حذّرت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة جوزيت شيران من أن أعداد الذين يعانون من الجوع في العالم آخذة في الارتفاع، في وقت تواصل دول العالم النامي التعامل مع الآثار المتراكمة للأزمة المالية العالمية والأزمة الغذائية العالمية المتفاقمتين. ورأت شيران ،أن واضعي السياسات عالمياً سيضطرون في المستقبل القريب إلى مواجهة خيارات صعبة للغاية بين أولويات الإنفاق، وقالت: «نشعر حقاً بالحاجة إلى طرح القضية وتوضيحها بقوة حول منع حدوث أزمة جوع ومَنع وقوع مجاعة». وأكدت أن برنامج الأغذية العالمي لا يزال في حال تأهب قصوى لمواجهة الجوع في جميع أنحاء العالم، ولاحتمال أن تؤثر المشاكل سلباً في استقرار الدول،وتابعت أن الرسالة الصعبة هذه السنة هي أن الضغط لا يزال قائماً، ولا بد أن نحافظ على المستوى ذاته من الانخراط والمشاركة في بعض أكثر الأماكن صعوبة في العالم،» لأن الأزمة المالية والأزمة الغذائية لا تزالان موجودتين«. ولفتت إلى أن أحد تلك الأماكن هو جنوب السودان، إذ يقوم البرنامج بتوفير الطعام لأربعة ملايين نسمة، يضاف إلى الآثار المشتركة المترتبة على الجفاف والصراعات وانخفاض الدخل بسبب الوضع المالي، وأضافت أن الصومال يشكل مثالاً آخر، إلى جانب باكستان وأفغانستان واليمن، وأوضحت: «لا أتمنى شيئاً أكثر من إرسال رسالة مفادها أننا خرجنا من المأزق، وتخلصنا من حدوث أزمة جوع خطيرة، وأننا غيّرنا اتجاه التيار وحققنا أهدافنا، وأن أعداد الذين يعانون من الجوع تسير في الاتجاه الصحيح، لكن مع الأسف هذه ليست هي الحال الآن». وأعلنت مجموعة أساسية من وزراء المال في كل من الولاياتالمتحدة وكندا وإسبانيا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى «مؤسسة بيل وميليندا غيتس» الخيرية في مقر وزارة المال الأميركية ،عن مساهمة أولية مقدارها 880 مليون دولار لإنشاء صندوق جديد لمكافحة الفقر والجوع عالمياً، ولمناقشة السبل الكفيلة بتقديم مساهمات إضافية من القطاعين العام والخاص عالمياً. ويشمل الاعتماد المالي الجديد التزاماً أميركياً حكومياً بمبلغ 475 مليون دولار، وهو عنصر أساس في مبادرة حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي في الدول الفقيرة. ولفتت شيران إلى أن «برنامج الأمن الغذائي والزراعي العالمي» سينظر في استثمارات طويلة الأجل في قطاع الإنتاج الزراعي وفي إيصال الأغذية إلى الناس. وأكدت أن الوقت حان للبرنامج للتركيز على أمرين أساسيين هما الاحتياجات الطارئة للجوع في كل أنحاء العالم، التي لم تتناقص، والحاجة إلى العمل مع الدول التي ستكون هي التالية في كسر منحنى الجوع، وتابعت أن هناك جيلاً جديداً من الدول، مثل رواندا وملاوي، ستتبع ما حققته كل من تشيلي والبرازيل والصين في العقد الماضي في إحراز تقدم جوهري في مكافحة الجوع المزمن. يذكر أن برنامج الأغذية العالمي يستجيب بشكل مستمر لحالات الجوع الطارئة في كل أنحاء العالم، باعتباره الوكالة التابعة للأمم المتحدة التي تقف في خط المواجهة في المعركة ضد الجوع. وسيقدم مساعدات غذائية إلى 90 مليون نسمة في 73 بلداً حول العالم هذه السنة.