حوار: عبد السلام الحاج: شذى أحمد عثمان ، شاعرة سودانية شابة، سجلت حضورها الخاص قبل سنوات، وحققت بكلمات أشعارها المنثورة بالعامية السودانية نجاحات لا حصر لها، وايضا لها تجربة في الشعر الغنائي، كما انها ناشطة اجتماعية فاعلة، ولديها أعمال شعرية تنشر بصفة راتبة على الصفحات الفنية، وشاركت في عدد من المنتديات الشعرية والبرامج داخل وخارج السودان، بالاضافة الى انها كانت احدى المشاركات في برنامج «عشق الكلمات» ضمن برنامج «صباح الخير يا عرب» على قناة MBC.. ووصلت الى نهايات المسابقة، وكانت ضمن الشاعرات الثلاث الاوائل.. جلسنا معها فخرجنا منها بهذه المحصلة. ٭ كيف ترسم الشاعرة شذى بداياتها؟ بطريق من الورود أجملها وردة الأهل والأصدقاء وتشجيعهم وبدونهم ما كنت. ٭ يقولون «الشاعر الحقيقي حكيم وطفل»، ماذا يعني لك هذا؟ الشاعر الحقيقي حكيم بوصفه وينقل احساسه بصورة مُنمقة وجميلة، وهو طفل لخروج الحرف بكل براءة وعفوية دون قيود. ٭ ما هي الشروط الضرورية التي ينبغي توفرها بنظرك في الشاعر الناجح؟ لكي يكون الشاعر ناجحاً لابد من بوحه الشفيف الذي يلامس كل قضايا وهموم الانسان في كل أحواله. ٭ لحظة تفجر القصيدة عندك.. هل هناك فصول، أم هو مطر مدرار؟ القصيدة عندي هي مطر في الصيف وثلج في الخريف، ولا مكان ولا زمان محدد بل الموقف او الاحساس عندما يلمسني أقوم بالكتابة فوراً دون تردد، وغالباً ما اضطر للكتابة في الهاتف الجوال خشية أن تضيع بعض بنات أفكاري عند بحثي عن ورق!! ٭ ما هو تأثير سحر الأنثى وجمالها على حضورها الشعري؟ ليس هناك تأثير يذكر بنظري، لأن الشعر إحساس منبعه الدواخل وليست له علاقة بالشكل، ومن كانت دواخله مفعمة بالحيوية يكون حضوره الشعري مميزاً بلا شك. ٭ هل ترضين بمصطلح الشعر النسائي؟ نعم، وهو بالتأكيد أجمل وأصدق من الشعر الذكوري نسبة لرومانسية المرأة الزائدة، بعكس الرجل. ٭ هل تعاني الأنثى من ضيق المساحة المتاحة لها إبداعياً؟ هناك ضيق عام في المجال الشعري في السودان، إذ أغلب الاهتمام موجه للأغنية والمغنين، ناسين دور أهم عنصر في نجاح الأغنية ألا وهو شاعرها. ٭ يقول ديكارت: «أنا قلق إذن أنا موجود»، هل القلق شرط لوجود شذى هي الأخرى؟ نعم وبالتأكيد المعاناة تولد الإبداع. ٭ حين تعود شذى إلى أعماق نفسها، كيف تراها حقيقة ؟ لا أدري ماذا أقول، ولكن دعني أرد بجزء من نص لي: وصلت مرحلة فجأة تبكي بدون سبب؟ وتحس أنك حزين وسط فرحة وطرب؟ وتسرح بعيداً وفي النوم لاقي التعب؟ بس يا الله الصبر لمن تقرأ الشاعرة شذى ؟ ليس لشاعر محدد بعينه، ولكن تجذبني بعض القصائد للمبدعة روضة الحاج والتيجاني يوسف بشير، وإسحاق الحلنقي، وأعشق كل الشعر الدارجي البسيط. ٭ تقولين في احدى قصائدك «في نص اقتراحات القدر... جاءتني ابتسامة مليانة بي شهقة ندم» ما بين الابتسامة والندم ؟ الابتسامة في وجه شخص غلط في حقك أكثر شيء يؤلمه، وقد لا يستحق الندم بل ابتسامة تكفي لأنك اسمى من ان تعاتب شخصاً قد خان. ٭ يا شذى «لما الدنيا تقسى عليك»؟ عنوان لمجموعتي الشعرية الاولى، وسوف ترى النور في قادم الايام بإذن الله: لما الدنيا تقسى عليك وتفضل في الدروب وحدك ولما تخاف ظلم دنياك يدسك من صحاب عُمرك تعال لي زول بعزك جد قاسم هموبي همك أصلو الدنيا مرات ليك ومرات واقفة بس ضدك ٭ انتشار قصيدة الشباب على النت أهو مهرب من الملاحقة النقدية للتأسيس على أرضية غير تقليدية أم منبر للنشر؟ ليس مهرباً بقدر ما هو منبر لمعرفة آراء أكبر عدد ممكن في القصائد التي أكتبها، نسبة لأننا في زمن العولمة، وانتشار الفكر عبر الاتصالات اصبح اكثر. ٭ ما هي أكثر قضايا المرأة التي تشغلك؟ أكثر ما يؤلمني ظاهرة العنف ضد المرأة بكل أنواعه، لأن هذا الكائن الملائكي يجب أن يستحق كل التقدير. ٭ شذى تكتبين بالعامية ومقلة جدا في الفصحى؟ نعم لأنني أجد نفسي أكثر في العامية لأنها أبسط وأصدق، ولدي نص وحيد بالفصحى اسمه «أو تدري» وقد سميته «وحيدتي الفصحى» ٭ شذي والنقد؟ أرحب بكل نقد بناء من شخص ملم بالأدب والشعر ولديه تجربة في هذا المجال فقط لا غير. ٭ ماذا عن مسابقة برنامج «عشق الكلمات» ضمن برامج «صباح الخير يا عرب» الذي كان على قنوات «إم. بي. سي»؟ مسابقة عشق الكلمات هي أجمل وأول مشاركة خارجية لي، وكانت في قناة ال «إم. بي. سي»، وقد شاركت بتشجيع من الوالدة، وبدأت المنافسة بين «48» شاعرة من مختلف الدول العربية، وكانت من عدة مراحل، وبحمد الله تمكنت من الوصول إلى التصفيات النهائية المكونة من ثلاث شاعرات بفضل تصويت الجمهور. والتحية من هنا لكل من دعمني من الاهل والاصدقاء والمنتديات مثل منتدى المقرن وكل الزملاء بكلية العلوم الرياضية جامعة الخرطوم. ٭ هل الأجهزة الإعلامية مقصرة تجاه الشعراء الشباب؟ لا أقول مقصرة بقدر هي تركز على بعض الشخوص دون غيرهم. ٭ شاعرة شابة لفتت نظر شذى؟ نضال حسن الحاج. ٭ لديكِ تجربة في الشعر المسموع حدثينا عنها؟ الشعر المسموع أقرب وأسهل في التلقي، ولدي عدد من الاعمال المسموعة من مونتاج عبد الله شرف الدين ومعاوية «الأسمر الكناري» مثل «لما الدنيا تقسى عليك» و«بلاك إنتا» و «أو تدري؟» و«ملأ قلبي ريده» وغيرها. ٭ شذى وبرنامج «شذى الكلمات» في اذاعة المقرن وأم در كافى؟ إذاعة المقرن إذاعة جميلة تابعة لمنتديات المقرن السودانية، وأسعدني أن أكون ضمن طاقم المذيعين فيها، وكانت فترة جميلة قدمت فيها العديد البرامج، وايضا اعتز بمشاركتى فى برنامج «أم در كافى» بفضائية امدرمان، الى جانب المصور الفوتوغرافى ناجى الملك والمذيع الشاب محمد عثمان والفنان جمال المصباح، وهو من تقديم الاعلامية آلاء أحمد. ٭ كم عدد القصائد التي كتبتها حتى الآن؟ لا احسب ما خطه إحساسي، ولكن إحساسي يقول انها قرابة ال «50» قصيدة. ٭ هل من الضروري أن يكون للشاعر لون سياسي؟ لا الشاعر لونه إحساسه فقط، ويا حبذا لو كان بعيداً عن السياسة. ٭ ماذا أضافت لك الشهرة وماذا خصمت منك؟ لم اصل بعد لمرحلة الشهرة بمعناها الحقيقي، بل اتمنى ألا اصل لها، ويكفيني فقط من يقرأ لي صدفة أن تعجبه كتاباتي، لأن رسالة الفن لا تحتاج للشهرة، فهناك كثيرون مشهورون ولكن.. ٭ هل صحيح ان الحزن هو صديق الشعب السوداني؟ الحزن صديق كل من فيه قلب ينبض!! ٭ ماذا عن الشعر الغنائي؟ لدي العديد من القصائد الغنائية، وقد لُحن لي عدد من النصوص، وقد تعاملت مع بعض الفنانين الشباب منهم الفنان محمد الكناني في أغنية «قول آمين» والفنان الشاب مدثر الامام في اغنية « صدق إني حلمت بيك» وغيرهم. ٭ براحات الوطن في أشعار شذى كيف تبدو؟ الوطن مدخل قصيدة لكل شاعر. ٭ ما هي آخر القصائد الشعرية التي كتبتها؟ آخر قصيدتين كتبتهما قصيدة «جرح الغرام» وقصيدة بعنوان «خوف».