دونيستك: أمجد الرفاعي : قال بطل العاب القوى العالمي السابق والمدرب الحالي للمنتخب السعودي خليفة عمر، إن التراجع المريع الذي شهدته العاب القوى السودانية في السنوات الاخيرة يدعو المسؤولين في الدولة للتدخل السريع لانقاذ ما يمكن انقاذه واعادة هذا المنشط الاستراتيجي على الاقل الى ما كان عليه من سيادة وريادة على المستوى العالمي منذ عهد العدائين موسى مدني، موسى جدة، جون نرت والكشيف حسن، مروراً بعهد محمد يعقوب ثم اسماعيل احمد اسماعيل وابو بكر كاكي، واوضح البطل السوداني العالمي خليفة عمر في حديثه ل «الصحافة» بمدينة دونيستك الاوكرانية التي استضافت اخيرا بطولة العالم للناشئين، إن الاهمال الذي اصاب العاب القوى قاد المواهب والخامات وحتى الخبرات الى الهجرة الى دول العالم المختلفة بحثاً عن اوضاع افضل، خصوصاً انهم كما ذكر لم يجدوا الرعاية والاهتمام من قبل الاتحاد او الدولة، مبيناً أنه عندما كان يمارس نشاطه ويمثل السودان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وجد هو وزملاؤه العناية والرعاية ليس من اتحاد العاب القوى فحسب بل من قبل الدولة وعلى اعلى مستوياتها، حيث وجدوا الرعاية من قبل الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري الذي وفر لهم كل الامكانات، ولذلك عندما عرضت عليه جنسيات عدد من الدول رفضها، وهنا يذكرها بالتفصيل، حيث عرضت عليه الجنسية الالمانية في عام 1977م وعرضت عليه الجنسية الاسترالية في عام 1980م، وفي عام 1982م عرضت عليه الجنسية البريطانية، وفي نفس العام الجنسية النيوزيلندية، وفي عام 1990م عرضت عليه الجنسية الايطالية ورفضها جميعاً، أولاً لأن السودان لا يتبدل وثانياً للتقدير والدعم الكبير الذي كان وجده من قبل المسؤولين وجماهير الرياضة السودانية، وواصل خليفة عمر حديثه قائلاً: إنني فجعت في فترة من الفترات لأن بعض المسؤولين الرياضيين لم يقدروا خبراتي ولا مؤهلاتي، لذلك اضطررت للهجرة. وطالب البطل عمر أهل العاب القوى بضرورة الرجوع والاستناد الى القوات المسلحة لأنها هي اساس المنشط وهي منبع الابطال، ففي السابق أسهمت القوات المسلحة في تخريج الابطال الذين ذكرتهم ورفعوا اسم السودان عالياً في المحافل الخارجية، لذلك الرجوع اليها عن طريق ادارة الرياضة العسكرية يعتبر اولى خطوات العاب القوى للطريق الصحيح، مشيراً الى أن العاب القوى السودانية ونتيجة لتفوقها وجدت الاهتمام، وجذبت انظار العالم والامم المتحدة التي كلفتني بحمل شعلتها لدعم الفقراء والمحتاجين، وبالفعل حملت الشعلة وطفت بها العالم، وتم جمع اكثر من تسعة مليارات دولار، وفي جلسة خاصة للامم المتحدة بنيويورك قال الامين العام للامم المتحدة موجها حديثه لي لا أشكرك بل اشكر الشعب السوداني الذي أنجبك، وحقيقة هذا جزء يسير من تاريخ العاب القوى الناصع، فلماذا نستهدفه في هذه الفترة ونحاول تدميره. وتحسر خليفة نسبة لتراجع العاب القوى بالسودان قائلاً إن الدول الأقل منا اقتصادا مثال اريتريا واثيوبيا وجيبوتي اصبحت افضل منا حالياً وتفوقت علينا. وطالب خليفة قادة اتحاد العاب القوى الحالي بالتحرك في كل الاتجاهات وعدم الركون من أجل ايجاد الدعم اللازم للاعبين، وفي السابق كانت هناك اتفاقيات مع الدول العربية مثل السعودية وقطر اللتين استضافتا وتكفلتا بمعسكرات الابطال السودانيين امثال محمد يعقوب وخميس عبد الله وصدام سليمان، فلماذا لا نجدد الاتصالات معهم لتوفير مثل هذه المعسكرات التي ستفيد أبطالنا كثيراً، مشيراً الى انه شخصياً كان قد تلقى دعوة من الشيخ مانع المكتوم بالامارات في عام 1985م وتكفل بمعسكراتي وتذاكر سفري الخارجي منذ عام 85م وحتى عام 1988م، ودعا خليفة عمر المسؤولين في الدولة لتخصيص ميزانية للرياضة مع المتابعة اللصيقة، موضحاً أنه خلال سفرياته الكثيرة مع المنتخب السعودي لالعاب القوى ظل يجد البعثات السودانية تعاني كثيراً جراء الفقر، مبيناً أن العاب القوى هو المنشط الاول في السودان الذي يستطيع تحقيق الانتصارات الخارجية ورفع علم السودان عاليا خفاقاً. وانتقد المسؤولين باتحاد العاب القوى ووزارة الشباب والرياضة، لأنهم لم يرتبوا جيدا لبعثة السودان التي شاركت في بطولة العاب القوى للناشئين بمدينة دونيستك، حيث تركوها تغادر بالبص من العاصمة الاوكرانية كييف الي دونيستك لمدة «16» ساعة، علماً بأن هناك لاعبين صغاراً في السن سيدخلون منافسات عالمية، ونتيجة للتعب والارهاق تأثر اثنان من اللاعبين وخرجا من المنافسة وصعد واحد للنهائي، ولكن في النهاية ارهاق السفر اثر عليه وكانت النتيجة عدم احراز ميدالية كانت في السابق مضمونة بالنسبة لنا ولكن!! وجدد عمر مطالبته بالالتفاف حول العاب القوى ووصف تأهل العداء ادم فضل الله الي نهائي سباق «1500» في بطولة العالم بالاعجاز في ظل هذه الظروف المتردية التي تعيشها العال القوى، لافتاً الى أنه يدرب المنتخب السعودي وأتى به من معسكر بالمانيا امتد لشهرين، ورغم ذلك لم يستطع عداء واحد منه التأهل الي النهائي لعدم وجود الدافع القوى رغم انه يسافر في ارقى خطوط الطيران ويجد الاهتمام والرعاية اللازمة، ولذلك يرى ان الظروف التي يمر بها العداء السوداني صعبة، ولذلك عندما يحقق انتصاراً يعتبره اعجازاً.