: شباب ترجلوا عن صهوات جيادهم افتدوا الوطن.. صانوا عرضه وارضه وحفظوا كبرياءه، اولئك هم الشهداء السعداء المقبولون أكرم من في الدنيا وانبل بني البشر لذا كانوا شموساً في دجى ظلم الزمان، فكان لزاما علينا ان نغوص في فكرهم ونتحسس ما كانوا يكتبون في مساجلاتهم وما يثبتونه في مذكراتهم علنا نعي شيئاً مما وصلوا اليه من قناعات جعلتهم شهباً تضيء لنا الطريق. وشهيدنا دفع الله الحسين حين يكتب رسالاته الثلاث والبادئة باخوته المجاهدين يحثهم على مواصلة الجهاد أينما كان وكيفما كان. والثانية كان قد وجهها الى قادة الاصلاح بكل تياراته الموالية والمناوئة بالا يتبعوا مكايد السياسة وغلو السياسيين. والثالثة وجهها الى قيادة واعضاء الحركة الاسلامية بان قد أزفت واسرافيل يستعد للنفخ الأخير. لعلنا اطلعنا على هذه الرسائل الثلاث وليتنا تلوناها بتأنٍ وفككنا شفرتها وعرفنا محتواها وأقررنا بتقصيرنا وحاولنا ان ندرك ما فات من فرط أمرنا وكففنا عن اتباع شهواتنا علنا ندرك شيئاً مما ذهب اليه شهيدنا. نعم هي خطى كتبت علينا فمشيناها تنكراً لمشروعنا الحضاري واغرقنا انفسنا في ملذات الدنيا الفانية فضعفت بذلك قوتنا وتشظت صفوفنا وزاغت ابصارنا وحادت قلوبنا عن الطريق فالعدو في ابو كرشولا وام روابة هو نفسه العدو في هجليج وهو هو ايام الميل 04 «علي عبد الفتاح وصحبه الشهب النجوم». واليوم انبوب النفط يغلق من جديد ودهاليز السياسة حبلى بالمفاجآت ومجالس المدينة تتحدث عن خطة الحركات المتمردة لضرب احدى المدن الشمالية دنقلا الدبة مروي والدخول الى ام درمان من البوابة الشمالية وحتى المجالس حددت مواقع ارتكاز التمرد «خور برنقة وغبيش وجبل عامر وابو عجورة واخاف ان تصدق المجالس في همسها!! وعلى خطى شهيدنا صاحب الرسالات الثلاث فان شهداء الانقاذ كثر ولكن كذلك المتخمون من فرط كنزهم الذهب والفضة ثم لا ينفقونها في سبيل الله!! لا شك عندي هم نفر كثير. البدر المكمل نعم مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها!! لكن الطفل يغدو راجلاً يروح ويغدو بعد ان يتعلم المشي خطوة خطوة وهذه طبيعة الخلق.... لكنا رغم ذلك ترانا نتعثر في مشينا وخطونا رغم اننا ما زلنا نتغنى «يمنة ويسرى على خطى الشهيد»!! عزيز انت يا وطني رغم قساوة الزمن!! عزيز أنت يا وطني رغم ضراوة المحن!!