الخرطوم: ولاء جعفر : المار بوسط الخرطوم وتحديداً موقف كركر سابقاً، يرى العجب العجاب، حيث الباعة المتجولين والعرض السيئ للخضروات والفواكه الملقاة على قارعة الطريق بين اقدام المارة المتسخة التى تطأ على كل شيء في الطريق للوصول الى موقف المواصلات، وهناك عوادم السيارات وبرك المياه الراكدة، وانتقد عدد كبير من المواطنين اسلوب عرض الفواكه والخضروات على الطريق وابدوا استياءهم من اسلوب العرض، مناشدين الجهات المسؤولة ايجاد منافذ للبيع لاحتواء هؤلاء الباعة.. «الصحافة» استطلعت الاوضاع هناك للوقوف على مشكلة عرض الفواكه والخضروات على الطرقات. لمحناه يقف امام احدى الفرشات المبسوطة على الارض ويفاصل في سعر البضاعة، وما ان علم بهويتنا حتى قال: «بالرغم من ان اسلوب العرض خاطئ والمكان غير مناسب، الا ان هؤلاء الباعة يوفرون احتياجات فئة ضعيفة من المجتمع ذات دخل محدود، وهامش ربحهم ضئيل مقارنةً بالمحلات الاخرى»، واثناء حديثه عاب على الباعة اختيار المناطق التي تكثر فيها المياه الراكدة والنفايات المتناثرة حول الخضروات والفواكه، وقال يوسف «24 عاماً» احد الباعة، انه كان يعمل بالسوق المركزى، وبعد قرار المحلية الاخير الذى منع بائعى الخضروات من البيع امام المحلات التجارية والملاحم «الجزارات» فإنه أدى إلى ضعف القوة الشرائية وقلت نسبة ارباحهم من البيع، فاتجه صوب السوق العربى للبيع مع الباعة الجائلين «الفراشة » على الارض. واعترف يوسف بأن اسلوب عرضه خاطئ مائة بالمائة، لكن ليس باليد حيلة، واضاف قائلاً: «وبالرغم من هذا فإن القوة الشرائية ضعيفة وتكاد تكون معدومة، ولا نجد سوى البيع على قارعة الطريق لكسب العيش وما يسد رمق اليوم». أما أحمد عثمان «مواطن» فقد قال: «إن الخرطوم اصبحت ملاذاً للباعة المتجولين، واسلوب العرض السيئ يعيق حركة المارة خاصة في منطقة ميدان جاكسون، حيث الضغط العددي الرهيب، ويتم عرض الخضروات والفواكه على الطريق في منطقة تشتهر بتمركز الاوساخ والمياه الآسنة» واضاف عثمان قائلاً: «نجد ان الباعة يعملون وسط هذه الاوساخ، ونناشد المحلية ايجاد طرق بديلة لهؤلاء الباعة لتحسين طريقة العرض وتخفيف الضغط على المنطقة». وقابلنا احدى النساء وهي في العقد السادس من عمرها، وتعمل بائعة خضار، وتقطن منطقة عد حسين، واسمها علوية خضر، وتوضح ان لديها اكثر من عشرة اعوام في مجال بيع الخضار، وتضيف انها تحمل ضمن ما تبيعه المكنسة حيث تقوم بنظافة مكان العرض، مؤكدة ان كثرة الاتربة تجلب لها كثيراً من الاكياس والاوساخ مما يجعلها طيلة اليوم تعمل في تنظيف محل العرض، واضافت قائلة: «ليس لدي من يعولني، ولدي ثلاث بنات في سن الثلاثين»، حيث فضلت الخروج الى السوق بدلاً من بناتها وليس لديها معرفة بسبل كسب العيش سوى بيع الخضار. وتقول سميرة يوسف إن طريقة العرض غير حضارية وغير صحية في المقام الاول، حيث نجد ان المنطقة المعروضة فيها الخضروات والفواكه تكتظ بالمارة ومياه الامطار والصرف الصحي، وهناك مشكلة تتعلق بالباعة أنفسهم من حيث نظافة الايدي والاظافر والكروت الصحية التي يفترض أن يحملها اي بائع، لجهة ان الفواكه والخضروات اكثر عرضة للتلوث مما يعرض صحة المواطنين للهلاك، واضافت قائلة: «بعض الباعة يستعملون منديلاً من القماش لتلميع الفواكه، وانا بوصفي مشترياً كيف لي ان اعرف انه مخصص للفواكه»، وناشدت سميرة الوالي وحكومته عمل اسواق مصغرة تخصص لهؤلاء الباعة، وعمل مظلات تليق بوضعهم وتحميهم من اشعة الشمس، وعمل كشف صحي للباعة حتى نضمن سلامة الخضروات وسلامة المواطن .