بورتسودان:محمود ود أحمد: ما ان غادرت الطائرة التي كانت تقل النائب الاول لرئيس الجهورية مطار بورتسودان ،عقب زيارة قصيرة سجلها للولاية اواخر الاسبوع الماضي وبرفقته عدد من الوزراء ومنهم وزير المالية ،حتي علت الدهشة والحيرة وجوه الكثير من المراقبين بالبحر الأحمر ،الذين تباينت رؤاهم حول استقبال الولاية خلال اسبوع واحد سبعة من قيادات الدولة ،ويري تيار ان هذا الامر ليس طبيعيا ويخفي وراءه أسراراً ،الا ان التيار الثاني ينظر لزيارة الرسميين من المركز من زاوية مختلفة ،ويعتقد اصحاب هذا التيار ان النائب الاول والوزراء الاتحاديين اكدوا من خلال زيارتهم العملية اهتمام الحكومة بقضايا المواطنين بالولاية الساحلية. وكان النائب الاول لرئيس الجمهورية ، علي عثمان محمد طه، قد سجل زيارة لولاية البحر الأحمر استغرقت عدة ساعات برفقة وزير المالية علي محمود وعدد من الوزراء والمسؤولين،وأكد وزير المالية في مؤتمر صحافي عقده بمطار بورتسودان ، التزام الوزارة بانفاذ موجهات النائب الأول بحل مشكلة المياه بالولاية ،وقدم شيكا ماليا بمبلغ مليون دولار وشيكا آخر بمبلغ 2 مليون جنيه ، وعقد شراء عشرة تناكر للمياه ،وذلك في اطار الحلول الاسعافية لمشكلة المياه ،معلناً الالتزام بتنفيذ مشروع مد مياه النيل للولاية وفق الدراسة الخاصة بالمشروع . من جانبه، أعرب والي البحر الأحمر ،محمد طاهر إيلا ،عن شكره وتقديره للزيارة، مشيدا باهتمام النائب الأول بقضايا الولاية المختلفة ،مؤكدا ان الولاية آمنة ومستقرة وقادرة علي العطاء وفي مقدمة الصفوف في الدفاع عن العقيدة والوطن. وتفقد النائب الأول والوفد المرافق له، مشروعات التنمية والخدمات بولاية البحر الأحمر وذلك في اطار زيارته للولاية امس،وقام طه بجولة شملت المدينة الصناعية ومؤسسة الكفالة المجتمعية ومؤسسة التمويل الأصغر وبنك الطعام والمستشفى الايطالي للأطفال ومحطة تحلية المياه «د» لبورتسودان،وأطمأن النائب على انفاذ التوصيات الخاصة بمعالجة مشكلة المياه بالولاية. وكان وزراء الدفاع والاستثمار والمعادن بجانب والي الولاية قد استقبلوا منتصف الاسبوع الماضي بمطار بورتسودان المستثمر السعودي الامير فيصل بن مقرن بن عبد العزيز ،الذي زار الولاية بغرض بحث اوجه الاستثمار. وماجعل هذه الزيارات مثار اهتمام وتباين في الشارع بالولاية ،عدم تضمين اللقاءات الجماهيرية في جدول اعمالها ،ففي الوقت الذي اعلن فيه تشريعي الولاية حالة الاستنفار والتعبئة ، توقع مراقبون ان يخاطب النائب الاول ووزير الدفاع المواطنين ،الا ان ذلك لم يحدث وهي المرة الاولي التي يزور فيها طه البحر الأحمر دون ان يخاطب حشودا جماهيرية. ويعتبر مراقبون ان حالة الاستفهام التي خلفتها زيارات قادة المركز تبدو موضوعية لجهة انه لم يسبق ان شهدت الولاية من قبل هكذا اهتمام، ويعزون ذلك الي ان المركز استشعر خطورة الاوضاع في الولاية وذلك عقب تلويح عدد من اعضاء البرلمان الولائي باجراءات اذا لم تحل قضايا الولاية وتنصف من قبل المركز وتمنح حقوقها كاملة ،ويشيرون الي ان المركز احسن صنعا وهو يوفد النائب الاول لزيارة البحر الأحمر وبمعيته وزير المالية ،معتبرين ان ذلك اسهم في نزع فتيل الأزمة وتخفيف حدة الاحتقان. الا ان القيادي بالمؤتمر الشعبي علي جامع يعتبر ان ثمة احداث اجبرت قادة المركز علي زيارة الولاية ،وقال ان الفترة الماضية شهدت الكثير من التعليقات الساخنة بحق المركز من قبل قيادات المؤتمر الوطني بالولاية ،معتبرا زيارة والي الولاية الي ارتريا للمشاركة في اعيادها الوطنية وتلويح بعض اعضاء التشريعي بالانفصال ربما تكون من الاسباب التي دفعت المركز للالتفات الي الولاية،الا ان علي جامع يعتبر أزمة المياه التي تشهدها الولاية مفتعلة وان حكومة الولاية زجت بالمواطنين في اتون معركة ضد المركز لاعلاقة لها بها. ويشير الدكتور طه بدوي الي ان زيارة قادة المركز الي الولاية جاءت حسب وجهة نظره لاسباب موضوعية،مشيرا الي ان هناك تضاربا في الصلاحيات والاختصاصات بين المركز وسلطات الولاية في عدد من القضايا ،وانه كان لابد من حسمها خاصة تلك المتعلقة بالاستثمار. فيما يعتقد مدير كلية الامير عثمان دقنة ابراهيم ضرار ان هذه الزيارات تؤكد افتقار الحكومة للمؤسسية ،مشيرا الي ان أزمة المياه التي تشهدها الولاية مفتعلة لاجندة خفية تخص حكومة ايلا ،معتبرا مشروع توصيل المياه من النيل وعداً لن يتحقق. وبالمقابل يري القيادي جعفر بامكار ان زيارات قادة المركز للولاية طبيعية وتؤكد اهتمام قيادة الدولة بمشاكل مواطن الولاية. فيما ينظر مدير تحرير صحيفة «بورتسودان مدينتي» حسن حمدتو الي الامر من زاوية مختلفة ،ويشير الي ان الهدف من زيارة النائب الاول يتمثل في تهدئة الخواطر،ويعتقد ان لزيارة النائب الاول الكثير من المعاني والمدلولات التي تؤكد ان المركز بدأ يهتم بصورة جادة بقضايا الولاية.