*كان الدكتور كرار التهامى نائب رئيس نادى الهلال جريئا وشجاعا وهو يرد بعنف ومنطق على « التهريج والتطاول والكلام الفارغ » حينما قال انه« حر ومستقل يملك قراره وارادته وليس محكوما ولا سيد عليه وانه لم يأت للهلال تحت عباءة أى شخص ولا كفيل له فى الدنيا ولا يخشى الا الخالق ولا يمكن أن يكون مقيدا وتابعا ومحكوما بتبعية فلان أو علان ولا يوجد من هو أكبر منه فى هذه الفانية وأنه ليس مديونا لأى شخص ولايوجد من له فضل عليه فى الهلال ولا هو تمامة عدد ولا من النوعية الهامشية فاقدة الارادة والهيبة والقيمة » - قال الدكتور كرار محمد الحاج التهامى هذا الحديث وكأنه يريد أن يعرفهم بمن هو كرار وليته سرد سيرته الذاتية « وذكر حسبه ونسبه وماهى وضعية والده المرحوم عمدة العمد الحاج محمد الحاج التهامى وأنه ابن الشريفية الحاجة سيدة بنت الشريف الهادى سليلة البيت الكبير والشريف هذا غير سيرته الذاتية والمهنية وقبيلته وتأهيله الأكاديمى ونضاله السياسى ». *مشكلتنا هنا أن أبواب « الفوضى والتجريح والتعدى والتطاول والجهل مفتوحة على مصراعيها » ولهذا فمن الطبيعى أن توجه السهام لأولاد الناس من الأشراف الأنقياء والأكثر عفة ونزاهة والمتخرجين من بيوت كبيرة وعريقة تعلموا منها الأدب واحترام الاخرين أمثال كرار ود التهامى - فقد أصبح من السهل جدا هنا وفى ظل غياب « الأخلاق والرقابة والضمير والحساب والعقاب » أن تسئ كما شئت وتهاجم على كيفك وتشتم أى شخص وبأى طريقة وبكل عبارات « البذاءة وقلة الأدب » دون أن تجد من يقول لك « عيب أو اتلومت » فالحابل والنابل أصبحا مختلطين ولا أثر لأى خطوط حمراء ولا خضراء أو صفراء ولك أن تفعل ما تشاء تحت ستار ما يسمى بحرية التعبير والنقد علما به أن ما يمارس هنا لا هو نقد ولا علاقة له بالحرية بل هو فوضى وهرجلة وفيه استغلال لضعف أو غياب المؤسسات المعنية بحماية المجتمع وأفراده من شرور الأشرار ودعاة الفتنة وقادة الرأى الخبيث والفطير والتفلت الذى يخلو من الموضوعية والذوق ولهذا فمن الطبيعي أن تسود وتنتشر ثقافة ومنطق الغابة ومن له سلاح له كامل الحرية فى استخدامه ضد الأبرياء. *لقد رأوا فى قبول الدكتور كرار التهامى للتكليف ورئاسة لجنة تصريف الأوضاع فى نادى الهلال بعد قرار الوزير عيب وتعاملوا معه وكأنه « كفر والحاد » وبدأوا فى الهجوم البربرى وكأنهم أوصياء على الناس ويملكون ارادتهم أو أنهم « الأعلى والأفضل والأرجل ويتناسون عن عمد أن حواء والدة » - كانوا يعتقدون أن كرار التهامى من « التبع والمنقادين ومن الذين لا رأى لهم ولا ارادة أو موقف وأنه من القوم الجبان والذى يخشى الأخرين برغم أنه على حق » رفضوا قبوله للتكليف وكانوا يتوقعون أن يعتذر لمجرد أن فلان رفض أو أن ذاك ابتعد أو أبعد وتناسوا أن للدكتور تقديراته ورؤيته للمواقف وأنه صاحب عقل يميز ويملك حق القرار على نفسه قياسا على قدراته وامكانياته - وكما قال كرار فالهلال ليس مملوكا لأحد وهو مؤسسة عامة وملك لكل عشاقه وهو ليس ضيعة تتبع لفلان ولا هو ورثة لأسرة معينة وألمح الا أنه ان وجد الوضع شائكا فلن يتوانى فى الابتعاد . *قد نعذرهم لسبب واحد وهو أنهم لا يعرفون من هو كرار التهامى وبالطبع فان كانوا يعرفونه لما تجرأ أى منهم وتطاول عليه ونحمد لود العمدة أنه كان صريحا وبارعا فى تقديم نفسه بطريقة جيدة وقوية وواضحة ولا تحتاج الى « ترجمة » ونجح فى الرد على الحملات الهوجاء والفالصو والتى يعتقد أصحابها أن بمقدورهم أرهاب الأقوياء وهم لا يدرون أن مثل هذه الخطرفات تزيد أمثال دكتور كرار صلابة وقوة. *الانتخابات « ما لعب عيال ». *يقال ان الرئيس المصرى الراحل « محمد أنور السادات » وحينما خرجت مظاهرات تطالبه باعلان ودخول حرب ضد اسرائيل ووصلت المظاهرات حتى مقر اقامته - فقد نظر اليها من « الشباك » ورجع ثم سأل من هم الذين يتظاهرون - فجاءه الرد بأنهم الطلاب - فوجه مستشاره بالرد عليهم بالقول « ان الحرب ليست لعب عيال » - وان جاز لنا استخدام عبارة الرئيس الراحل السادات فنقول ان انتخابات اتحاد كرة القدم السودانى والتى ستقام فى السابع و العشرين من هذا الشهر هى « ليست لعب عيال » فلا مجال فيها للحسابات المغلوطة والوعود البراقة والأخبار المشتولة ولا تقبل الاساءات للخصوم أو التقليل من شأنهم اما الأخطر فعلا والمؤثر والذى سيكون له صدى ورد فعل أعنف على استقرار استمرار النشاط فهو ادخال الانتماء والعصبية على شاكلة « هذا هلالى وذاك مريخى » . *لكل مجموعة الحق فى أن تحشد وتستقطب وتقدم الوعود والمغريات حتى وان كان ذلك بالأسلحة « المرفوضة والممنوعة مثل شراء الأصوات والذمم والارادات والمواقف فهذه الممارسات لها دور فى الديمقراطية » ولكن بالضرورة أن تكون هناك فواصل من واقع أن الاساءات لا حد لها والشتائم يمكن أن تصل لأعلى المراتب ومثلما يفعل هذا الجناح فان الطرف الأخر له حق الرد بنفس السلاح وتطبيق مبدأ « التعامل بالمثل ».