.. هل تضيق الحياة رغم رحابتها بمن كتب (سليم الذوق).. و(لو داير تسيبنا جرب وأنت سيبنا).. و(ياوسيم الطلعة).. و(الزمان أشقاني مرة).. ثم يا السموأل.. بالله أطالع تلك الكلمات التي جادت بها قريحة ذاك النجم المضئ.. لتعرف كم هو مبدع..بديع.. وجميل ذاك الذي كتب.. (يازمن).. السموأل.. دع الزمن يتوقف لنرد عبرك بعض الدين، لذاك الذي كتب (يازمن).. يازمن وقف شوية وأهدي ليّ لحظات هنية وبعدها شيل باقي عمري وشيل شبابي وشيل عيني يا زمن رفقاً بحالي بحبيب عمري المثالي بسعادكم وبهنائكم وبشرودي وانشغالي باحساسه ومشاعره وبكل خاطر في خيالي يازمن أرحم حبايب لسه في عمر الزهور يا زمن جود عليهم بدلال قبل ما تعدي وتمر يملو فينا الدنيا فرحة ونشوة من خمرة زهور يازمن أنت جاي في النهاية ما عارف البداية يا زمن جاي تجري وأنت ما عارف الحكاية ديل حبايب عاشوا فكره للقاهم أسمى غاية