إعداد: وليد كمال: الشئ بالشئ يذكر فهنالك جملة تبتدر بفعل امر وتبادرك على يمناك قبل ولوجك مدينة ودمدنى من الخرطوم ( إبتسم انت فى ودمدنى ) بالرغم من أن الابتسام هو عنوان لدرجة من درجات الفرح وضده يخيل الى التجهم ونحن بعاميتنا نسميها (التكشيره ) وهي ايضاً عنوان لدرجة من درجات الغضب، فهما لايمكن اصطناعهما او تأتيهما بأمر انما يأتيان تلقائياً لكن يمكنك ان تأمر خليطك او كل من كان على شاكلته من اواصر الرباط بينكم بالايغضب ويفرح وان تهدئ من روعه بصياغتك لمبررات الفرح والسعادة التى تزيل عنه كآبة الحزن وكذلك كان منحى الشاعر أحمد عبدالله البنا (الفرجونى ) بقصيدته التى تحمل العنوان أعلاه والتى حملها عاصم البنا ولقد كان من قبل حملها عدولاً (صيغة مبالغة لعادل ) وعريفاً (صيغة مبالغة لعارف ) ولعلهما ضد كلمتى (ظلوماً جهولا ) ولقد شارك بها فى مسابقة إتحاد الإذاعات العربية بتونس ممثلاً لتلفزيون السودان واحرزت المرتبه الاولى كنص والثانية لحناً وأداءاً. قبل ان استرسل فى موضوع قصيدة لاتغضبي لابد لى من الرجوع لاعوام قليله خلت حيث ذهبنا نستشفى (الفرجونى وعاصم وشخصى الضعيف) (بمستوصف ) فى (سدر ام سريبه ) حاضرة ام هبج اوالمردا البطانة اولم يدعنا شاعرها لذلك : قليعات الزرق صبحن تعولهن ماطره محريباً طلق ريحة الفرير والباتره كان زرتهن فوق أب محاجماً قاطره تلقى العافية من غير بنسلين ودكاتره وعرض علينا الاستاذ الفرجونى قصيدة فصيحة تسمى عصفور النار وأدلينا بدلونا فيها تعليقاً ومناقشة أنا وعاصم بعد ان راقتنا كلمة وشعراً وموسيقى ولقد ذكرت حينها لعاصم أن يلج باباً لم يدخله احد من أبناء جيله وان يتجه شرقاً للسلم السباعي ولكن وجدت عاصم قد عقد رأيه وحزم أمره وخطط لهذا الموضوع قبل نصحي له واخذ الضوء الاخضر من الفرجوني من قبل ذلك وكأنما بأبي الطيب المتنبئ عناه بقوله: اذاكانت النفوس كباراً تعبت من مرادها الاجسام اخذنا ليلتنا تلك وحالنا يتجسد في المعاني : بتنا فريق في سروج ضوامر منا واخر في رحال عرامس سلب الكرى ألباب من ذاق الكرى منا وطار ببعض لب الناعس فالمرء يلثم سيفه وقرابه ويظنه وجنات اغيد مائس حيث الشمال عن العنان ضعيفة والسوط يسقط من يمين الفارس ولم تمر سوى بعض ايام من ذلك الشهر حتى حاك الفرجوني عدة جلابيب وقمصان من ذلك الضرب الشعري وقد دعانا لسماعه عاصم البنا في سيارته بعد أن صبغه موسيقياً ووزعه ومعي شقيقي بابكر البنا لاعب ومدرب فريق الهلال العاصمي سابقاً ووالد عاصم اثنينا عليه وباركنا سعيهما، واحسب ان جوادنا الكابح (لاتغضبي )والذي شنف اذاننا بنبأ تفوقه وشرف التلفزيون والسودان احد تلك الدرر. الأستاذ الفرجوني ذو مواهب متعددة لايعلمها الا من استظل بوارف دوحه وهذه هي الجائزة الثانية التي جلبها للتلفزيون اقليمياً وما ينطوي عليه جرابه بحر عميق تساقطت منه قطرات فقط هي التي خبرناها لكنه شجرة مثمرة طول العام وإذا ادخلنا الصناعة في ريها اومعاملتها قتلناها، ودائماً ما يلامس وترا حساسا في نفسه عندما يشدو هو : أريتم يعرفوا مسداري ويخلو زمامي للفرسان إما عاصم فهو ذو مرة يهوي مقارعة الكبار فهاهو يحمل سلاح ليقاتل به صناعه ويتفوق عليهم ويصرف أكثر من ثلاثين ألف دولار ولم تكن شيئاً لإرضاء رهطه وعشيرته (الشعب السوداني ) كما ظل يردد ذلك بنفسه بل زاد اكثر من ذلك بأن قال أنا لم أكن شيئاً لولا أن قبلني هذا المجتمع وهو من صنع عاصم البنا ، زادك الله نعمة برجاحة عقلك أخي عاصم لان جميع ال البنا لم يكونوا شيئاً لولا حبهم لكل السودانيين وحب كل السودانيين لهم ونتاج ذلك بأن وضعوهم في أعلى خارطة الثقافة السودانية وهذا تشريف لايداني ولكنه تكليف تنوء بحمله الجبال الراسيات ودين على كل بناوي (نسب حسب الاسم من غير همزة ) بان يحسن صنعته اياً كانت ويجودها وان يمتثل بديدن اسلافه خُلقاً و خَلقاً وان يردد معنا : كم شديت على تيساً بصج الناب وكم جالب زمل من جبال كساب حديث الناس كتير ما عندي ليهو حساب وانقطع اللسان ياسلمى ابوك ان عاب هذا الحب الجارف لاهلنا في كل السودان سنسرده في مقال اخر ولأناس اخر من ال البنا في مجال الفن وخلافه ان رغب القارئ الكريم في ذلك ووسع المنبر الشامخ بشموخ كتابه ومحرريه ولابد لي من شكر لهم لإتاحة هذه السانحة واحيي منهم أخي الكريم وصديقي الوفي امجد مهدي الرفاعي وأخي محمد شريف على دعوتهما للمشاركة في هذا الموضوع لعلمهما لمعايشتي له منذ أن انبرى له نفر قليل بالنقد، وقد وجد لهم عاصم العذر في خوفهم على حسن المشاركة والتمثيل باسم الوطن ونحمد الله على السداد والتوفيق للأخ عاصم بأن أضاف شيئاً لهذه البلاد. سيف الدولة عبدالله البنا