٭ في الاسبوع الماضي ومن خلال ركن نقاش عقد بجامعة السودان حدثت أعمال شغب واشتباك بين طلاب البعثيين وطلاب المؤتمر الوطني.. وهذا بالطبع أمر وارد.. ثبت خلال العشرين عاماً الماضية.. لكن الذي يستوجب الوقفة ما قاله طلاب البعث من ان هناك عربة (بوكس) جاءت محملة بالسيخ وقنابل (المولتوف) ودخلت من بوابة الجامعة الرئيسة على مشهد من الكل ومن الحرس الجامعي لتدعم طلاب المؤتمر الوطني.. في معركتهم مع طلاب حزب البعث.. ولم استغرب وان قلت ان الامر يستوجب الوقفة في الاصرار من قبل المؤتمر الوطني في ان يقدم السيخة والمطوه والمسدس والملوتوف.. على الكلمة والعبارة والحوار بالرغم من تغير الظروف والحديث عن ثقافة الحوار والتغيير الديمقراطي الذي نكثر الحديث عنه ولا نلتزم بأقل مستحقاته. ٭ والحديث عن العنف في الجامعات يطول ويطول وهو في الواقع حديث عن طبيعة سلوك طلاب الجبهة الاسلامية منذ ان كانوا (الاخوان المسلمين) في جامعة الخرطوم عام 8691 في قاعة الامتحانات ورقصة العاجكو.. واذكر عام 0002 كتبت سلسلة من الاعمدة بعنوان البِلدي المحن اثر ظاهرة سيرها طلاب المؤتمر الشعبي من ذات الجامعة.. نعم المؤتمر الشعبي فكلهم تربية واحدة وثقافة واحدة قلت في ذلك العمود: ٭( تحركت في الثانية من ظهر امس تجمهرات طلابية من جامعة السودان قاصدة منطقة السوق وهى تردد هتافات عادية اثر مخاطبة طلابية اقامها طلاب حزب المؤتمر الوطني الشعبي وعلى الفور قامت قوات الشرطة بتطويقها وتفريقها إلا أنه وفي أثناء تعامل الشرطة اطلقت أعيرة نارية من افراد ذلك التجمهر عيار 53.6 اصابت اربعة من أفراد الشرطة اجريت لاثنين منهم عمليات جراحية في الحال ووضعوا بالعناية المكثفة كما اطلق المتظاهرون بعض قنابل المولتوف على رجال الشرطة ومن ثم تم فتح بلاغ جنائي بالشروع في القتل العمد وتمت مباشرة التحريات حوله. ٭ تجدر الاشارة الى ان هذه المرة الاولى في تاريخ الشرطة ان يتعامل المتظاهرون من الطلبة بهذا الاسلوب.. ستظل قوات الشرطة دوماً حامية لأمن وطمأنينة واستقرار مجتمعنا في تجرد ويقظة ومسؤولية. ٭ هذا البيان اصدرته الشرطة بولاية الخرطوم في امسية الاحد الثامن من اكتوبر عام 0002.. بالطبع لم يكن بياناً عادياً لأنه لم يتحدث عن الظروف الضاغطة التي جعلت قوات الشرطة تطلق بعض الاعيرة النارية حتى تتمكن من تفريق المظاهرة وقد اصيب بعض المتظاهرين.. بل تحدث هذه المرة عن المتظاهرين الذين اطلقوا الاعيرة النارية على قوات الشرطة. ٭ هنا فقط اخذ الهول الجميع.. وقال البيان (ان هذه هى المرة الاولى في تاريخ الشرطة يتعامل المتظاهرون من الطلبة بهذا الاسلوب. ٭ والهول والاستنكار والقلق والخوف كل هذا لا يشكل ادنى خطوة ايجابية للوقفة امام الواقع الذي نعيشه هذه الايام على صعيد الساحة السياسية بعد ان انقلب اهل الانقاذ على بعضهم وظللنا نحن جماهير الشعب السوداني نتابع مسلسلات كشف الاسرار وحرب المنشورات والبيانات وباقي ازمات الحياة تسخر منا.. كل ازمات الحياة .. الغلاء، الملاريا، شبح السرطان الكامن في البوتاسيوم والبوليمر و...و.... الفقر والضياع. ٭ وأخيراً حرب الاعيرة النارية بين قوات حفظ النظام وقوات بناة المستقبل.. طلاب الجامعة.. يا للهول. ٭ ماذا نقول لأهل الانقاذ في هذا المنحنى الخطير؟؟! ٭ هل نواصل التفرج والمتابعة ونردد مع انفسنا حكمة شعبنا البليغة (البلدي المحن لابد يلولي صغارن) ونعرض بهذا الموقف السلبي كيان وسيادة كل السودان للخطر!! ٭ بالطبع لن نقف مكتوفي الايدي ونتابع المحن وهى تتكاثر.. ولن ندع أمهات هذه المحن ان تمارس أمومتها وترضعهن او تلوليهن. ٭ يجب على هذه المحن ان تذهب هي ووليداتها ولنلتفت نحن الى خلق واقع جديد.. فالذي يتم ما بين شقي الجبهة القومية الاسلامية ينذر بالخطر الماحق.. خطر لا يدفعه الوقوف مع المؤتمر الوطني أو الشعبي فكلا الحزبين مسؤولان مسؤولية مباشرة عن هذه الظاهرة ظاهرة التساهل مع أحداث العنف وسط الطلاب منذ زمن ليس بالقليل.. ولنتذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. هذا مع تحياتي وشكري