الخرطوم: تهاني عثمان : كانت تتحدث مع اختها بأن عليها ان تتجه الى الشيخ فلان وسمته باسمه، وان تطلب منه ان يحوط لها مسروقاتها، ولما لم اعرف معني التحويط لم يكن مني الا ان اتجهت إلى احدى «حبوباتي» وسألتها عن الحواطة، فقالت: «الحواطة بتكون للحاجات المسروقة، وبتمسك الحرامي وتحميه من التصرف في المسروق، وفي شيوخ معروفين بالتحويط، بس ناس الزار بحوطوا والبرمي الودع بحوط والبدق الرمل بحوط، وديل لو ما جابوا ليك حاجتك ما بيقدر السارق يتصرف فيها». وتقول حاجة زينب الطيب الحسين: «الحواطة بتخلي الحرامي يزازي وما يعرف يعمل شنو، وبتخليهو يلف ويدور في مكان السرقة، وفي ناس برجعوا السرقوهو في مكانو، وفي ناس بيرجعوهو قريب في مكان لا يخطر على بال زول»، وتضيف: «قبل اليوم اتسرقت مني غويشتين دهب، مشيت حوطهن، وقالت لي الشيخة انو الشالن ما هو زول غريب الا خاتيهن في مكان بعيد.. اصبري عليهو يومين وبجيبن ليك في البيت، وفعلا بعد مرور يومين رجعن»، وقالت حاجة زينب: «أبو عيالي وكتها شاكلني وقال لي دي فتن بس، وكدا حتشكي في أي زول يدخل البيت، وليه بتعملي كدا، ودي امور دجل بس ما اكتر، ومافي حاجة بسرقوها بترجع، ودي تخاريف بس، ولكن بعد يومين من السرقة، يوم التالتة من الصباح بتي كانت تكنس في الحوش، اكان تلقي الغويشتين معلقات في فرع مطرف من شجرة النخيل في نص الحوش، وفي ناس حواطيين بيعرفوا يجيبو الرايحة، وما أي زول بعرف يحوط، وزمان كان في ناس معروفين بحوطوا وبجيبو الرايحة، لكن هسي أي زول يقول بيعرف لكن سجم واحدين ما بعرفوا الحبة دي». والحواطة نوع من العمل المتخصص في قضية بعينها، والغالبية من الناس التي تلجأ للتحويط النساء، وهو احد انواع السحر والدجل، والحواطة انواع ولكن الاكثر استخداماً الحواطة التي تستخدم من اجل حفظ المفقودات حتى لا يتصرف فيها السارق، وتقول الحاجة ام الخير الرضي: «الحواطة بتمشي في القروش لو ما اتفرتقت وفي الدهب وفي أي حاجة تاني، وبتجيب المسروق طوالي، إلا إذا تنجس، والحرامية البخافوا من الحواطة واول ما يسرقوا سرقتم بنجسوها، ولا يفرتقوها. وتقول نجاة عوض: «كنت قبل عامين من الزمان قد تعرضت الى حادثة سرقة عندما كنا في زواج شقيقي، ولكن بعد أن عدنا وجدنا البيت مقلوباً رأساً على عقب، وفقدت كثيراً من الأثاثات والادوات وبعض الاموال التي كنت اضعها جانباً، وبعد ان ابلغت والدتي طلبت مني وصفاً دقيقاً لكل ما فقدته، وما كان منها الا ان قامت بالذهاب الي احدى الشيخات وحوطت لي كل اشيائي، وبالفعل وجد زوجي المسروقات في السوق معروضة للبيع، وتمكنا من القبض على اللص وعادت كل الاشياء». ومن وجهة نظر مختلفة تقول هدي خير الله ان الحواطة تتفشى أكثر في المجتمعات الاكثر جهلاً وتخلفاً، والتي تعتبر مستويات الامية والجهل فيها بصورة اكبر من غيرها، الا انها في الوقت الراهن وجدت مكانها وسط أكثر المجتمعات تحضراً وتديناً. ويقول حاج الفاتح عبد الله: «من قمنا لقينا اهلنا بحوطوا الحاجات البتتسرق، وقبل ثلاث سنوات في همباتة قلعوا من الراعي البيرعي بهايمي تمانية بقرات، وفي الوكت الجاني فيهو وكلمني ما رجيت للصباح، طوالي مشيت للشيخ في الحلة الحدانا ووصفت ليهو بهايمي، وسقت معاي الراعي ووراهو المكان الهجموا فيهو عليهو، وحوطن لي في وكتن. وقال لي الشيخ بعد تلاتة أيام تمشي مكان حددوا لي، وقال لي سوق معاك الراعي بتاعك وامشي جيب بقرك تلقاهن هناك، وفعلاً مشيت لقيتهن في المكان القالوا لي، وان ما كنت حوطهن كنت لي هسي ما لقيتهن».