الخرطوم: تهاني عثمان: رن هاتفه الجوال ثلاث مرات متتاليات دون ان يرد على المكالمات، ورغم ملاحظتها ذلك الا انها لم تسأله عن سبب عدم الرد، وبعد دقائق لم تتعد الخمس جاءت نغمة اخرى تشير الي ورود رسالة جديدة رفع زوجها الهاتف وفتح الرسالة وظلت تراقب عن كثب اللحظة التي يترك فيها الهاتف والتقطته.. ولكن في صندوق الوارد لم تجد الرسالة الاخيرة وكانت كل الرسالة رسائل الشبكة، كما لم تجد الرقم الذي ترددت مكالماته، فاشتعلت بداخلها نار الغيرة، وما ان سألته حتى انفجر في وجهها غاضبا، فلم يكن منها الا ان قاطعت موجة انتهاره لها قائلة: طلقني.. فصمت بينهما الحديث لبرهة ولم يكن بعد ذلك منفذ اقرب له من الباب، فاقبل عليه مغادراً المنزل. ما استدعي إلى ذاكرتي هذه القصة حديث تلك السيدة مع رفيقتها عندما كن يسرن امامي، فقالت احداهن للاخري: لا يعني هي كل ما يسألوها ولا ما يعجبا الكلام تمشي بيت ابوها وتقول ليهو طلقني، لكن غلطان اخوك المن الاول سكت ليها وعودا.. طلب الطلاق في كل شاردة وواردة ولاسباب لا تستحق يكاد يكون اقرب الى العادة لدى كثير من النساء، ولكن درجة استجابة الرجل وحكمته في التعامل مع الموقف هي التي ترسم مدى استمرارية الحياة الزوجية، وفي هذا الحديث تقول الحاجة فاطمة بت جادين: رجال الزمن ده ما بصدقوا الواحدة تقول عايزه تتطلق.. المسؤولية غلبتم تب ، عشان كدا ما بنصح واحدة تجيب سيرة الطلاق لي راجلا الا اذا كانت دايره الطلاق بالجد، وتقول سالي اسامة: اعتقد أن طلب الطلاق لا يمثل كرتا للضغط فمن الاجدى الجلوس وطرح القضايا القابلة للمعالجة، وان كانت الغيرة تشتعل في دواخل النساء لكن غالباً طول بال الرجال يصيب النساء بحالة من الاستياء، فتطلب الزوجة الطلاق، ولكن حكمة الرجال ومقدرتهم على ادارة الامور تجعل الامور تسير على افضل حال. يقول عبد الغني الطاهر: «ان كان الطلاق في يد المره انا غايتو كان طلقوني عشرين مرة في اليوم»، ويمضي فيقول: ان طبيعة المرأة الحساسة تكون الاكثر فقدانا لعقلانيتها وتنهار امام اقرب نقاش او حوار، لذا اعتقد أن معرفة نفسية المرأة يكون الافضل من الاستعجال في موافقتها على رأيها، ولكن هناك نساء اصبحت هذه الكلمة لهن اقرب للعادة ولا تقصدها المرأة احيانا بقدر ما تقصد منها معرفة معزتها عند زوجها، ويضيف عبد الغني ان تأثير المرأة بالسماع والمواقف المشابهة يكون اكثر واقرب. ويقول الطيب بشير: «كنت ادير مع زوجتي الحوارات ونختلف في اكثر من موقف وقد يمتد بيننا الخلاف الي درجة ترفض فيها الجلوس معي في صينية الغداء، ولكن فاجأتني في احد النقاشات وان كان قد احتد بيننا الحوار قليلاً عما سبق، الا انها قالتها وبدون تردد وببرود كامل «خلاص طلقني»، وقتها صعقتني الدهشة ولم اجادلها ولكني بالرجوع الي تفاصيل اليوم السابق تذكرت زيارة إحدى قريباتها لها فقدرت انها السبب وراء تلك الكلمة. يقول ماجد عمر ان أية زوجة تطلب الطلاق في حالات النقاش بينها وبين الزوج يكون هذا دليل على ضعف شخصيتها وعدم مقدرتها علي ادارة النقاش والجدل، والمرأة تطلب الطلاق وأحيانا تلح في طلبه.. واذا وقع الطلاق تجدها تعيش حالة من الندم الشديد، وهذا هو نقص العقل عند الكثيرات منهن، وهنا يجب أن يتحلى الزوج بالحكمة وأن يكون قراره عقلانياً. وتقول الحاجة ستنا بت الخير انو المره البتقيف لي راجلا كل شوية عايزة الطلاق دي واحدة ما عارفة الحياة شنو، ولا عارفة يعني شنو تمسك ليها أولاد وتربيهم بدون أبوهم .