٭ انفردت حلقة النقاش الاقليمية للصحافيين التي نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحت عنوان النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى (البيئة المحيطة سريعة التغيير وتداعياتها على تغطية الأحداث)... انفردت بحزمة معارف أساسية ذات صلة وثيقة بالإعلام والقانون الدولي الانساني من خلال النص الوارد في ثناياه عن الصحافيين في مناطق النزاع المسلح إذ لابد أن يلقى الصحفي الاحترام والتمتع بالحماية الكاملة ما لم يأت بعمل يسئ إلى وضعه كشخص مدني، ورغم ان حرية الصحفيين لا تدخل في اطار اختصاص اللجنة الدولية لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعنى بالقضايا الانسانية في المقام الأول التي تتعلق باختفاء الصحفي أو تعرضه للأسر في أوقات الحرب والتوترات الداخلية ما يعني ان نسيج العلاقة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصحفي يرتبط بتفاصيل الأحداث والمكان الذي يمكن أن يجمع بين الصحافي أثناء تغطية الحدث في مناطق النزاع المسلح واللجنة الدولية للصليب الأحمر كمنظمة انسانية تسعى من أجل ترسيخ المبادئ الانسانية الأساسية والوصول سريعاً إلى الضحايا. ٭ للقانون الدولي الانساني أغراض متعددة ولعل أهمها الحد من المعاناة الناجمة عن الحرب عن طريق توفير ما يمكن من (الحماية) والمساعدة للضحايا لذلك نجده يغوص في مواضع النزاع بنشر هذه الحماية للأشخاص غير المشاركين أو الذين كفوا عن المشاركة في الأعمال العدائية دون تمييز، ما يؤكد انسانية الرسالة الموجهة في المقام الأول والتي تفرض (التعامل) الانساني للأسرى وعلاج الجرحى دون المساس بالمدنيين من جهة والمصالح السياسية من جهة أخرى وهذا ما يفرز - ان توفرت النية - استئناف الحوار بين الخصوم والصلح ثم محاولات العودة ثانية إلى السلم ، وإذا كان هنالك ثمة تمييز في القانون الدولي الانساني فهو تمييز ايجابي يكمن في التمييز بين العسكريين والمدنيين فحظر مهاجمة المدنيين أثناء سير العمليات العسكرية هو الهدف الذي يرجو القانون الوصول إلى قمته وهو التمتع بحماية المدني من الهجوم المباشر وب(شروط) أهمها عدم اندفاعه للاشتراك في الأعمال العدائية، إذاً القانون الدولي الانساني أحد آليات المجتمع الدولي التي تصون سلامة الأفراد في أوقات الحرب وهنا منبع ومصب القانون فضمان السلامة وحماية الكرامة الانسانية والحد من المعاناة في أوقات الحرب والنزاع هي إحدى أهم أذرع القانون الذي تتكفل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصونه والوصاية عليه استناداً على اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكوليها الاضافيين إذ تعطي هذه المعاهدات اللجنة الدولية حق الاضطلاع بأنشطة اغاثة الجرحى والمرضى وضحايا السفن الغارقة من بين صفوف العسكريين وزيارة أسرى الحرب واعادة العلاقات بين الذين كانت الحرب السبب الرئيسي في تشتتهم وتفرقهم، لذلك فإن الوعي بالقانون الدولي الانساني أمر في غاية الأهمية لأن العالم يشهد نزاعات متعددة وحروبا أهلية مع انتشار غير قليل للأسلحة وهذا ما عمدت الاشارة إليه ورشة النقاش الاقليمية للصحفيين العرب والتي خصصت جلساتها تحت مظلة القانون الدولي الانساني وأهميته للإعلام وحماية الصحفيين وسلامتهم، وجاء الاعداد للتغطية الإعلامية والصحفية أثناء الحروب أحد أهم المحاور التي تنادى باتخاذ تدابير السلامة لكل صحفي يعمل وينقل الحدث من الميدان مع التركيز على آليات الحماية. ٭ كانت الورشة بحق ناجحة وثرة قلبت كثير من الأوراق ذات الارتباط الوثيق بالقانون الانساني والاعلام، والتحديات التي تواجه ذات القانون مع الصحافيين المشاركين فيها والتي تشرفت بحضورها في قاهرة المعز... ٭ همسة:- على كفها نام الغمام... وفي عينيها دمع قديم... يغازل الوطن الجريح... ويحلم بدفء ووئام...