الخرطوم: عبد السلام الحاج: في مبادرة جميلة تم في الاسبوع المنصرم تدشين فيلم «سوداننا» وهو فيلم قصير يهدف لإلهام الجيل الجديد، ويحملهم على التفكير بشكل مختلف عن أنفسهم ومستقبلهم، ويحثهم على الايمان بأن المستقبل ليس هو ما سوف يحدث تلقائياً، ولكنه ما يمكن أن يكون عندما يعملون من اجله، وأنه خيارهم لذلك بإمكانهم صناعته تماماً كلمسة ريشة تحاول إعادة تنظيم لوحة سريالية لتبدو أجمل وأرقى لتعكس معنى من معاني الحياة. ويحكي فيلم «سوداننا» قصة جيل من الشباب والشابات الذين نشأوا في عالم من الاضطراب والتغيير الكبير، ويبدو أن أحلام الجيل القديم قد حاصرتهم، وكيف أنهم وضعوا الماضي دوماً في صورة افضل من الحاضر، وأن سودان الأمس أفضل من سودان اليوم، عندما كان ذلك الجيل يذهب ويتغرب وينهل من العلوم والمعارف في اوربا وامريكا ثم يعودون بخبراتهم الى ارض الوطن، ليحققوا نجاحات تلو الاخرى في شتي المجالات، الأمر الذي جعل هذا الجيل من الشباب في محك حقيقي، لذلك يعبر هذا الفيلم عن تطلعات هؤلاء الشباب وآمالهم في الغد، ويبرهن لهم أن ليس من الضروري ان يكونوا نسخة طبق الاصل من الجيل القديم، إذ يوضح الفيلم لهؤلاء الشباب أن جيل اليوم جيل يدعو للفخر أيضاً، فبالرغم من قسوة اليوم وافتقاره لمعطيات الأمس فإننا نجد أسماء سودانية رائدة أنجزت في مجالات عدة، ويبرهن لهم ايضا ان السودان غني بمصادره وتنوعه وجغرافيته، إلا أن أغلى كنوزه هي «الإنسان السوداني» المتعطش للعلم والمتطلع للأفضل ، انسان يضحي ليتفوق على نفسه رغم التحديات، ويعرض الفيلم وجهة نظر جديدة تحاول الاحتفاء بوعد السودان وقلبه النابض، وتدعوهم إلى أن «يحلموا حلماً جديداً، هو حلم جيلهم». فيلم «سوداننا» خرج من رحم محادثة الدكتور طارق هلال من خلال منصة تيدإكس الخرطوم 2012م، وتم اختيار تلك المحادثة ضمن «4» محادثات أسبوعية يتم اختيارها من قبل المحررين في كل مؤتمرات تيدإكس عالمياً لتعتلي صفحة تيدإكس في موقع تيد دوت كوم، كما تم اختيارها ضمن «10» محادثات يجب على كل أمريكي مشاهدتها قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012م. يذكر ان الفيلم انتج من نسختين، العربية والانجليزية، وشارك فيه اكثر من عشرين شاباً وشابة يمثلون كل الاعراق والخلفيات السودانية، لتعكس الاختلاف الصحي والتنوع الثقافي الجميل الذي يزخر به السودان، والفيلم من تصوير المخرج الشاب إبراهيم مرسال و Rhea schmitt ومن إخراج Rhea Schmitt .