الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاهد وصور من «كادقلى».. أكل الهالوك ينسيك أمك وأبوك !!
نشر في الصحافة يوم 30 - 06 - 2013

كادقلي: إبراهيم عربي : زيارتنا لكادقلى هذه المرة جاءت تختلف تماما عن سابقاتها ،فقد جاءت ضمن الوفد الإعلامى لتغطية إنطلاقة بطولة سيكافا بدعوة كريمة من قبل اللجنة العليا الولائية لدورة وسط وشرق أفريقيا «سيكافا» التى تستضيف إنطلاقتها مدينة كادقلى فى 18 يونيو الجارى كما تستضيق الفاشر إختتامها فى الأول من يوليو المقبل ،وصلنا «عروس الجبال» حاضرة جنوب كردفان «كادقلى» على متن طائرة الراية الخضراء ، فالأجواء فى كادقلى فى تلك اللحظات حارة وفى درجة رطوبة عالية تدل على أن السماء ستمطر فى ظل أى لحظة ، فيما نشطت حركة السحب ذهابا وإيابا تخترقها أشعة الشمس أحيانا وتعجز عنها أحيانا أخرى ، كما تقترب الجبال التى تحيط بالمدينة كإحاطة السوار بالمعصم مثلها تبتعد المسافات مرات أخرى ، الإستقبال كان حارا كالعادة التى درجت عليها حكومة جنوب كردفان وعلى أعلى مستوياتها أن تستقبل ضيوفها بذات الحرارة وتودعهم بذات الكيفية ، إلا أن «عروس الجبال» بدت لى هذه المرة ليست «كادقلى» تلك التى أعرفها ! وقد نازعتنى نفسى وأدخلتنى فى دائرة خوف مبطن لم الفه من قبل ! تفحصت أوجه زملائى بالوفد الإعلامى فوجدت عدة علامات استفهامية قد ارتسمت وعلت هاماتهم بلا إجابة لماذا ؟هذا ما سنجيب عليه من خلال الحديث! .
كادقلي: إبراهيم عربي
الطريق من المطار إلى داخل المدينة
الطريق إلى المدينة «عروس الجبال» أو «عاصمة الصمود والتحدى» كما يحلو لسكانها تسميتها ،تبعد «17» كيلو متر جنوب المطار ،الطريق إليها يمر بمنحنيات ومنعطفات ومنخفضات ومرتفعات تخفى المدينة بداخلها لا يدركها إلا من قصدها ، لا تفوت على إدراك الزائر بأن المدينة بكاملها تتجه عمرانيا وتنمويا شمالا ، كما لا تخطيء عيناه الحركة التنموية النشطة التى تبدو للزائر بدا من الشعير ومرورا بمرتا شمال وجنوب ،وحى النازحين حيث يقبع أستاد كادقلى الجديد ومرفقاته علاوة على «4» منشآت عمرانية تختلف مستويات التنفيذ فيها وهى «وزارات الصحة ،التربية والتعليم ،الرعاية والتنمية الإجتماعية ورئاسة شرطة الولاية» وهى جزء من مشروعات كثيرة عطلتها الحرب ، ثم كلبا والتى يقع عندها الميناء البرى ورئاسة المحلية ومنظمتا إيفاد والهجرة الدولية وأكاديمية التدريب ،ومنزل الشهيد إبراهيم بلندية رئيس المجلس التشريعى والذى إغتالته أياد آثمة قبل عام من هذا التاريخ، ثم بعض الجنائن ومن أشهرها جنينة عمر الخليفة ، وبلندية والسجون ، ثم حى القصر وفيه مؤسسات حكومية عسكرية ومدنية ومنها القصر الرئاسى والحديقة النباتية الدولية وأمانة الحكومة مرورا بحى الملكية وفيه المجلس التشريعى ورئاسة التأمين الصحى وديوان الزكاة والمسرح ونادى الموردة وعدد من طلمبات الوقود والكهرباء ، إلى حى السوق ويتميز بإنه يمثل مقرا لكثير من المنظمات والعيادات والأندية الرياضية والسوق الشعبى وموقف الترحيلات والمسجد الكبير والذى جاء تشييده تعهدا تحت نفقة أحمد محمد هارون عقب حادثة إحتراق المسجد القديم بفعل فاعل ،فمسجد كادقلى العتيق يبدو فى طراز معمارى فريد أبدع فيه المهندس الأمين أبو «شفاه الله» ،ومن أحياء كادقلى الأخرى «البلك ، الرديف ،حجر النار ،قعر الحجر ،البانجديد ،حى الموظفين الغربى وفيه يقبع منزل الوالى ومساكن الكثير من الوزراء ، وحى الموظفين الشرقى ،الجيكو ،الجندية ،كليمو شرق وجنوب ووسط ، زندية ذلك الحى الذى كان يسكنه نائب الوالى عبد العزيز الحلو قبل تمرده ،أم بطاح شرق وغرب ، السمة شرق وغرب السلامات ،المخيمات ،السرف ،المصانع ،الدرجات ، حجر المك وتلو إلا أن لكل حى منها سيرة وذكرى وميزة وذات خصوصية لا يسع المجال لذكرها .
مظلات سيكافا
لبست كادقلى حلة زاهية من الجمال والنظافة والتنظيم والترتيب شملت الجميع خدمات الكهرباء كانت جيدة ولم تشهد إنقطاعا طيلة فترة سيكافا إلا نادرا ، كما كانت خدمات المياه ،إلا ان الاهتمام الحكومى بستات الشاى لا يحتاج لاجتهاد كثير فقد تم تخصيص بعض المظلات لستات الشاى أطلقوا عليها «مظلة سيكافا» على الشارع الرئيس ،إلا أن القهوة ذاتها لها طقوسها وطعمها ونكهتها ومذاقها وأريحيتها والحليب «مغلى» كما يطلق عليه «مقنن» حيث تتم العملية فى «دحلول» وهو إناء من الفخار له طعم مميز ونكهة خاصة ندر أن يجده القاصد فى مكان آخر ، فالمرأة «الكادقلية» تعتبر أمة بحالها شعلة من النشاط والإحترافية وقد فرضت نفسها فى ظروف الولاية الإستثنائية فانحازت إليها حكومة الولاية تقديرا لجهودها وقد تم تخريج حوالى «5» آلاف مجندة قبل اسبوعين من إنطلاق البطولة لذات الغرض ولمستجدات أخرى فرضتها أحداث أبوكرشولا والدندور ،إلا أن حكومة كادقلى المحلية بقيادة معتمدها أبو البشر عبد القادر كانت محل اهتمام دائم بتذليل الصعاب وتوفير موقومات الحياة الكريمة للمرأة ومن هنا انطلق اهتمامها بمقدمات الطعام والشراب والفريشات الأخرى .
هالوك ينسيك أمك وأبوك
حاجة حوة إحدى الفريشات قصدتها لشراء بعض الحاجيات من الويكة والتبلدى والعرديب والكركر وغيرها سألتها عن سيكافا ، وكأنها كانت تنتظر منى هذا السؤال فأجابت بسرعة «سيكافا يا حليلها» درت عليها دخلا عوضتنا الركود والكساد التجارى خلال الفترة الماضية! ، إلا بائعات اللبن والروب كن أكثر سعادة بسيكافا وقد كانت فرصة تجارية كبرى لهن ، وما أن التفت يسارا وإلا وجدت «الهالوك» وللذين لا يعرفونه هو نوع من فصيلة الجذور كالبامبى والبفرة فباغتتنى حاجة فاطنة دون أن أسألها «أكل الهالوك ينسيك أمك وأبوك» ! فأكلت الهالوك إلا أننى غرقت عميقا فى ذكرى الوالد والوالدة «رحمة الله عليهما» ، إلا أن السوق ذاته ملئ باللالوب والنبق وأبو ليلى وكثير من ثمار الغابات والمنتجات ، ولا يختلف الحال عند عمنا موسى وبشرى وآخرين يعملون فى تجارة العسل والسمن وبعض الخردوات الأخرى فإن سيكافا حركت الاقتصاد والتجارة فى كادقلى بعد حركة ركود تجارية أعادتها لسيرتها لما قبل الكتمة زادت دخل الصبية الذين يعملون فى مسح الأحذية «الورنيش» والحلاقين وأصحاب البقالات والمكتبات وتجارة الرصيد وبائعات التسالى والفول المدمس والترزى والملابس بل حركت تجاريا الولاية بحالها ، وما يميز الجميع هنا الأمانة والصدق ورغم ظروف الحرب ندر أن تجد متسولا فى كادقلى ، إلا أن ذات الحركة التجارية كانت ضمن خطة حكومة الولاية، كما أكدها رئيس اللجنة العليا لسيكافا الحافظ محمد سوار وزير المالية بأن حكومة الولاية تأمل أن تعود عليها سيكافا بفوائد «رياضية ، أمنية ، إجتماعية ، سياسية، اقتصادية ،ثفافية ، تنموية ومعرفية».
المتمردون دقسوا وسيكافا أصبحت واقعا
دخلت كادقلى هذه المرة على غير العادة كما ذكرت فى المقدمة وكنت أرنو ببصرى تجاه المناطق التى أعرفها وقد تعرضت للقصف من قبل قوات التمرد بدءا من الأمم المتحدة وحى «كلبا وكليمو» وتذكرت كيف أن الأجواء فيهما انقلبت نارا فى وجه أحمد هارون ساعة «الكتمة» ولكننى لم ألحظ آثارا واضحة لقصف كاتيوشا وراجمات التمرد إلا نادرا ، ولكن بقليل من التأنى يدرك المتأمل أن تهديدات التمرد لسكان كادقلى قد وجدت من استجاب لها وغادرها بلا رجعة ! فيما ظل آخرون يرددون شعارهم الذى ألفوه «الدانة ولا المهانة .. الصاروخ ولا النزوح» ، إلا أن حكومة الولاية كانت تدرك جيدا كيفية التعامل مع حركة التمرد فقال والى جنوب كردفان فى مؤتمره الصحفى وكان ساعتها مرتديا زيا أقرب فيه للمزاج الأفريقى ، جاء قبيل لحظات من إنطلاق البطولة قال هارون «لن ندع التمرد يخطط لنا مسيرة حياتنا اليومية» فيما كان هارون ذاته واقعيا وصريحا حيث أردف قائلا «نحن نخطط والتمرد يخطط .. ولا توجد خطة أمنية مطلقة .. وكل الإحتمالات واردة» ، فى المقابل لم تتوقف محاولات المتمردين فقد ظلت متواصلة طيلة أيام البطولة وفى فترات منتصف النهار ،فيما تصدت لها القوات السودانية برا وجوا ولها قوات جسورة خلف الجبال لتوسيع الدائرة الأمنية مما كان له الأثر القوى فى إضعاف قوة المتمردين ولتصبح سيكافا واقعا ليقول هارون «المتمردون دقسوا وسيكافا قامت وأصبحت واقعا» .
الجقر العمرو مكنتو
«فنقا» كما يقول هارون فى بداية الثمانينات كانت منافسة الغناء حارة وقوية بين عمالقة الفن «وردى وعثمان حسين وآخرين» فى ذات الحين صعد نجم مجذوب أونس والأمين عبد الغفار وآخرين وكانوا يطلقون عليهم لقب البرينسات» ،سأل وردى حينها عن رأيه فى البرينسات فرد قائلا «إنت مع البرينسات ولا الجقر العمرو مكنتو» ، عاشت كادقلى عرسا وسهرت طيلة أيام البطولة حتى الصباح على أنغام الفنان الكبير عبد القادر سالم والعديد من الوجوه الصاعدة وجاءت الفنانة المسرحية القديرة فايزة عمسيب وكوكبة من نجوم المسرح والغناء والفن ،إلا أن ذات كادقلى غنت ورقصت حتى منتصف الليل بمناسبة ختام البطولة مع عمالقة الفن السودانى صلاح بن البادية وحمد الريح وعادل مسلم وسط حضور جماهيري كبير جاءت إليه الأسر بكاملها أعادت كادقلى لسابق عهدها لما قبل «الكتمة» شرفه والى جنوب كردفان وحكومته ،وقد بدا هارون فى غاية سعادته «كمكت برتكول فالمقامات محفوظة» فالجميع هنا عبر عن شعوره حكومة ومواطنين كبارا وصغارا رجالا ونساء «تحت رذاذ المطر» غنى صلاح بن البادية وكأنه لم يغن من قبل وأجاد عادل مسلم ،أما مع حمد الريح فقد انتقض الجميع داخل الساحة ، فقلت مداعبا الأستاذ حمد الريح لو ترشحت هنا ستكتسح الساحة بلا منازع ! إلا إنها ليست المرة الأولى للفنان الكبير بل الخامسة وفى كل مرة يزداد ألقا ، ماشاء الله المكنات عمرتها تمام وعليها عاشت كادقلى حفلا ساهرا .
نجوم فى سماء سيكافا
«الأمن» سيد الموقف بلا منازع فقد نجحت اللجنة الأمنية وفرضت نفسها على الساحة برا وجوا ، بل فرضت اقعا جديدا كسبت به التحدى وأحرزت «القون الذهبى» فى شباك التمرد ب«البيضة» كما يقول عشاق الرياضة ، فقد أبهر نسور الجو الجماهير الرياضية وقد رأينا تجاوب الجمهور مع استعراض الطائرات البلهوانية والتى غطت سماء أستاد كادقلى الجديد كما غطت أعالى وقمم الجبال ، كما كان مجندو عزة السودان «17» بالولاية نجما آخر فى اللوحات الخلفية التى تحدث عن نفسها «مرحبا بكم فى كادقلى الصمود عروس الجبال ، ، الرياضة جسر لتلاقى الشعوب ، التعايش السلمى أمل الجميع ، قوتنا فى وحدتنا ، نحن أهل الثقافة والسلام» وكذلك فى إبتكارها أسلوبا رائعا فى التشجيع الجماعى وتجميل المدينة ، إلا أن الجمهور ذاته كان نجم النجوم تشجيعا منظما وحماسا أضفت عليه الفرق الثقافية والتراثية والفلكلورية بعدا آخر، فيما كان فريق الضرائب اليوغندى نجما وقد أضاف ألقا ومعنى للبطولة.
أولاد دارجعل ماكانت دى المحرية فيكم
وجد فريق الأهلى شندى تجاوبا منقطع النظير من قبل الجماهير التى تعشق هلال كادقلى حد الثمالة ،وقد وقفت هذه الجماهير بجانب الأهلى شندى وشجعته فى مباراته الكبرى ضد فريق الضرائب اليوغندى حتى تحقق له النصر ،وقد وجد الأهلى أيضا تشجيعا حتى فى مباراته الأخيرة التى تعادل فيها مع الهلال كادقلى الذى كان بعيدا عن الفورمة فأقصاه الأهلاوية من الصعود للدور الثاني فى الفاشر ليصعد فريق الضرائب والأهلى شندى معا ،ولكنها ما كانت المحرية بأن يرفض الأهلى شندى تكريم أهل جنوب كردفان بالمطار ويرفض حتى مراسم الوداع الذى درجت عليه حكومته ويتجه رأسا صوب الطائرة مغادرا كادقلى فى عجالة دون وضع أى إعتبار لأهل جنوب كردفان .. «عيب وخلل كبير» لا يمر دون محسابة الأهلى شندى إدارة ولاعبين ،فالرياضة أخلاق ومثل فلماذا التعالى والتكبر ؟ ألم تشاهدوا كيف كان الفريق اليوغندى سفيرا لبلاده ؟ ما بدر منكم عيب ياأولاد دار جعل وقد ترك إنطباعا سيئا عنكم بكادقلى !.
قطر ثقافى غذائى وفنون شعبية
بدعوة كريمة جلس الوفد الإعلامى إلى مائدة إفطار الوالى «المتواضعة جدا» ولكن الهدف كان لقاء إجتماعيا ، إلا إنه لم يمر دون أسئلة إجتماعية ومعرفية تخللته «فونقا» من قبل هارون كسرت حواجز البرتكول ،كما نظمت لجنة البرامج المصاحبة لسيكافا معرضا تراثيا مفعما بالمهارات اليدوية من المواد المحلية الخالصة بقيادة رئيس لجنة الإعلام والثقافة والشباب والرياضة بمجلس الولاية التشريعى صفاء فضل رحمة الله ،وقد تخلله أنماط وأنواع من المساكن بجنوب كردفان «بيت العرب ، بيت النوبة» وكل منهما ملحق بمرفقاته من بيت العرس ومقتنيات الترحال والاستقرار ، إلا أن الفنون الثقافية الجنوب كردفانية تمثل بذاتها زخيرة لإنسانها المعطاء ،فقد إمتزجت جميعها وتصاهرت مكوناتها «نوبة ، حوازمة ، مسيرية ، فلاتة أمبررو وآخرين بمختلف تفريعاتهم» لتكون «إنسان جنوب كردفان» ،وقد أكد وزير الثقافة والإعلام رجب الباشا أن قيام منافسات سيكافا بكادقلى ذاتها رسالة لرسم خارطة طريق آمنة للأجيال القادمة ،مراهنا على الثقافة «وعاء للم شمل أهل الولاية» ، كاشفا عن خطة لتكوين فرقة ثقافية موحدة لجنوب كردفان تطوف ولايات السودان المختلفة للتعريف بجنوب كردفان ،فيما نظمت ذات لجنة البرامج المصاحبة وبمبادرة من مقررها ياسر كباشى نظمت قطرا غذائيا ثقافيا تراثيا خاصا لأهل الإعلام فقد كان شهيا وغنيا بما لذ وطاب من الإرث الثقافى الجنوب كردفانى أبدعت في إعداده الشيخة حرم إبراهيم جامع التى شاركت فى كثير من المناسبات القومية والإقليمية والمحلية وحازت على الكثير من الجوائز ،شملت مكونات القطر «خروف محمر وقدح عصيدة بالتقلية ملئ بالمفاجآت الكنزية والسلطات والأكلات الشعبية المصاحبة والحلويات من كعك البقارة والفطيرة والسمسم المزلوط و بليلة «نقونقو» الشهيرة التى تعتبر سيدة المائدة وأنواع من العصائر من الكركر والتبلدى والدخن وغيرها .
لا بديل للتفاوض والحوار إلا التفاوض والحوار
كما كان شعار سيكافا ذاته «لأجل السلام» فإن أهل جنوب كردفان متفقون أن الحرب التى تدور فى ولايتهم لا يمكن أن تتوقف إلا بالسلام والحوار والتفاوض، وقد انطلقت الألسن مطالبة «الحكومة وحاملى السلاح من أبناء المنطقة» العودة لطاولة التفاوض ،فيما وجهت صباح رسالة خاصة عبر الإعلام قالت إنها رسالة الأمهات ،دعت فيها حاملى السلاح من أبناء جنوب كردفان لوقف الحرب وقالت ان حواء جنوب كردفان قد سئمت وملت الإقتتال الذى استهدف أبناء الولاية بل أبناء السودان وأكدت صباح بأن السلام هو رسالة أهل الولاية محملة إياها الإعلام قائلة «لا بديل للتفاوض والحوار إلا التفاوض والحوار نفسه» ،وأكدت صفاء استعداد أعضاء المجلس التشريعى للتخلى عن مواقعهم إذا كان ذلك سيحل الحرب فى الولاية ،إلا أنها عادت قائلة أن قصف كادقلى ومقتل خديجة فى كليمو أو حوة فى حجر نار أو أحمد فى مرتا لا يفيد حاملى السلاح لإسقاط الحكومة فى الخرطوم ، وأخيرا ودعنا كادقلى وتركناها تحت أجواء ملبدة بالغيوم وأجواء خريفية ممطرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.