شهدت محافظات مصر المختلفة احتجاجات حاشدة مناهضة لجماعة «الإخوان المسلمين»، وذلك في أعقاب الخطاب الذي وجهه الرئيس محمد مرسي، وعاشت مصر ليلة ساخنة، امتدت حتى صباح امس الخميس، ونزل الآلاف إلى الشوارع في معظم المدن المصرية، وانطلقوا في مسيرات غاضبة جابت الميادين الرئيسية، اعتراضاً على «التهديدات» التي تضمنها خطاب مرسي للمعارضة، في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات عنيفة بين أنصار جماعة الإخوان ومؤيديهم، في عدد من المحافظات، أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل، واصابة المئات. واعرب آلاف المتظاهرين، في ميدان التحرير، في وسط العاصمة المصرية القاهرة، عن رفضهم لما جاء في خطاب الرئيس، الذي امتد نحو الساعتين، وارتفعت الهتافات المطالبة بإنهاء حكم مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بالإضافة إلى هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين، ومرشدها العام محمد بديع. وفي مشهد يكاد يون مكررا للمشهد الذي حدث أثناء ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، رفع عشرات المتظاهرين أحذيتهم، تعبيراً عن رفضهم لما جاء في خطاب مرسي، في حين رفع آخرون «كروتاً حمراء» تطالب برحيل النظام، وعاد هتاف «ارحل.. ارحل» ليتردد في ميدان التحرير. وفي السويس، خرج الآلاف في مسيرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام، انطلقت من ميدان «الأربعين» وجابت الشوارع الرئيسية في المدينة، ورفع المتظاهرون لافتات تنادي بإسقاط الرئيس مرسي مرددين الهتافات المناهضة لجماعة الإخوان. وافادت وزارة الصحة ان عدد المصابين في الاشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه بلغ 298 مصاباً، إضافة إلى سقوط قتيل واحد، حتى اللحظة، في مدينة «المنصورة» بمحافظة الدقهلية. ويشار ان الرئيس المصري محمد مرسي في خطابه بمناسبة مرور عام على توليه الحكم، كان قد اتهم رموز المعارضة المصرية وعدداً من القضاة بالتزوير، وقال إنه يتفهم اختلاف المعارضة لكنه يرفض مشاركتها في الانقضاض على الثورة على حد تعبيره. واتهم مرسي مرشح الرئاسة السابق أحمد شفيق بالعمل على قلب نظام الحكم في مصر وطالبه بالمثول أمام المحكمة. واضاف يقول في خطابه للشعب المصري حول آخر التطورات، إنه مواطن مصري قبل أن يكون رئيسا ومسؤولا عن مصير أمة، وتابع «عانينا عشرات السنين، من إزاحة النظام الفاسد المزور، وأقف أمامكم لأضع بين أيديكم كشف حساب لعامي الأول». وأوضح مرسي أن مصر تواجه تحديات وأن «الاستقطاب والتطاحن السياسي يهدد تجربتنا السياسية، في العام الأول وقفت أمام تحديات، أصبت أحيانا وأخطأت أحيانا أخرى بعد تسلمي السلطة»، مؤكدا «نحن قادرون على التغلب على التحديات، ويجب علينا أن نبحث عن الإيجابيات ونبنى عليها، والسلبيات ونتغلب عليها». وأوضح مرسي قائلا، إن «الثورة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك عام 2011 لا بد لها من إجراءات جذرية وسريعة لتحقق أهدافها». واشار مرسي الى أن رئاسة مصر، «ستقطع أي يد تفرّط في حبة رمل أو قطرة مياه»، مؤكداً أن عدم الاستقرار، هو بسبب دعوات التخريب التي تؤثر على الاستثمار، منوها إلى أن البورصة خسرت 50 ملياراً بسبب الشائعات والتخريب، متسائلا: «من غير المواطن الفقير يدفع ثمن هذا كله». على صعيد اخر قررت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر التنحي عن نظر الطعن المقدم من الدكتور أحمد شفيق المرشح المنافس في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية أمام الرئيس محمد مرسي، على النتيجة النهائية للعملية الانتخابية، وذلك لاستشعارها الحرج في نظر الدعوى وقال المستشار عبد العزيز سالمان الأمين العام للجنة في مؤتمر صحافي صباح الخميس إن "قرار اللجنة بالتنحي لاستشعارها الحرج، قد صدر بإجماع آراء الأعضاء" لافتا إلى أن القرار قد تضمن إعادة الطعن للمرافعة بجلسة أخرى يتم تحديدها في وقت لاحق أمام اللجنة بتشكيلها الجديد وتسبب قرار اللجنة في ردود فعل مستغربة رأت القرار "غير قانوني كما قال نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان وأضاف سلطان على حسابه بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أن هذه أول مرة تحدث فى التاريخ، أن يتنحى موظفون إداريون عن أداء عملهم للكسوف (للحرج)، لأنهم اجتمعوا بوصفهم لجنة وليس بوصفهم محكمة وطالب سلطان بإحالة أعضاء اللجنة "للتحقيق الإدارى فورا وتوقيع جزاء عليهم ربما يصل إلى الفصل بسبب إمتناعهم عن أداء عملهم"