الخرطزم / وفاء طه : شهدت ساحة المتحف القومي السبت الماضي فعاليات معرض جمعية التشكيليين السودانيين بمناسبة مرور عامين على تأسيس المرسم المفتوح بشارع النيل ... افتتح المعرض والي ولاية الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر ووزير الثقافة والاعلام د. أحمد بلال قدم كلمة التشكيليين الأستاذ سليمان العريفي وقد جاء في كلمته : أن الفنون جميعها كمالات سامية بعضها ماثل في الآخر ، من رسم وتصوير ونحت وتلوين ، شعر وموسيقى ومسرح وعمارة حاضر بيننا من يمثلها ... اجتمعوا هنا في حضن نهر النيل الواسع مشاركين ومشاهدين لعرض بانورامي قدمته كل الأجيال والخبرات وفي ذلك مغزى مدرك وعميق ربط بين اهتمام الدولة وماهية الثقافة ... فبقدر الاستجابة ممن يمارسون مهنة التشكيل، ويقيني سيكون اهتمام الدولة أوسع وأشمل تكملة لما نطلب . ذر قرن التشكيل السوداني واستوى منذ زمن بعيد وامتد ظله الى كل بقاع الدنيا ، والمعينات الأساسية شحيحة وبعضها مفقود ... الذين يدركون معنى الفنون يعلمون أن التقدم الفني في كل مجالاته دلالة على رجاحة عقل الأمة أي أمة ... وبهذا الادراك هلّ علينا وجه وزارة الثقافة الولائية مدفوعاً بذراع الدكتور عبدالرحمن الخضر لنستقبل جميعا هذا الوهج التشكيلي ... ومن باشروا العمل الاداري طويلا في هذه الوزارة مثال لهم الأستاذ ماجد السر يؤكدون معنى ما يربطنا بهم من علائق تؤكدها هذه المناسبة ...وأضاف موجها حديثه للسيد الوالي : تعلمون أن الفن التشكيلي السوداني إشتق طريقه باقتدار وسكن متاحف العالم باحترام في وقت افتقده المنشأ ... السودان ... وذاك حال يلزمنا أن نرفع اليك مطلباً ملحاً وضرورياً .. نحن الفنانون التشكيليون السودانيون نمتلك قطعة أرض مصدقة من قبل مجلس الصداقة الشعبية العالمية بالحديقة الدولية وتكرم مكتب المهندس الدكتور عثمان الخير بوضع التصميمات والخرائط لتشييد الموقع بمسمى المركز القومي للفنون التشكيلية السودانية .. كل ما نطمح فيه أن تتكرم ولاية الخرطوم بقيادة سيادتكم بتوفير قدر من المال للبدء في تنفيذ ما يثبت حقنا في هذا المركز قبل أن ينزع منا لأي سبب من الأسباب ونحن منذ الآن سنجعل من عاصمتنا القومية عوالم حفية بالدهشة والجمال مصاغة من الموروث والتاريخ والحضارة السودانية بأعمال تمتع العيون والعقول معاً ... د. الخضر في كلمته أمن على الدور الذي تقوم به جمعية التشكيليين وقال أنه دور مؤسس في المجتمع السوداني والابداع بكافة أشكاله شعر ، موسيقى دراما أدب من الوسائل التي تشحذ الهمم وعبر عن سعادته بهذ العمل الذي قدمه التشكيليون وباهتمام وزارة الثقافة به واهتمام التشكيليين بالخرطوم والتي هي مسرح الفعل في السودان وأضاف نحن ساعين لنجعل من العاصمة مدينة آمنة ومتحضرة بتخطيط تبينا فيه رؤية أهل الرأي والفهم وبدأنا بالواجهات النيلية وخلخلة وسط الخرطوم لتصبح « داون تاون « لكل السودانيين ثم حاولنا ازالة كل التشوهات من واجهة النيل وثمن خلال كلمته على دور التشكيليين في العمل العمراني وقال نحن على استعداد للتعاون معهم بأي شكل من الأشكال التي يرونها ودعا الى ضرورة تكوين لجنة من التشكيليين لمقابلة الوزير للتنسيق لبدء العمل وأعلن عن أن صالة أمدرمان متاحة للتشكيليين لعرض أعمالهم بالمجان او بمبلغ رمزي على أن تكون السنة الأولى بالمجان أما بالنسبة لقطعة العرض فطلب من اللجنة المنظمة أن تأتي بالتكلفة المالية والتزم بدفعها وانشاء المركز كله من ميزانية هذا العام 2013 كما وعد المشتركين في المعرض بشراء لوحة من كل مشترك في المعرض وباعلى سعر يحدده مالك اللوحة ... د. بلال أضاف في كلمته أن الحضارات جميعها تسود ثم تبيد ولا يبقى منها الا التشكيل ..وما خطته الأيادي . ولا مستقبل بلا ثقافة وهي المدخل والحل لكل القضايا وذكر بأن الوزارة تشارك ولاية الخرطوم بأعمال ثقافية بدأت بالموسم المسرحي وأبدى أسفه للتشرذمات التي دخلت قطاع الثقافة والتي تتمثل في عدم قبول الآخر كما في السياسة وأكد على أهمية توحيد الجهود ليصبح الهم واحد وبشر بأن داخل الوزارة مبنى سيصبح معرض دائم يشرف عليه التشكيليين .... من داخل الفعالية التقيت عددا من الفنانين المشتركين بالمعرض فتحدثت بدءا مع الأستاذ أحمد حامد العربي فعبر عن ارتياحه لهذا العمل وقال لأول مرة يجد التشكيليين موقع على ضفاف النيل ولذلك نسجي شكرنا وامتنانا لوالي ولاية الخرطوم لما قام به من أعمال تدعم وتعمل على تجميل العاصمة القومية بامكانيات بسيطة خاصة على ضفاف النيل الذي عمل غيره على تقبيح واجهة النيل ببناء بعض المباني بالطوب حوله وهو حق لكل السودانيين أن يتمتعوا به وذكر بأن الخرطوم تحتاج للعديد من الحدائق والنوافير التي ترطب الجو وتخفف من حدة الحر التشكيلي ابراهيم العوام وصف المعرض بأنه تقليدي وما به تجديد رآه اكثر من مرة مضيفا ان الجمعية قدمت معارض بشكل مستمر للتشكيليين ضم العديد من اللوحات لكبار التشكيليين امثال شبرين وعتيبي ومحمد محمد صالح والعريفي وعربي والنحات وغيرهم كما تم عرض لوحات لبعض الشباب كالحضيري ولوحته ملفتة جدا ، احمد الشريف عبود وغيرهم .. هذا المعرض مستواه الفني عال والمناسبة مهمة وهي مرور عامين على انشاء المرسم الحر في شارع النيل نأمل أن يتتطور ويصبح سوق سياحي للفن بشكل أفضل . التشكيلي عبدالله جبارة أضاف لمن سبقوه أن المعرض يعبر عن استمرارية التشكيل في السودان . التشكيلي د. حيدر ادريس قال : مشاركتي في هذا المعرض بلوحتين المعرض بشكل عام جميل واضافة جيّدة ، خاصة وأن ثقافة رؤية التشكيل في السودان ضعيفة ثقافة الشعب السوداني ثقافة اطلاع وقراءة ولكن رؤية الأعمال التشكيلية مشكلة مشتركة لأن الفنون التشكيلية غير موجودة في المناهج الدراسية في السودان مثل هذه المعارض تقرب المسافات وكذلك وتمليك المواطن العادي للوحة بأسعار معقولة عن طريق نسخ اللوحة الأصل لأن الأصل عادة ما تفوق القدرة الشرائية