: في أوائل عام 1970م قرأت رواية «حدث في القرية» التي قامت بنشرها لجنة التأليف والنشر للكاتب إبراهيم إسحاق.. وبعدها جاءت من دار جامعة الخرطوم للنشر رواية «أعمال الليل والبلدة»، وكان البروفيسور محمد إبراهيم الشوش وراء نشرها، ونشرت مصلحة الثقافة رواية «مهرجان المدرسة القديمة»، وكان محمد عبد الحي يقف وراء هذا النشر. ومن هنا جاء إبراهيم إسحاق وهو يكتب بلغة محلية معبرة عن انسان دارفور، ومعبرة «هذه الأعمال» عن صدق انتمائه للمكان والإنسان دون تعقيدات يتخفى وراءها بعض العاطلين عن الموهبة. وكان اختيار مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في الدورة الأخيرة «اكتوبر 2012م» لإبراهيم إسحاق بوصفه شخصية إبداعية خصصت لها الدورة، وتمت قراءة الأعمال الإبداعية، وساهم فيها عدد من النقاد من أجيال مختلفة ومشارب واتجاهات معددة. وكان إبراهيم محل إجماع حينما تقلد رئاسة اتحاد الكتاب السودانيين. وقد كنت بالأمس القريب شاهداً على احتفال أهل الجزيرة به في نادي الخريجين بود مدني. هذا النادي العريق الذي شهد الكثير من الأحداث التاريخية العامة، ومن ضمنها ريادته في الدعوة لقيام مؤتمر الخريجين العام. وإبراهيم إسحاق الذي يعمل في صمت قاصاً وروائياً وباحثاً في التراث الشعبي، يستحق كل الاحتفاء الذي وجده في الخرطوم والجزيرة، لأنه أعطى وأبدع، وتسامى فوق الجهويات والعصبيات التي يحتاج تجاوزها للوعي والمعرفة والدراية والثقة بالنفس وإدراك المعاني الحقيقية للهوية والانتماء.