تقرير: فاطمة رابح: يصل صباح اليوم الخرطوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بعد زيارته للعاصمة الاثيوبية اديس ابابا ، لنقل رسالة شفاهية من الرئيس المصري محمد مرسي الي نظيره رئيس الجمهوريه عمر البشير، بشأن العلاقات بين البلدين. وبحسب صحيفة الاهرام المصرية فإن مهمة وزير الخارجية في كل من أديس أباباوالخرطوم تتركز علي بحث ملف رئيسي يتعلق بتداعيات سد النهضة الأثيوبي وانعكاساته الخطيرة علي البلدين في حال إصرار الجانب الإثيوبي المضي في تنفيذه بمواصفاته الحالية. ويبدو ان مصر الرسمية بدأت تشعر بخطورة الوضع بعد تأكيد اثيوبيا تصميمها على المضي قدما في انفاذ مشروعها الاكبر وقول المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية إنه لا فائدة من مطالبة مصر بوقف بناء سد النهضة، معتبرا ان المشروع أمر غير قابل للتفاوض. وكان السفير الاثيوبي في الخرطوم اكد تمسك اثيوبيا بقيام السد وقال في ندوة عقدت بالخرطوم الاسبوع الماضي انه (لا تستطيع دولة ان تقول سأطعم شعبي واطور بلادي بينما شعوب أخرى تموت جوعا ويغيب تطورها)، يفاقم من خطورة الوضع ان دولة جنوب السودان اعلنت على لسان الأمين العام للحركة الشعبية في جنوب السودان (الحزب الحاكم)، باقان أموم، الخميس الماضي، عن عزمها الانضمام للاتفاقية الإطارية لتقسيم مياه النيل المعروفة «عنتيبي»، مؤكدًا دعم بلاده لبناء سد النهضة الإثيوبي. وقد قابلت الخارجية السودانية زيارة وزير الخارجية المصري المرتقبة هذا النهار بالترحيب وقال الناطق الرسمي للخارجية السوداني ابوبكر الصديق ان الزيارة طبيعية بين البلدين ومهمة في نفس الوقت وتأتي ضمن الزيارات المستمرة بين مصر والسودان، وقال الصديق ان وزير الخارجية المصري سيلتقى بالرئيس البشير فى الثانية ظهرا لينقل اليه رسالة من مرسي تتعلق بالعلاقات بين البلدين والتعاون حول مياه النيل والتطورات الاقليمية والدولية ذات الصلة، وابان ان هناك جلسة مباحثات بوزارة الخارجية فى الثانية عشرة ستلتئم بوزارة الخارجية يرأسها من الجانب السوداني صلاح ونسي الوزير المناوب ورحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية وسيف الدين حمد مستشار الموارد المائية ومديرو الادارات المعنية بالوزارة، فيما يترأس الجانب المصرى على حنفي نائب وزير الخارجية للشؤون الافريقية ونائبة وزير الخارجية لمياه النيل. بينما استقبلت بعض القوى السياسية انباء الزيارة بتوقعات حيث ان بعض الاصوات في المعارضة تنبأت بوجود اجندة غير معلنة تحملها حقيبة مصر بما انه لاشئ يهم مصر الان سوي قضية مياة النيل. ويري الفريق صديق اسماعيل نائب رئيس حزب الامة القومي ان علاقة البلدين ازلية ومميزة وان زيارة الوفد المصري جاءت في وقت فية الكثير من المماحكات بينهما بخصوص الموقف من قيام سد النهضة وان الدبلوماسية المصرية همها الان هو التحرك في هذا المنحي لازالة اسباب العكننه بين الشعوب وحسبما اشار صديق فإن السودان ليس طرفا في ازمة مياه النيل لكنه يمكن ان يعالج مثل هذة القضايا مراعاة للمصالح المشتركة التي تجمع بين الدول الثلاث ولا تفرق بإرادة صادقة، وان التحرك المصري في هذه القضية امر مشروع، لافتا الي ان رموزا سياسية سودانية قامة بينهم الصادق المهدي كثيرا ما حرصوا علي ان لاتهتز الدول وشعوبها في دول المنبع والمصب بسبب التمسك بمواقف لا تخدم شعوب المنطقة. من جانبه، يقول علي نايل القيادي بالاتحادي الديمقراطي الاصل ان على السودان ان يلعب دور الوسيط بين اثيوبيا ومصر في وضع معالجات وان تجري محاولات لصالح مصر ليست بالطبع ان تكون ضد اثيوبيا لافتا الي ان العلاقة الحميمة مع مصر ينبغي ان لا تقف في حد ان السودان لن يتضرر بقيام السد واكد بأنه لا مجال للشك في ان مصر تتحرك بالوسائل الدبلوماسية بأعلي المستويات، متوقعا ان يكون لدى مصر رأي غير معلن تنوي بحثه مع السودان فيما يخص قضية قيام سد النهضة وتريد ان تضمن موقف السودان، منبها الى ان للسودان ملفات شائكة مع مصر تحتاج الى نظر وبحث ايضاً، متسائلا (لماذا لم يأتوا من قبل لمناقشتها)؟ وهنا يمكن الاشارة الى ما كان قال به الكاتب المصري فهمي هويدي إن الأمور بين السودان ومصر تطلب ليس فقط مزيدا من المصارحة والمكاشفة، وإنما تتطلب أيضا إرادة سياسية شجاعة ومخلصة، تطوى صفحة الحساسيات وسوء الفهم، ومن ثم تضع علاقة القاهرةوالخرطوم فى مسارها لصحيح، لان المصائر لا ينبغى أن يتم التهاون فيها والتعامل معها بالاسلوب التقليدى للبيروقراطية، الذى ثبت أنه كان معوقا طول الوقت. الخبير الاستراتيجي دكتور عمر عوض الله المح الي ان مصر قد تطلب من اثيوبيا تأجيل او تعديل الجدول الزمني لقيام السد وان الامر سيجعل مصر ترسل رسالة الي شعبها في ان مساعيها ناجحة لحل المشاكل التي تترتب من قيام النهضة ولن تفرط في حقوقها لكن يكمن التحدي في السؤال ما اذا كانت اثيوبيا ستتجاوب مع تلك المطالب التي ربما ضمنها الوفد المصري في اعقاب زيارته لها، واعتبر الخبير الاستراتيجي دكتور عوض الله ان مصر تسعي لتطمين الشعب المصري المعبأ اصلا من قيام السد وهي التي كانت تعلم منذ وقت طويل مراحل تنفيذ و قيام السد لاشك انها تريد ان تنجح في زيارتها للسودان بمزيد من التنسيق بين الدول الثلاث، وقارن بين الموقف الرسمي لحكومة السودان المتحد مع شعبها الموحد مع قيام سد النهضة وبين الموقف الرسمي الحكومي المصري المتباعد مع شعبه الذي يحمل الاخير حكومته مسؤولية التفريط في مستحقات مصر المنصوص عليها في اتفاقيات مياه النيل، وقال ان كل هذا يجعل الحكومة المصرية في تحركها لاقناع شعبها بأنها لن تقف مكتوفة الايادي ازاء التطورات الاخيرة.