٭ بعد أن قرأت ما قدم به الاخ فضل الله محمد والأخ دكتور محمد محجوب هارون (قصتي مع الانقلابات العسكرية) انكببت على قراءة الكتاب بنهم قادني اليه خلو المكتبة السودانية من مثل هذه الوجبات المشبعة.. للوقوف عند سرد التجارب وتحليلها الذي يقود للاستفادة وكتابة التاريخ بالصدق والامانة. فهرست الكتاب كان كالآتي: ٭ الباب الاول: 71 نوفمبر 8591.. قصة التسليم والتسلم أجواء ما قبل انقلاب الجنرال عبود.. 71 نوفمبر أول المارشات العسكرية وليس آخرها.. شنان ومحي.. صراع الجنرالات الكبار، المعارضة السياسية للنظام تصحو من نومها.. اكتوبر 46 ثورة أغصان النيم.. قراءة في تقرير لجنة التحقيق القضائي مع مديري الانقلاب.. ملخص التحري وتوجيه الاتهام. ٭ الباب الثاني: 52 مايو 9691 الى اليسار در! إنقلاب 52 مايو.. المحجوب اتهام ظالم في حق رجل نبيل.. كنت اتخيل الانقلاب بشخوصه ورموزه وهتافاته أمام عيني في سجن كوبر كل الرموز الوطنية كانت هناك.. بدايات مايو الناس لم يكونوا اولئك الناس.. العشاء الاخير مع حمدنا الله. ٭ الباب الثالث: 91 يوليو 1791 نحروه أم انتحر.. على غير العادة الانقلاب عصراً.. ثلاثة أيام وتبدد الحلم الأحمر.. محاكمة عبد الخالق رؤية شاهد عيان. ٭ الباب الرابع: انقلاب حسن حسين انقلاب الغفلة والسذاجة .. انقلاب حسن حسين. ٭ الباب الخامس: 03 يونيو 98 الإسلاميون على ذات الطريق.. الانقاذ النسخة الاسلامية للانقلابات.. اتفاق الميرغني قرنق.. زيادة تعقيد في الساحة السياسية مذكرة الجيش انقلاب مع وقف التنفيذ.. اخوك عابدين المكالمات الغامضة. ٭ من خلال هذا الفهرست الذي وضعه المؤلف جاءت حزم من المعلومات التي تعامل معها مؤلف الكتاب في حينها وخزن بعضها على مدى يقارب نصف القرن وما علينا نحن كمتلقين لسرد هذا الخزين إلا ان نخضعه للدراسة والتأمل والتحليل كما قال الاخ فضل الله في المقدمة.. ولكن هناك محطات للتأمل اولها طبيعة العلاقة بين الاستاذ ادريس حسن كصحافي والسياسيين على مختلف أحزابهم. ٭ في صفحة 811 حول انقلاب مايو جاء: كانت صلتي الاولى بانقلاب 52 مايو 9691 وقبل أكثر من عام من وقوعه حين دعاني في مارس 8691م الاستاذ حسن محجوب مصطفى قطب حزب الامة المعروف لتناول طعام الغداء معه بمنزله بحي العرضة في ام درمان وكان حسن محجوب (الارباب) قد بدأ حياته السياسية صحفياً ورئيساً لتحرير صحيفة (الامة) وكان رجلاً مشغولاً بجمع الأخبار والحكايات والروايات السياسية وغيرها وكانت اخباره ذات مصداقية عالية ودقيقة وكان كثيراً ما يحكي لي عن معلومات على جانب كبير من الأهمية وكنت أنشرها في صحيفة الايام التي كنت أعمل بها وتصدق تلك الاخبار ولكن المدهش في الامر أنه حينما كان يلتقيني في اليوم التالي يسألني (يا شافع من وين قاعد تجيب المعلومات دي) وقال لي يومها ونحن على مائدة الغداء ان هناك انقلاباً سيحدث وذكر لي أسماء بعض الضباط مثل هاشم العطا وابو القاسم محمد ابراهيم واثنين من اولاد الختمية على حد قوله هما زين العابدين محمد احمد عبد القادر الغاضب من إسقاط الحزب الاتحادي لترشيح والده الاستاذ محمد احمد عبد القادر في دائرة الريف الشمالي ومامون عوض ابو زيد الغاضب ايضاً من عدم تعيين الحزب الاتحادي لوالده في الوزارة بعد فوزه في دائرة المتمة وذكر ان مجموعة تمرد (جوبا) تبدى نشاطاً في هذه التحركات وأشار تحديداً الى الرائد فاروق عثمان حمدنا الله ووصفه بأنه الدينمو المحرك لهذا لانقلاب.. وقال أيضاً ان محمد عبد الحليم يمول هذه العملية وان الشيوعيين وجدوا غايتهم المفقودة في هذا التآمر انتقاماً من الحكومة لعملية حل حزبهم وطرد نوابه من البرلمان ولهذا قرر مساندة المحاولة وتأييدها.. وقد فسرت كلام حسن محجوب الذي كان الأمين العام لحزب الامة جناح الإمام الهادي بأنه نوع من الغضب لأنه لم يتم اعادة تعيينه مرة أخرى في الوزارة رغم الوعود التي بذلت له. اواصل مع تحياتي وشكري