الاخ محمد كامل صاحب عمود «الجوس بالكلمات»، اشكرك على الاهتمام بقضايا وهموم الناس في مدينة «توتي» واستميحك عذراً في ارسال رسالة عبر عمودكم المقروء... رسالة الى والي الخرطوم.. اخي الوالى انت تعلم ان أهل توتي يتحدرون من قومية المحس الذين هاجروا من الشمالية من منطقة يطلق عليها اهلها «كوكا» ومع دخول الاسلام الى السودان عبر جد المحس ابي بن كعب رضي الله عنه وهاجروا متتبعين مسار نهر النيل وأسسوا مدينة «توتي» قبل سبعمائة عام اي قبل ان يسكن على ضفاف النيل وحول مقرن النيلين اي إنسان من ابناء العاصمة المعروفين وبالنظر الى تاريخ الخرطوم فإن «توتي» تعتبر أقدم «مدينة» في ولاية الخرطوم، هذه المقدمة التاريخية من اجل تذكيرك اخي الوالي وانت تخاطب مواطني محلية شرق النيل وهم أرحامنا وأصهارنا نعتز بهم ونتشرف باعترافكم بحقوقهم الاصلية أسماء وتاريخ وعطاء وتعمير لولاية الخرطوم. ان الاهمال الذي لقيته مدينة توتي من قبل حكومة ولاية الخرطوم اهمال غير مسبوق ولا يليق بمكانة المدينة وعراقتها وحتى لا نطلق الكلام على عواهنه نذكركم بأن كتيب انجازات حكومة ولاية الخرطوم الذي صدر اخيراً عدّد انجازاتكم وانجازات محلية الخرطوم كافة بقيادة الشاب عمر نمر ولكن للاسف الشديد لم يحتو هذا الكتيب على انجاز واحد في توتي اي بمعنى انه في الوقت الذي تنشط فيه الولاية ومحلية الخرطوم في الاهتمام باحياء الولاية هنالك بالمقابل اهمال واضح بقصد او بغير قصد لمدينة توتي وهو الامر الذي أوغر صدور العديد من ابناء توتي وأشعرهم بتعمد حكومة الولاية هذا المسلك الذي يتنافى ومبادئ العدالة تجاه المواطنين وسكان الولاية وللعلم فإن سكان مدينة توتي ومع هذا الشهر الفضيل المبارك ظلوا يشربون مياها ملوثة بلون الطين بسبب عدم وجود ادوية التنقية واذا اراد الانسان ان يتوضأ فإن جلباب الصلاة يتسخ بفعل المياه الطينية فهل ثمة اهمال ودليل على الاهمال اكثر من ذلك؟. واذا اضفنا الى ذلك التظلم البين لسكان مدينة توتي من عدم تنفيذ برنامج إعادة التخطيط والامتداد الزراعي والسكني والذي طالب به المواطنون في اللقاء الجماهيري مع الرئيس البشير وهتفوا بصوت عال «تخطيطنا ضروري .. قرار جمهوري» واذا اضفنا الى كل ذلك تظلم بعض مواطني مدينة توتي من ملاك الاراضي من إجحاف سلطات ولاية الخرطوم في منحهم التعويض العادل نظير تنازلهم عن اراضيهم لصالح انشاء كبري توتيالخرطوم بحري واطلاقكم صفة التعويض الخرافي على تلك المطالب مع العلم ان ما يطالب به هؤلاء الملاك هو تعويض اخذ اصحابه في الاعتبار ما نفذته حكومتكم من قبل وما دفعت من تعويضات بقياس المتر لكل ارض اقيم عليها مشروع في توتي فكيف اصبح ما فعلتموه من قبل عادلاً ومعقولاً وما يطالب به اولئك الملاك خرافياً؟ يقول تعالى في محكم تنزيله ونحن في شهر القرآن «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» ويقول عز وجل «اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» صدق الله العظيم. ولكم الشكر البرعي الجيلاني من مواطني مدينة توتي من المحرر : من المعروف ان جزيرة توتي التي اصبحت الآن مدينة كبيرة لها أصالتها وحالها ورجالها ظلت مركز إشعاع قرآنياً منذ الرعيل الأول الذي هاجر اليها فكان الشيخ أرباب العقائد وبحسب صاحب «الطبقات» فإن توتي ظلت نبراساً للقرآن ولمشائخ المحس وارحامهم واصهارهم المنتشرين ما بين توتي وحلة حمد وحلة خوجلي وقرى شرق النيل في العيلفون مهد ومرقد الشيخ احمد ابن ادريس وغيرها وقد ظلت كما العهد بها وصولاً الى عهد الشيخ ابراهيم العباس احد الاركان الركينة للحركة الاسلامية قبل ان تفرقها وتشوهها السلطة والمال، ولتوتي فضل يجب ان يكون غير منكور على كثير من المتنفذين ممن يجالسهم البعض بغية اخذ الضوء الاخضر لتنفيذ بقية برنامج الاهمال المتعمد والظلم دون استشعار لحرمة الظلم في شهر رمضان المعظم ودون خوف من غوائل المنايا التي تتخطف الظلمة قبل ان ينفذوا ظلمهم وتأخذهم أخذ عزيز مقتدر فهل هذه هي غاية الحكم ؟. نحن نضم صوتنا الى اصوات مواطني مدينة توتي ونناشد الراعي الواعي ان يرفع مظلمة توتي ويعاملها معاملة «محل القرآن» كالخلاوي والمدارس السنية فيدخلونها بأدب ويوقرون كبيرها ويرحمون صغيرها وذلك اضعف واوهى الحبال الرابطة بين الحاكم والمحكوم.