x٭ قلت بالامس ان ما اورده الأستاذ ادريس حسن في كتابه قصتي مع الانقلابات العسكرية يتجاوز دوره كصحافي يرصد الاحداث في الساحة السياسية ويتابعها بل يصل حد المشاركة فيها والتأثير عليها وهو ما جعلني اقول ان تجربة ادريس حسن الصحافية تستحق الوقفة والتأمل والدراسة في سبر اغوار العلاقة ما بين الصحافة والسياسة.. لا سيما للاستاذ ادريس علاقة مع الاحداث لامست آرائه السياسية.. وانعكاسها على ادائه الصحفي.. مثل موقفه مع الحزب الشيوعي أو بالاصح مع احد قادة الحزب الشيوعي الذي اشار اليه ولم يأت باسمه وان كان واضحاً من يعني. ٭ وهناك أيضاً محطة واضحة لدوره في اتفاق قرنق الميرغني اذ يقول: وعند وصولنا لاديس استقبلنا استقبالاً حافلاً وكبيراً من قبل المسؤولين في الحكومة الاثيوبية وقيادات الحركة الشعبية وعدد من السودانيين المقيمين هناك ومن الاشياء الغريبة ان اول لقاء جمع الميرغني وقرنق شهد تحرك قرنق بخطوات عسكرية منتظمة وحيا الميرغني تحية عسكرية ثم حضنه وسلم عليه في يده مثل الحوار مع الشيخ او كما يفعل حواريوه في الطريقة الختمية وقد سمعنا اثناء وجودنا في المفاوضات ان قرنق قبل وصول الميرغني سأل عن الطريقة والكيفية التي يتم بها السلام على رجل دين في مقام الميرغني.. ومنذ اللحظة الاولى ومن طريقة السلام استنتجنا ان الامور ستستير بصورة جيدة.. ٭ وبعدها سرد المؤلف مسار المفاوضات ونقاط الاختلاف التي كانت بسبب القوانين الاسلامية ما جعل السيد محمد عثمان الميرغني يقول للوفد المفاوض «احزموا شنطكم.. وهنا يقول المؤلف: واذكر انني عندما علمت بهذا توجهت للميرغني وابلغته بانني قد علمت ان السيد بونا ملوال الآن موجود بفندق هيلتون اديس ابابا وقلت له ارجو ان تأذن لي لاذهب اليه لكي نلتقي به لعله يستطيع ان يقنع قرنق بتعديل موقفه.. وقد وافق الميرغني على الفور وذهبت الى الفندق والتقيت ببونا ملوال وابلغته ان الميرغني يريد مقابلته وكانت المفاجأة ان بونا وافق على الفور وتحرك معي بدون تردد الى الميرغني وعقدا على الفور اجتماعاً ثنائياً مغلقاً في مقر اقامته ولم يدم الاجتماع طويلاً.. وعندما خرج بونا من الميرغني طلب مني ان ارافقه الى قرنق في منزله في احدى احياء اديس ابابا وقد التقينا بقرنق في منزله ومعه دينق الور وكان وقتها شاباً صغيراً يتبع قرنق ودخل بونا في اجتماع مع قرنق وخرج الاجتماع بموافقة قرنق على اقتراح الميرغني بالتجميد لوقت قصير للوصول لاتفاق حولها.. وبعد ذلك عادت المفاوضات واثمرت عن توقيع الاتفاق بين الميرغني وقرنق». ٭ عموماً ان كتاب قصتي مع الانقلابات العسكرية للاستاذ ادريس حسن يشكل اضافة مهمة تقود للتأمل في الكيفية التي تدار بها الامور السياسية عند الساسة في السودان.. هل هي داخل المؤسسات التنظيمية ام من خلال الجلسات واللقاءات.. وهل القرارات تأتي بعد دراسة وتمحيص ام تأتي هكذا عفو الخاطر. ٭ وفي هذه اجد نفسي متفقة تماماً مع ما ختم به الأخ فضل الله محمد مقدمته للكتاب وهو: ٭ كتاب قصتي مع الانقلابات العسكرية وثيقة عمل مهمة اذا اخذت بحقها كشهادة نزيهة من صحافي وسياسي مطلع على الوقائع ومشارك في صنع بعضها وقادر في النهاية على استنباط الدروس المستفادة وفق منهج واقعي قوامه التجريب والمعايشة. ٭ هذا سفر لا غنى لكل ناشط سياسي من اقتنائه ولا بد ان تضمه مكتبات الاحزاب ومراكز الدراسات في الجامعات ودور الصحف واجهزة الاعلام واقل رد لجميل هذا الصحافي البارع المكافح ان نثمن ونستثمر جهده الكبير في اثراء وتطوير تجربتنا الوطنية المتأرجحة. هذا مع تحياتي وشكري