: بستان الشعر السودانى حافل بالرائعين الذين كتبوا اجمل القوافى بحبر الدهشة الاخاذ لكنى كلما اعدت الاطلاع على قصائد الراحل محمد سعد دياب أيقنت بان هذا المبدع الاصيل الذى غيبه الموت بمدينة ينبع بالمملكة العربية السعودية فى عام 2006 ايقونة سودانية تستحق الانتباه والاحتفاء والتكريم ومن المؤسف ان ذكرى غيابه السرمدى تعبر سنويا دون ان تقف عندها الاجهزة الاعلامية والمنابر الثقافية والمنتديات ومن المؤسف ان اجيالا مختلفة لا تعرف عن محمد سعد دياب الا نذرا يسيرا من سيرته الذاتية وبعض قصائده ولعل اشهرها اغنية مدلينا التى صدح بها الفنان النور الجيلانى وعيناك والجرح القديم .. وكنت احدث عنك الدوالى وكنت احدث عنك النهارا احدثها عن عيون تتوه بهن الأماسى .. وتمشى سكارى وشعر ترامى على الكتف يهفو لوعد المساء يضيق انتظارا وكنت أباهي بعينيك زهوا أطاول كل الوجود افتخارا ولد دياب بامدرمان في العام 1945وتخرج في معهد المعلمين العالي «كلية التربية» متخصصاً في اللغة الإنجليزية، ثم التحق بجامعة ليدز بإنجلترا للحصول على دبلوم تدريس اللغة الإنجليزية لأقطار ما وراء البحار. ومكنته دراسته فى إنجلترا من تعميق رؤيته للأدب الإنجليزي واستيعابه بمنظور جديد وعمل بعد تخرجه مدرساً بالمدارس الثانوية قبل ان يهاجر الى السعودية. وقدم محمد سعد دياب العديد من البرامج الأدبية في الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي ونشر العديد من قصائده ومقالاته في الصحف السودانية، والصحف والمجلات السعودية. ومن أبرز دواوينه الشعرية: حبيبتي والمساء 1971 وعيناك والجرح القديم 1986، الذى طبع منه ثلاث طبعات، وكان يستعد قبل رحيله لإصدار ديوانه الثالث «ونكتب فى زمن الحزن» وقد تم تضمين اسمه في معجم البابطين الذي صدرفى الكويت وحوى اسماء الشعراء العرب المعاصرين حيث خصصت له صفحتان احتوتا على سيرته الذاتية المفصلة ونماذج من شعره ويعتبر محمد سعد دياب ابرز شعراء الرومانسية وكان يبدع قصائده باقتدار فني رفيع المستوى وهى دعوة لتذوق اشعاره وتكريمه والاحتفاء وتخليد اسمه.. رحم الله محمد سعد دياب فوتوغرافيا ملونة النجاح الباهر لدورة أندية وسط وشرق افريقيا سيكافا بكادقلى والفاشر على مستوى التنظيم اكبر شاهد على قدرتنا على الانجاز اذا ما توفرت العزيمة وكذلك البرنامج المصاحب الذي شارك فيه نخبة من الفنانين، والفن يستطيع ان يساهم بقوة فى اشاعة ثقافة السلام، علينا بالمزيد من المهرجانات والفعاليات لتغيير الصورة القاتمة التى ترسخت فى ذهنية العالم بفعل الاعلام المعادى، سيكافا اثبتت بان فى دارفور وجنوب كردفان مساحة للحب والفن والحياة. [email protected]