٭ بعد طول غياب دام لأكثر من عشرين عاماً، عاد الفنان المرهف يوسف عثمان محمد بلال النور، الشهير ب «يوسف الموصلي» الى ارض الوطن، بعد ان اختفي في عوالم الغربة وبلاد الصقيع، حيث امضى فترة طويلة في الولاياتالمتحدةالامريكية لم تحد من نشاطة الفني، ليمد روح الابداع السوداني دفئاً في بلاد «تموت من البرد حيتانها» كما قال المبدع الراحل الروائي الطيب صالح، ليعكس موسيقانا السودانية التي لم تعرف طريقها الى العالمية من خلال المهرجانات المختلفة في الولاياتالمتحدة، والتي ظل حريصاً على المشاركة المستمرة فيها، وآخرها التي اقيمت في ولايتي لاس فيجاس وشيكاغو. ٭ يوسف الموصلي نموذج للفنان الشامل، تفتحت موهبته في فن الغناء الشعبي، وغني ب «الرق» في بداية مشواره، متأثراً بالفنان صاحب المدرسة محمد احمد عوض، ولكن سريعاً ما كسر حاجز المألوف وبني شخصيته الفنية متعددة المواهب التي ما كانت تحتمل ان تحصر نفسها في الغناء الشعبي وحده، فصقل الموهبة بالعلم بعد دراسته للموسيقى، وبعدها تفجرت طاقاته الابداعية شاعراً وملحناً ومؤدياً وموسيقياً مقتدراً، واصبحت له بصمات واضحة في شارع الفن السوداني. ٭ ولم يكن غريباً على الموصلي أن يخلق له مساحة عريضة في نفوس المستمعين، وهو في بداية طريقة يلتمس الخطى في دروب الابداع، فكتب ولحن وغنى، واطل على المستمع السوداني بأغنية «بريدك يا حبيبي بريدك» من كلماته والحانه، رغم حداثة تجربته، ليتواصل ابداعه في اغنيته الوطنية «بلدنا نعلي شأنا»، لتأتي «الأماني السندسية» من كلمات الشاعر صلاح احمد عبد الفتاح، مؤكدة عبقرية الموصلي اللحنية، التي تجسدت روعتها في اغنية «الحب يا أم سماح» من كلمات الراحل حسن الزبير التي كانت بمثابة نقلة جديدة في مشوار الموصلي. ٭ واشتهر الموصلي عند الكثيرين بانه موسيقي اكثر من كونه فناناً، ولكن لا نجد وصفاً دقيقاً لحالته المتفردة، الا ان نناديه بالمبدع الشامل، فالموصلي له بصمات حية في الموسيقى، السودانية وقدم نماذج كان من الطبيعي ان يكتب لها النجاح والخلود، فوزع عدداً من الأعمال التي تربعت على قمة الغناء السوداني «سوف يأتي لمحمد الامين، امطرت لؤلؤاً، لعبد الكريم الكابلي، وكاست الحزن النبيل للراحل مصطفى سيد أحمد» فأعماله المتفردة كثيرة ولا يمكن حصرها في هذه المساحة. ٭ الموصلي فنان صاحب افكار جريئة وجديدة في خارطة الغناء السوداني، فقدم فكرة «المقطع الواحد» لتكون اغنية كاملة الدسم، وهي فكرة جديدة لم تكن مطروقة في السابق، ولكنها نجحت واصبحت من الاعمال الخالدة، وقد تجسدت في أغنية «على قدر الشوق»: على قدر الشوق ما يمد مديت على قدر غناوي الشوق غنيت ومشيت عديت فوق الأزمان شايلني حنان فنان مرهف بقول دوبيت [email protected]